قيام الحضارة المصرية القديمة
الحضارة المصريّة القديمة
حضارة مصر القديمة هي حضارةٌ نشأتْ في الجزءِ الشمالي الشرقي لإفريقيا، وتركّزت على ضفافِ نهر النيل. قامت هذه الحضارة عند قيام الملك مينا بتوحيد مصر العليا والسفلى عام ثلاثة آلافٍ ومئةٍ وخمسين قبل الميلاد، لتتطوّر لاحقاً على مدار الألفيات الثلاث لتتضمّن سلسلةً من الممالك المستقرة في البداية، ثمّ تلتها فتراتُ عدمِ استقرارٍ في مراحلها المتوسطة.
بلغت الحضارة المصريّة القديمة أوج ذروتها في عصر الدّولة الحديثة لتتبعها فترات انحدارٍ تدريجيٍ بطيء، أدّى إلى هجوم عددٍ من القوى الأجنبيّة عليها وإضعافها حتى انتهاء حكم الفراعنة بعد غزو الإمبراطوريّة الرومانيّة لدولتهم، وتحويلها لواحدةٍ من المقاطعات الرومانيّة الشاسعة.
عوامل قيام الحضارة المصريّة القديمة
تمتعت مصر بالعديد من العوامل المهمّة التي أدت إلى ميلاد حضارةٍ غايةٍ في الأهميّة، وقد تمّ اعتبارها من أهمّ الحضارات التي قامت على وجه الأرض على الإطلاق، وقد ساهمت العديد من العوامل على قيام هذه الحضارة وازدهارها على مدارِ قرونٍ طويلة، ومن أهمّ هذه العوامل:
- موقعها الجغرافي: تقع مصر عند ملتقى قارات العالم الثلاث وهي: إفريقيا، وآسيا، وأوروبا، الأمر الذي سَهّل لها الاتصال بقارّات العالم القديم والحضارات التي قامت بها في ذلك الوقت، إضافةً إلى التأثّر بها والتأثير عليها، إضافةً لهذا فإنَّ مصر تقع على بحرين مهمين هما: البحر الأبيض المتوسط، والبحر الأحمر، وقد اعتبرت في ذلك الوقت قلب العالم القديم، إضافةً لكونها حلقةَ وصلٍ بين العديد من أقطاره.
- نهر النيل العظيم: من العوامل المهمة جداً في تشكل الحضارة المصريّة القديمة وجود نهر النيل العظيم فيها، وتكمن أهميّة وسرّ هذا النهر في التكوين الطبيعي له، والذي يتميّز باندفاعه من الجهة الجنوبيّة إلى الشمالية حاملاً معه الطمي والماء، وقد أدى هذا الأمر إلى تحول مصر لجنةٍ خضراء صالحة للزّراعة، وقد ساهم جهد المصريين القدماء في تعزيز هذا الأمر، حيث قاموا باستغلال مياه النهر، فشقوا الترع وأقاموا المقاييس، وبنوا السّدود وشيّدوا الجسور.
- إضافةً لكل ما ذكر فقد كان للفيضان الذي يحدث للنهر فضلٌ في وحدة وتضامن المصريين القدماء، والسعي لحراسة مياه الفيضان وإقامة الجسور، والعمل دوماً جنباً إلى جنب في سبيل الحفاظ على سلامة أرضهم، إضافةً إلى تبادلهم للمحاصيل، الأمر الذي أدى إلى تنشيط التجارة الداخليّة بين الجنوب والشمال، وكان نهر النيل أيضاً سبباً في اهتمام قدماء المصريين ببناء السفن، وقد سهّل هذا الأمر تواصل المصريين مع بعضهم البعض وزيادة تماسكهم، إضافةً إلى انتشار حضارتهم في الدّول المجاورة لهم، ومن هنا كان التأثر والتأثير الذي تميزت به تلك الحضارة.
- مناخها المعتدل: ساهم المناخ المعتدل لحوض نهر النيل بزيادة نشاط المصريين ويقظة عقولهم، وقد تميّز هذا المناخ بجفافه الذي ساهم بالحفاظ على الآثار المصريّة القديمة، وقد أدى تنوع مناخ المنطقة إلى تنوع المحاصيل الزّراعيّة التي أدت إلى رخاء المصريين ورغد حياتهم.
- الحدود الطبيعيّة لمصر.
- ثروات مصر المعدنيّة.