قصيدة عدمنا خيلنا ان لم تروها كاملة مكتوبة مع الشرح
عدمنا خيلنا إن لم تروها *** تثير النقع موعدها كداء
يبارين الأعنة مصعدات *** على أكتافها الأسل الظماء
تظل جيادنا متمطرات *** تلطمهن بالخمر النساء
فإما تعرضوا عنا اعتمرنا *** وكان الفتح وانكشف الغطاء
وإلا فاصبروا لجلاد يوم *** يعز الله فيه ما يشاء
وجبريل أمين الله فينا *** وروح القدس ليس له كفاء
وقال الله قد أرسلت عبدا *** يقول الحق إن نفع البلاء
شهدت به فقوما صدقوه *** فقلتم لا نقوم ولا نشاء
وقال الله قد يسرت جندا ً *** هم الأنصار عرضتها اللقاء
لنا في كل يوم من معد *** سباب أو قتال أو هجاء
فنحكم بالقوافي من هجانا *** ونضرب حين تختلط الدماء
ألا أبلغ أبا سفيان عني *** فأنت مجوف نخب هواء
بأن سيوفنا تركتك عبدا *** وعبد الدار سادتها الإماء
هجوت محمدا فأجبت عنه *** وعند الله في ذاك الجزاء
أتهجوه ولست له بكفء *** فشركما لخيركما الفداء
هجوت مباركا برا حنيفا *** أمين الله شيمته الوفاء
فمن يهجو رسول الله منكم *** ويمدحه وينصره سواء
فإن أبي ووالده وعرضي *** لعرض محمد منكم وقاء
مناسبة القصيدة:-
في السنة السابعة من الهجرة عُقِد صلحبين رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وبين قريش على أَن يدْخُل المسلمون مكةَ للحجبعد عام. ولكن قريشاً نَقَضَتْ هذا العهد فجهز الرسولُ صلى الله عليه وسلم جيشاًقويًّا لمحاربةِ المشركين وفتح مكة. ولما كان الشعر في العصور القديمة وسيلةالإِعلام العامة. نزل ميدانَ الحرب واستخدمته الأطرافُ المتحاربةُ وأمر الرسُولُصلى الله عليه وسلم به فقال: ” اهجُهُم يا حسانُ فإِن شعرك أَشدُّ عليهم من وقعالسيوف ” لذلك انْبرى حسان بنُ ثابتٍ رضي اللّه عنه يهْجُو قريشاً ويُشِيدُ ببطولةالمسلمين من الأنصار والمهاجرين وبشجاعتهم ويعلن تصميمهم على قتال المشركين وفتحمكة ما لم توافق قريش على دخول المسلمين مكة وأدائهم العمرةَ ، ويرد على أبي سفيانبن الحارث الذي هجا الرسول.
الأفكارالرئيسة:-تهديد الكافرين بحرب ينتصر فيها الحق.
1- عَدِمْنا خيلنا إنْ لمتَرَوْها تُثيرُ النَّقْعَ مَوعِدُها كَدَاءُ
عدمنا خيلنا: أسلوب دعائي الغرضمنه التأثير. تثير النقع : كناية عن اشتداد المعركة
لا عاشت خيلنا إنْ لمتهاجمكم، أي دعاء على خيل المسلمين بالموت إنْ لم تهاجم الأعداء المشركين. في معركةشديدة يتصاعد منها الغبار قرب “كداء” في أطراف مكة.
2- يُبارينَ الأَسِنَّةَ مُصْعِداتٍ على أكتافها الأسل الظِّماء
يبارين الأسنة:كناية عن سرعة الخيل واستعدادهم للقتال.
الأسل الظماء :استعارة مكنية شبه الرماح بالإنسان وحذفه وذكرصفة من صفاته وهي العطش.
يصف الخيل بأنَّها مسرعة في الصعود، متحفزة لقتالالعدو، على أكتافها رماح المسلمين المتعطشة لدماء الكفار. وهوَّل في وصفها؛ ليخيفالعدو.
3- تَظَلُّ جِيادُنا مُتَمَطِّراتٍ، تُلَطِّمُهثنَّ بالخُمثرِ النساءُ
تلطمهنبالخمر:- كناية عن انهزام المشركين
تبقى خيولنا في ارض المعركة مستعدة لقتالالأعداء مسرعة كالمطر في مواجهتهم لكنها لا تجد من تردها سوى نساء الأعداء يحاولنردها بخُمورهن دلالة على هزيمة المشركين وهروبهم من أرض المعركة.
