قصيدة عن الصراحة , ابيات شعر عن الصراحة والصدق
وما قتل الأحرار كالعفو عنهم
ومن لك بالحر أن يحفظ اليدا.
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته
وإن أنت أكرمت اللئيم تمرّدا.
فوضع الندى في موضع السيف بالعلا
مضرُّ كوضع السيف في موضع الندى.
إذا ما الذنب وافى باعتذار
فقابلة بعفوٍ وابتسام.
ولا تحقد وإن مُلِئتَ غيظاً
فإن العفو من شيم الكرام.
وما المرء إلا حيث يجعل نفسه
فكن طالباً في الناس أعلى المراتب.
وإذا كانت النفوس كبار
تعبت في مرادها الأجسام.
وقيل المروءة أن لا تعمل عملاً
في السر تستحي منه في العلانية
أفادتني القناعة كل عز
وأي غنى أعز من القناعة.
فصيرها لنفسك رأس مال
وصير بعدها التقوى بضاعة.
اقنع بأيسر رزق أنت نائله
واحذر ولا تتعرض للزيادات
فما صفا البحر إلا وهو منتقي
ولا تُعكّر إلا في الزيادات.
إن القناعة والعفاف
ليغنيان عن الغنى
فإذا صبرت عن المنى
فاشكر فقد نلت المنى.
الرأي كالليل مسودّ جانبه
والليل لا ينجلي إلا بإصباحِ
فاضمم مصابيح آراء الرجال إلى
مصباح رأيك تزدد ضوء مصباحِ.
شاور سواك إذا نلبتك نائبة
يوماً وان كنت من أهل المشوراتِ.
فالعين تنظر منها ما دنا ونأى
ولا ترى نفسها إلى بمرآةِ.
استأنِ تظفر في أمورك كلها
واذا عزمت على الهدى فتوكلِ.
من لم يتئد في كل أمر
تخطاه التدارك والمنال.
تأنّ ولا تضق للأمر ذرعاً
فكم بالنجح يظفر من تأنى.
إن القداح اذا اجتمعن فرامها
بالكسر ذو حنق وبطش أيّدِ
عزّت ولم تُكسر وان هي بددت
فالهون والتكسير للمتبددِ.
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسّراً
وإذا افترقن تكسرت آحادا
وإذا اؤتمنت على الأمانة فارعها
إن الكريم على الأمانة راعِ.
من خان مان، ومن مان
هان، وتبرأ من الإحسان.
من يستعن بالرفق في أمره
يستخرج الحية من وكرها.
ورافق الرفق في كل الأمور فلم
يندم رفيقٌ ولم يذممه إنسانُ.
ولا يغرنّك حظٌّ جره خُرقٌ
فالخُرقُ هدمٌ ورفق المرء بنيانُ.
لأمك حق عليك كبيرُ
كثيرك يا هذا لديه يسيرُ
فكم ليلةٍ باتت بثقلك تشتكي
لها من جواها أنّةٌٌ وزفيرُ
وفي الوضع لا تدري عليها مشقةٌ
فمن غُصصٍ منها الفؤاد يطيرُ
وكم غسلت عنك الأذى بيمينها
وما حجرها إلا لديك سريرُ
وتفديكَ مما تشتكيه بنفسها
ومن ثديها شرب لديك نميرُ
وكم مرةٍ جاعت وأعطتك قوتها
حناناً واشفاقاً وأنت صغيرُ
فضيعتها لما أسنّت جهالةً
وطال عليك الأمر وهو قصيرُ
فآهاً لذي عقلٍ ويتبع الهوى
وآهاً لأعمى القلب وهو بصيرُ
فدونك فارغب في عميم دعائها
فأنت لما تدعو إليه فقيرُ.
وحسبك من ذلّ وسوء صنعةٍ
معاداة القربى وإن قيل قاطعُ
ولكن أواسيه وأنسى ذنبه
لترجعه يوماً إليّ الرواجعُ
ولا يستوي في الحكم عبدان واصلٌ
وعبد لأرحام القرابة قاطعُ.
ويُظهرُ عيبَ المرءِ في الناس بخلُه
ويستره عنهم جميعاً سخاؤهُ
تغطَّ بأثواب السخاء فإنني
أرى كل عيب والسخاء غطاؤهُ.
أرى الناس خُلاّن الجواد ولا أرى
بخيلاً له في العالمين خليلُ
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم
فلطالما استعبد الإنسانَ إحسانُ.
شكر الإله بطول الثناءِ
وشكر الولاة بصدق الولاءِ
وشكر النظير بحسن الجزاءِ
وشكر الدنيء بحسن العطاءِ.
أوليتني نعماً أبوح بشكرها
وكفيتني كل الأمور بأسرها
فلأشكرنّك ما حييت وإن أمت
فلتشكرنّك أعظمي في قبرها.