قصّة يونس عليه السلام
روى القرآن الكريم قصصاً لعدد من الأنبياء عليهم أفضل الصّلاة والتّسليم؛ حيث كان في هذه القصص الكثير من العبر والآيات لأولي الألباب، ومن بين تلك القصص قصّة نبيّ الله يونس بن متّى عليه السّلام، والّذي على الرّغم ممّا ورد في قصّته من عتابٍ ربانيّ، إلّا أنّ النّبي محمّد عليه الصّلاة والسّلام أمر المسلمين بعدم تفضيله على نبيّ الله يونس عليه السّلام، وهذا تواضع جمّ من نبيّ الأمّة على الرّغم ممّا ورد في فضله من أحاديثٍ وآيات فنبيّنا هو سيّد بني آدم ولا فخر.
قصّة يونس عليه السلام
لقد سمّى الله تعالى نبيّه يونس عليه السّلام بذي النّون بسبب ما حدث له حين التقمه الحوت، فكان ذو النّون أي صاحب الحوت، وقصّته باختصار قد وردت في آياتٍ معيّنة حيث أرسله الله تعالى إلى أهل نينوى في العراق برسالة التّوحيد، فكذّب قوم يونس رسولهم وأبو إلّا البقاء على كفرهم، وقد توعّدهم نبيّهم بعذاب الله تعالى على كفرهم في مدّة ثلاثة أيام، وحينما جاء عذاب الله تعالى ليحلّ بهم خرجوا من بيوتهم يجأرون إلى الله تعالى ويظهروا له التّوبة والغفران، وقد شاء أمر الله تعالى أن يكشف عنهم عذاب الخزي ومنّ الله عليهم بأن متّعهم إلى حين، وعندما رأى سيّدنا يونس عليه السّلام ذلك خرج من قومه غضبان أسفًا، فقد كان يأمل أن يحلّ بقومه غضب الله تعالى بعصيانهم وجحودهم، فتوجّه إلى البحر ليستقلّ سفينة من السّفن وعندما استقلّها أتتها ريحٌ شديدة أوقفت حركتها، فقال القوم ممّ ذلك، فقال يونس عليه السّلام إنّ ذلك حصل بسبب عبدٍ هرب من ربّه، يشير إلى نفسه، وعندما أبى القوم أن يلقوه في اليمّ، طلب منهم أن يستهمّوا حتّى يعلموا من يخرج سهمه فيلقى في اليمّ، فخرج السّهم على سيّدنا يونس عليه السّلام فألقي في اليمّ ليلتقطه الحوت بأمر الله تعالى، وقد مكث فترةً من الزّمن في جوف الحوت في ظلماتٍ ثلاث: ظلمة البحر، وظلمة الليل، وظلمة بطن الحوت، وقد استجاب الله تعالى لندائه ونجّاه من الغمّ بعد أن كان من المسبّحين، فخرج إلى اليابسة وأنبت الله تعالى عليه شجرة من يقطين.
وبذلك نتعلّم من قصّة سيّدنا يونس عليه السّلام دروسًا كثيرةً من بينها الصّبر والثّبات على أمر الله تعالى، وكذلك نتعلّم دعاءً كان خاصًّا بالنّبي يونس عليه السّلام، وهو عامّ للمسلمين حين دعا ربّه بقوله اللهمّ لا إله إلّا أنت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين.