قواعد في الخط والإملاء
أولًا: الألف المتطرفة:
1- تكتب الألف بعد واو الجماعة وتسمى ألف التفريق، مثل: القوم لم يدعوا، ولا تكتب بعد واو الفعل، مثل: يدعو محمد ربه؛ لأنها واو أصلية في الفعل.
2- تكتب الألف ياءً، أي ألفًا مقصورة إذا كان أصلها ياء، مثل: رمى، هدى، الفتى.
ويعرف ذلك بأن ترده إلى الفعل الماضي فتقول: رميت.
أما الاسم فيعرف بالتثنية، فيقال: فتيان.
قال الشاطبي – رحمه الله تعالى -:
وَتَثْنِيَةُ الْأَسْمَاءِ تَكْشِفُهَا وَإِنْ
رَدَدْتَ إِلَيْكَ الْفِعْلَ صَادَفْتَ مَنْهَلَا
وقال الحريري -رحمه الله تعالى -:
إِذَا الْفِعْلُ يَوْمًا غُمَّ عَنْكَ هِجَاؤُهُ
فَأَلْحِقْ بِهِ تَاءَ الخِطَابِ وَلَا تَقِفْ
فَإِنْ تَرَهُ بِالْيَاءِ يَوْمًا كَتَبْتَهُ
بِيَاءٍ وَإِلَّا فَهْوَ يُكْتَبُ بِالْأَلِفْ([1])
3- تكتب الألف ياء إذا تجاوزت ثلاثة أحرف: استرعى، المصطفى، المرتضى، إلا إذا كان قبلها ياء، فإنها ترسم ألفًا، مثل: الدنيا، أحيا.
4- الألف إذا لم تكن في أربعة، ولم تكن منقلبة عن ياء فإنها تكتب ألفًا ولا تكتب بالياء، نحو: دعا. فأصلها ليس الياء.
ونحو: قفا. فليست منقلبة عن ياء؛ لأنك تقول: قفوت.
همزة الوصل
تعريفها:
هي التي يُتَوَصَّل بها إلى النطق بالساكن، وهي التي تثبت في الابتداء وتحذف في الوصل نطقًا فقط لا كتابة.
* من المعلوم في قواعد العربية أنه لا يبتدأ بساكن ولا يوقَف على متحرك، فإذا كان أول الكلمة ساكنًا وجب الإتيان بهمزة الوصل متحركة توصلًا للنطق بالساكن، وتسمى هذه الهمزة همزة الوصل.
قال ابن مالك:
لِلْوَصْلِ هَمْزٌ سَابِقٌ لَا يَثْبُتُ
إِلَّا إِذَا ابْتُدِي بِهِ كَـ: اسْتَثْبِتُوا
والكلام فيها في فصلين:
الفصل الأول: في ضبط موقعها:
فنقول: الكلمة إما اسم، أو فعل، أو حرف.
همزة الوصل في الاسم:
لا تكون همزة الوصل فيه إلا في نوعين:
أحدهما: أسماء غير مصادر، وهي عشرة محفوظة: اسم، واست، وابن، وابنة، وابنم، وهي لغة في ابن، وامرؤ، وامرأة، وامرأتان، قال الله تعالى: { فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ} [البقرة: 232 ] وايمن في القسم، واثنان واثنتان.
قال ابن مالك:
وَفِي اسْمٍ اسْتٍ ابْنٍ ابْنُمٍ سُمِعْ
وَاثْنَيْنِ وَامْرِئٍ وَتَأْنِيثٍ تَبِعْ
وَايْمُنُ هَمْزُ أَلْ كَذَا وَيُبْدَلُ
مَدًّا فِي الِاسْتِفْهَامِ أَوْ يُسَهَّلُ
* بخلاف الجمع فإن همزاته همزات قطع، قال الله تعالى: { إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا} [النجم: 23] وقال: { فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا} [آل عمران: 61].
النوع الثاني: أسماء هي مصادر، وهي مصادر الأفعال الخماسية، نحو: الانطلاق، والاقتداء، والسداسية، نحو: الاستخراج، والاستقامة.
همزة الوصل في الفعل:
الفعل إذا كان خماسيًّا، نحو: انطلق للماضي والأمر، أو سُدَاسيًّا، نحو: استخرج للماضي فهمزته همزة وصل.
– وكذلك الأمر من الثلاثي الذي يسكن ثانيه في المضارع، نحو: اغْزُ، اضْرِبْ، امْشِ، تقول في المضارع: يضرب، يغزو، يمشي، فثانيه ساكن؛ لذا كانت همزة الأمر منه همزة وصل.
قال ابن مالك:
وَهْوَ لِفِعْلٍ مَاضٍ احْتَوَى عَلَى
أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعَةٍ نَحْوُ انْجَلَى
وَالْأَمْرِ وَالمَصْدَرِ مِنْهُ وَكَذَا
أَمْرُ الثُّلَاثِي كَاخْشَ وَامْضِ وَانْفُذَا([2])
همزة الوصل في الحرف:
وأما الحرف فلم تدخل عليه همزة الوصل إلا على أداة التعريف (أل)، نحو قولك: الغلام والفرس. فهمزة (أل) همزة وصل سماعية.
قال ابن مالك:
وَايْمُنُ هَمْزُ (أَلْ) كَذَا وَيُبْدَلُ
مَدًّا فِي الِاسْتِفْهَامِ أَوْ يُسَهَّلُ
الفصل الثاني: في حركة همزة الوصل:
وفيه قواعد:
1- منها: ما يحرك بالكسر في الأكثر، وبالضم في لغة ضعيفة، وهو (اسم).
2- ومنها: ما يُحَرّك بالفتح خاصًّا، وهي همزة لام التعريف.
3- ومنها: ما يُحَرَّك بالفتح في الأفصح، وبالكسر في لغة ضعيفة وهو ايمن المستعمل في القسم.
4- ومنها: ما يُحَرَّك بالضم فقط، وهو أمر الثلاثي إذا انضم ثالثه ضمًّا متأصلًا، نحو: اقتل، اكتب، واغزي للمرأة؛ لأن أصلها: اغزوي، أي: أن ثالثه مضموم.