كتم غضبي
- ١ مقدمة
- ٢ ذكر الله تعالى
- ٣ تذكر أجر كاظمين الغيظ
- ٤ تجنب مسببات الغضب
- ٥ الاسترخاء
- ٦ التعوذ من الشيطان
- ٧ الوضوء
- ٨ تغيير المجلس
- ٩ التفريغ
- ١٠ = النشاط البدني=
مقدمة
يختلف الناس في حدة غضبهم وحالاتهم المزاجية، وردود أفعالهم تجاه المواقف المختلفة، ولكن ما لا يختلف عليه اثنان هو الآثار الجسيمة للغضب على النفس وعلى الصحة وعلى العلاقات الاجتماعية، فقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغضب، ولكن أحياناً لا يستطيع الإنسان السيطرة على غضبه، وفي هذه الحالة يؤثر الغضب على مشاعر الآخرين وعلاقتك بهم وأحيانا على سلامتهم، وقد يبقى أثر الغضب ظاهراً على الإنسان لفترة من الزمن وأحياناً حتى دون أن يشعر الإنسان نفسه بذلك، لذلك من المهم اتباع هذه النصائح للتخلص من الغضب فأجزاء من الثانية هي ما تفصل بين هدوء الإنسان وبين انفجاره غاضباً، وهنا بعض الحلول والطرق للوقاية من الغضب ومعالجته في هذا الموضوع.
ذكر الله تعالى
إذا شعرت بتسلل الغضب إليك فاستغفر الله تعالى واذكره، وتذكر حلم الله سبحانه وتعالى وتلطفه بك، واحرص على أن تتخلص من الغضب قبل أن يتلبس بك، وتذكّر أن هذه الحياة فانية وأنّ كل أمور الدنيا لا تسوى شيئًَاً، فلا شيء يستحق غضبك، وحاول بدلاً من الغضب أن تتعامل مع الأمور بإيجابية واجعل أسوتك في ذلك رسول الله صلى عليه وسلم فبذكر الله سبحانه وتعالى تسمو نفسك وترتفع، وتهدأ أعصابك وتسترخي فيذهب عنك الغضب.
تذكر أجر كاظمين الغيظ
لقد ذكر الله سبحانه وتعالى أجر الكاظمين الغيظ في القرآن الكريم وخصهم بعظيم الأجر والثواب فتذكر هذا الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى، فقد قال تعالى “وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ”، فقد عد الله سبحانه وتعالى كظم الغيظ من علامات المتقين الذين يستحقون بتقواهم جنة الخلد. واعلم أنّك بغضبك ستضيع عليك هذا الأجر، وتذكّر أنّ الغضب من الشيطان، وأنه قد يدفعك إلى القيام بأمور لا يقوم بها عاقل، فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم، واحتسب كتمك للغضب عند الله سبحانه وتعالى.
تجنب مسببات الغضب
من المهم تجنب الأسباب التي تؤدي إلى غضبك وقد تشمل هذه المسببات الأشخاص المستفزين أو النقاشات الحادة، فالغضب في نهاية المطاف يؤثر عليك وعلى صحتك فيزيد من ضغط الدم واحتمالية السكتات القلبية وقد يؤدي إلى أمراض مزمنة، وهو يؤثر سلباً أيضاً على علاقتك بالآخرين فيهدم العلاقات ويجرح الآخرين ويقلل من احترامهم لك، لذلك وفّر على نفسك كلّ هذه الأمور من البداية. فإن كنت في منتصف نقاش أو موقف ما أدى إلى غضبك فمن المستحسن أن تبتعد عن مصدر هذا الغضب حالاً، وأن تقوم بعمل شيء يساعدك على الاسترخاء كالخروج إلى الهواء الطلق والمشي قليلاً وأخذ نفس عميق فهذه الأمور تساعد على الاسترخاء وتهدئ الأعصاب التي قد تكون توترت بفعل تلك الأمور.
الاسترخاء
يمكنك القيام ببعض الحركات التي تساعدك على الاسترخاء، وإحدى هذه الخطوات هي أخذ نفس عميق من الأنف وحبسه لثوانٍ قليلة ثم إخراجه ببطء من الفم وتكرار هذه العلمية عدّة مرّات فهي تساعد على تحسين ضغط الدم واسترخاء العضلات، يمكنك أيضاً أن تعد ببطء حتى 10، وقد تبدو هذه الطريقة تقليدية بعض الشيء ولكنها فعّالة في الوقاية من الغضب فأخذ نفس عميق والعد ببطء حتى عشرة يعطيك فرصة في التفكير والتروي قبل الإقدام على أمر قد تندم عليه لاحقاً وتساعدك في السيطرة على أعصابك والتفكير بمنطقية بدلاً من أن تنفجر غاصباً، واحرص على أن تأخذ الأمور ببساطة ففي النهاية لا شيء يستحق أن تخسر لأجله صحتك وأعصابك، من المهم أيضاً أن تأخذ قسطاً من الراحة والترفيه بين الفترة والأخرى لأن الضغوطات النفسية المتراكمة هي ما تؤدي إلى الانفعال والغضب نتيجة التوتر المستمر.