4- فإمَّاتُعْرضُوا عنا اعْتَمَرنا وكان الفتحُ وانكشَف الغِطاءُ
انكشف الغطاء:- استعارة تصريحية عبر عن إزالة الخلاف والعداوة بانكشاف الغطاء
يخاطب الشاعر كفار قريشقائلا إذا لم تعترضوا طريق خيولنا وأخليتم لها الطريق ،سنزور بيت الله الحرام ونفتحمكة ،وسيزول غطاء الكفر الذي حجب النور
5-وإلا فاصبِروا لجلادِ يومٍ ُيعِزُّالله فيه مَنْ يشاء
يهدد الشاعر كفار قريش قائلا: إذا لم تستسلموا لجيشالمسلمين ابشروا بحرب شديدة تتضارب بها السيوف، ويومها سيعز الله المسلمين ويتحققالنصر الذي وعد الله به عباده.
الفكرة الثانية:الإشادة بالدعوةالإسلامية.
6- وجبريلٌ أمينُ الله فينا وروحُ القُدْسِ ليس لهكِفاءُ
يشيد الشاعر بالدعوة الإسلامية التي أرسلها الله عن طريق جبريل ويصفجبريل ب(روح القدس) لا مثيل في نقل الدعوة الاسلامية .
ويقول بأنه لانظير له فينقل الدعوة الإسلامية للرسول الكريم.
7- وقالَ اللهُ: قد أَرْسَلْتُ عَبْداً يقولُ الحَقَّ إنْ نَفَعَ البَلاءُ
يبين أن الله سبحانه وتعالى أرسلسيدنا محمد الذي لا يقول إلا الحق على البشرية، ويختبر الناس بالإيمان أو عدمه.
8- شَهِدْتُ بهِ، فقُومُوا صَدِّقوهُ! فَقُلْتُمْ: لا نَقومُ ولا نَشاءُ
يقول الشاعر بأنه امن بالرسول ورسالته ،ويدعوا كفار قريش للإيمان به وتصديقرسالته ،ولكنهم يرفضون دعوته ويكفرون بها ،ويقولون بأنهم لا يريدون تصديق الرسول ورسالته.
الفكرة الثالثة:- الدفاع عن الرسول وهجاء أبا سفيان بنالحارث.
9- هَجَوْتَ مُحَمَّداً، فأَجَبْتُ عنهُ وعندَ اللهِ في ذاكَ الجَزاءُ
يخاطب الشاعر أبا سفيان قائلا بأنك هجوت النبي محمدا عليه الصلاة والسلام ،ولكنني لم اسكت على هذا الهجاء فدافعت عنه منتظرا الثواب والجزاء من عند الله.
10- أَتَهْجوهُ، ولستَ لهُ بِكُفْءٍ فَشَرُّكُما لِخَيْرِكُماالفِداءُ
أَتَهْجوهُ : استفهام إنكاري للتوبيخ.
يخاطب الشاعر أبا سفيانمستنكرا ما قام به من هجاء النبي قائلا له كيف تهجوه ، ولست من مكانته فأنت تمثل الشر والرسول الكريم يمثل الخير.
11- هَجَوْتَ مُبارَكاً، بَرّاً، حَنيفاًأمينَ اللهِ، شِيمَتُهُ الوَفاءُ
يبين الشاعر صفات النبي فهو مبارك،برَ صالحا ،رسول الله من شيمه الوفاء والإخلاص.
12- فمَن يَهْجو رسولَ اللهِ منكُمْويَمْدَحُهُ ويَنْصُرُهُ سَواءُ
يسخر من كفار قريش لأنّه يرى أن لا وزن لهم ولاقيمة، ومدحهم للنبي أو هجاؤهم له لا يغيِّر شيئاً.
13- فإنّ أبي ووالِدَهُوعِرْضي لِعِرْضِ مُحُمَّدٍ مِنْكُمْ وِقاءُ
ظهر في هذا البيت حب حسان للرسول حيث أبدى رغبته وقدرته على التضحية بوالده وجده وعرضه في سبيل الدفاع عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلَّم.
14- لِساني صارِمٌ لا عيبَ فيهِ وبَحْري لاتُكَدِّرُهُ الدّلاء
لِساني صارِمٌ: تشبيه بليغ حيث شبَّه الشاعر لسانه بالسيفالصارم، ووجه الشبه: الحسم والصرامة
وبَحْري لا تُكَدِّرُهُ الدّلاء:- استعارة تصريحية حيث شبه شاعريته بالبحر في اتساعه وعمقه.
يبلغ الشاعر قمة فخره في هذاالبيت لأنه يصوِّر لسانه لكفار قريش سيفاً صارماً،لا أحد يجاريه في الهجاء وقدرتهالشعرية بحراً لا تعكره الدِّلاء بحيث لا يستطيع احد منهم انتقاده.
15- فَنَحْكُمُ بالقَوافي مَن هَجانا، ونَضْرِبُ حينَ تَخْتَلِطُ الدِّماءُ
يفتخرالشاعر بشعراء المسلمين وقدرتهم على الرد على هجاء كفار قريش، وقدرتهم على قتالهموالنيل منهم في ارض المعركة حين يشتد الطعن والقتل.