قصيدة رومانسية عن الشتاء , اجمل ما قيل عن البرد والمطر , كلام جميل عن الشتاء للعشاق
حبيبة والشتاء
.. وكان الوعد أن تأتي شتاءً
لقد رحل الشتا .. ومضى الربيع
تطرزها ، ولا ثوبٌ بديع.
ولا شالٌ يشيل على ذرانا
وهاجر كل عصفورٍ صديقٍ
ومات الطيب ، وارتمت الجذوع
ولم يسعد بك الكوخ الوديع
ففي بابي يرى أيلول يبكي
ويسعل صدر موقدتي لهيباً
فيسخن في شراييني النجيع
وتذهل لوحةٌ .. ويجوع جوع
وفيما يضمر الكرم الرضيع
وفي تشرين ، في الحطب المغني
وفي كرم الغمائم في بلادي
وفي النجمات في وطني تضيع
إليها قبل ، ما اهتدت القلوع
ولا ادعت الضمائر والضلوع
أشم بفيك رائحة المراعي
أقبل إذ أقبله حقولاً
ويلثمني على شفتي الربيع
بجسمي ، من هواك ، شذاً يضوع
فهل يطفي جهنم .. مستطيع؟
فلا تخشي الشتاء ولا قواه
أحبك .. لا يحد هواي حدٌ
ولا ادعت الضمائر والضلوع
أشم بفيك رائحة المراعي
ويلهث في ضفائرك القطيع..
أقبل إذ أقبله حقولاً
ويلثمني على شفتي الربيع
أنا كالحقل منك .. فكل عضوٍ
بجسمي ، من هواك ، شذاً يضوع
جهنمي الصغيرة .. لا تخافي
فهل يطفي جهنم .. مستطيع؟
فلا تخشي الشتاء ولا قواه
ففي شفتيك يحترق الصقيع
حقائب البكاء
إذا أتى الشتاء
وحركت رياحه ستائري
أحس يا حبيبتي
بحاجة إلى البكاء
على ذراعيك
على دفاتري
إذا أتى الشتاء
وانقطعت عندلة العنادل
وأصبحت
كل العصافير بلا منازل
يبتدئ النزيف في قلبي
وفي أناملي
كأنما الأمطار في السماء
تهطل يا صديقتي في داخلي
عندئذ يغمرني
شوق طفولي إلى البكاء
على حرير شعرك الطويل كالسنابل
كمركب أرهقه العياء
كطائر مهاجر
يبحث عن نافذة تضاء
يبحث عن سقف له
في عتمة الجدائل
إذا أتى الشتاء
واغتال ما في الحقل من طيوب
وخبأ النجوم في ردائه الكئيب
يأتي إلى الحزن من مغارة المساء
يأتي كطفل شاحب غريب
مبلل الخدين والرداء
وأفتح الباب لهذا الزائر الحبيب
أمنحه السرير والغطاء
أمنحه جميع ما يشاء
من أين جاء الحزن يا حبيبتي ؟
وكيف جاء؟
يحمل لي في يده
زنابقا رائعة الشحوب
يحمل لي
حقائب الدموع والبكاء