التعوذ من الشيطان
إن الغضب من الشيطان لذلك احرص على التعوذ بالله من الشيطان الرجيم عند الغضب وأكثر من الاستعاذة من الشيطان الرجيم حتى يزول عنك الغضب وآثاره، ولا يكفي أن تستعيذ بالله من الشيطان بلسانك فقط، بل عليك أن تكون حاضر القلب أيضاً وتذكر آثار الغضب الوخيمة والندم الذي ستشعر به بعد الغضب، وتذكر تأثيره السلبي على صحتك وعلى علاقتك بالآخرين وأن الغضب قد يكون سبباً في اكتساب الذنوب.
الوضوء
فقد أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالوضوء عند الغضب ليذهب عنا الغضب، فالغضب من الشيطان والشيطان من نار، والماء هي ما تطفئ نار الغضب كما أخبر الرسول في حديثه الشريف، لذلك جرب أن تتوضأ عند غضبك وضوءً كاملاً، وأن تصلي بعد ذلك ركعتين لله سبحانه وتعالى وأن تذكر الله وتستغفره لتتخلص من الغضب.
تغيير المجلس
من المهم الابتعاد عن المكان الذي غضبت فيه وأن تذهب إلى مكان آخر بعيداً عن مسببات الغضب سواء كان السبب شخصاً ما أو حادثاً ما أو نقاشاً معيناً، وقد أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بتغيير وضعية الجلوس فإنّ كنت واقفاً فاجلس وإن كنت جالساً فاضطجع لتتخلص من آثار الغضب. وعند تغيير المكان الذي غضبت فيه، احرص على الذهاب إلى مكان أكثر هدوءً، فإذا كنت في غرفة مثلاً يمكنك الخروج إلى الشرفة لتتنفس بعض الهواء النقي الذي يخفف عنك غضبك ويهدئ من أعصابك.
التفريغ
من المهم تفريغ المشاعر السلبية، وبالطبع فإن الغضب والصراخ والتهجم ليسوا وسائل صحية لفعل ذلك، فهناك طرق أخرى يمكن من خلالها أن تقوم بتفريغ مشاعرك السلبية كالتحدث إلى شخص حكيم تثق به عن ما يزعجك ويوترك ويسبب لك القلق، بهذه الطريقة تفرغ تلك المشاعر وتتلقى النصح من الشخص الذي تحدثت إليه فيهون عليك ما حدث، أو يمكنك كتابة ما أزعجك وسبب لك الغضب على ورقة مثلاً، واحرص على أن تكتب ذلك بالتفصيل، ثم انظر إلى الأمر بموضوعية وحاول أن تجد حلولاً للموقف وحلولاً لردود أفعالك الانفعالية.
= النشاط البدني=
من المهم أن تخصص دائماً جزءاً من وقتك للقيام بأنشطة رياضية بدنية، خصوصاً إذا كنت شخصاً كثير الغضب، لأن الغضب السريع يكون نتيجة تراكم التوتر النفسي، وممارسة الرياضة لها دور كبير جداً في الاسترخاء وتخفيف حدّة انفعالاتك وتحسين مزاجك ويساعد على زيادة تدفق الدم إلى عضلاتك مما يؤدي إلى استرخائها، ويمكنك أن تمارس أي نشاط تحبه وتجده سهلاً بالنسبة إليك، كالمشي أو الركض أو القفز أو ركوب الدراجة أو السباحة أو ممارسة كرة القدم أو السلة أو اليوغا أو الملاكمة.
هذه الأمور إذاً كلها يمكنها أن تساعد على التخلص من الغضب وتتمثل الخطوة الأولى في ذلك بذكر الله تعالى والاستعاذة به من الشيطان، ثم حاول أن تذهب إلى مكان أكثر هدوءً بعيداً عن مسببات الغضب وخذ نفساً عميقاً وتذكر أجر الكاظمين الغيظ واجعل ممارسة الرياضة روتيناً يومياً لتقلل من حدة غضبك، ومن المهم أن لا تترك تطبيق هذه الأمور حتى تغضب، بل حاول أن تجعلها عادة لك حتى في الحالات التي لا تكون فيها غاضباً، فهي تساعد على زيادة استرخاء عضلات الجسم وأعصابه وبالتالي تقلل من احتمالية انفعالك وغضبك في المواقف التي تجرك للغضب.