قصيدة حزينه جدا
الحزن
يعتبر الشعر وسيلة للتعبير عمّا يسكن داخلنا، ويعتبر من أهمّ الوسائل للتعبير عن الحزن والألم، وفي مقالي أضع شعراً يصف حال صاحبه الجريح.
شعر حزين جداً
الآتي قصائد حزينة تعبّر عن مشاعر كاتبها.
قصيدة كيف لا أحزن
كيف لا أحزن يا ترى
قالوها كثيراً كثيراً
وكنت أقول لهم سأرى
تمر الأيام وأنا على حالي
فيسخرون من تعلقي بماضٍ جرى
كيف لا أحزن وقد منحت حياتي
ونبضاتي ودقاتي وآهاتي ودمعاتي
وعبراتي وقصيداتي ومعاهداتي
لمن تخلى عنها بسرعة المماتِ
كيف لا أحزن وقد تحطّمت أحلامي
وتكسّرت أقلامي وتناثرت أجرامي
وتدفّقت آلآمي وتشتّت أمامي
وتكرّرت أسقامي وتقطّعت أنغامي
كيف لا أحزن والشّمس غابت
والشّموع ذابت والأقدار لانت
والنّهاية حانت والبداية كانت
والطّريق ضاعت والعودة استحالت
والحياة ماتت
كيف لا أحزن والحبيب باع
والعمّ ضاع، والقلب جاع
والجسد ارتاع والنوم كيل بالصّاع
والقبر بالمزاد أصبح يُباع
كيف لا أحزن واللّيل أصبح نهار
والجار هجر الجار
والطّير من عشه طار
والحليم بحالي حار
وفاتني وسبقني القطار
واخترق قلبي ألف مسمار
وجسدي من الحُمّى أصبح نار
والمسلم بعهده أصبح من الكفّار
كيف لا أحزن والحزن يستّمد حزنه منّي
والقدر يتعلّم القدرة منّي
والصّبر يتعلّم الصّبر منّي
والقلب يتعلّم الحبّ منّي
والوفاء يتعلّم الوفاء منّي
والحبيب يتعلّم الحبّ منّي
والذّكي يتعلّم الذّكاء منّي
والغبيّ يتعلّم الغباء منّي
والمخدوع يتعلّم الخداع منّي
والناسي يتعلّم النسيان منّي
والمتذكّر يتعلّم التّذكر منّي
والحياة تتعلّم الحياة منّي
والفناء يتعلّم الفناء منّي
ومنّي لا لا لا تتعلّم منّي
كيف لا أحزن والأصدقاء رحلوا
وتخلوا وهجروا ونسوا
وتناسوا وخدعوا وغدروا وخانوا
وبقيت وحيداً أقول يا ليتهم ما كانوا
كيف لا أحزن والحقيقة مكذوبة؟
والهدية مردودة
والبسمة مسلوبة
والحقيقة محدودة
والأحبّة محجوبة
والقلوب مقلوبة
والأعناق مشدودة
والشّرايين مشوبة
والدّماء مجرودة
والحياة مسبوبة، أسأل، أسأل: أين اليقين؟
فلا أجد سوى الغدر الدّفين
من تلك النّفس
والرّوح والجسد والقدر
والحبّ والعشق والوله
والزّمان اللّعين
لا تستديري يا عين
لا تبحثي عن أحد
فالمكان غير صالح لعيش الآدمين
فليس هنا غير
الوحوش والأشباح والأشجار
والرّمال والرّياح والجماد والقوارض
و، و، و، و …
وهذا البيت المهجور
الذي يسكنه ذلك النّحيل
الباكي
الجائع
المتعطّش
لكأس الحنين
ذلك المنحني
المتقوقع
المُضَّجع
على ذكرياته
على أوجاعه
على كلماته
صاحب القلب الحزين
قصيدة الحزن
يا رِفقَتِي جَاءَ الصَّبَاح
جاءَ الصّباحُ ولا يزالُ فؤاديَ المكلوم يسكُنهُ الظّلامْ
لا الضّوءَ أورَثَهُ السّلامْ
لا هدأةَ الفَجرَ الّنديِّ حَبَتْهُ بالبِشْرِ المُدَثَّرِ بالوِئَامْ
لكنَّهُ قد ظَلَّ في أحزانِهِ الغَرقَي هُناك
كأنَّما سكنت به من ألف عامْ
حُزني ثَقيْلٌ مُتْعَسٌ يا أصدِقاءْ
يأتي كَأَنَّ جهنَّماً أَلقَت بهِ من قاعِهَا
في ريحِ وقدتِها السَّموم
الحُزنُ يُقبِلُ والهموم
لا تبتغي إلاَّ الفؤادَ لها مرام
وبرغم أني أعبُرُ اليومَ الكئيب على جسورِ الوقت حتّى ينتهي
لكنَّهُ يبقى هُنا
الحُزنُ – لو تدرون – في يومي يُقاسِمُني النّهار
ويصُبُّ في قلبي السّقامْ
فكأنَّهُ قد صَبَّ في قلبي اللَّظَى ورمى السَّهام
حُزني ثَقيْلٌ مُتعَسٌ يا أصدِقاء
يأتي، يصُبُّ ظلامَهُ في القلبِ آمادَ النّهار
إن حوَّمَت غربانُهُ السّوداءَ تحجبُ شمسَهُ
تُلقي على عيني القَتَامةَ والقَتَام
حُزني غريبٌ، موحِشٌ إن زارني
أو جاءَ قاصِداً الفؤادَ لهُ مَلاذَ فلا يُبَارِحَ إن أقام
حتَّى إذا ما قد مَددتُ لكم يدي يا أصدِقاء
وقد عَشَت مِنهُ العيونُ
ووسَّدَ الدّربَ الظّلام
ألقاكموا مِثلي أذَلَّكُمُ الأسى
لم يُبقِ من وهج الحياة على عيونِكم الكسيرة إن رَنَت إلاَّ الحُطام
الحُزنُ سَمَّمَ يومَنا
قَتَلَ انتشاءَ الوقت في أرواحِنا
فكأنَّما ساعاته تمضي بنا فوقَ الضِّرام
فانجوا بأنفسِكم وفِرُّوا ما استطعتُم من وِثاق الحُزنِ
من هذا الجحيم
لكنّكم لن تقدروا
وسترجعون مُحَطَّمي الأرواحَ مُستَلَبي السّلام
والحُزنُ يَضحَكُ في الخِتام.
قصيدة الحزن الآخر
كان للحُزن عندك منذ الطّفولة
زبدٌ أبيضٌ مثل دجلة
كان يرتاعُ منك و ترتاعُ منه
وإذ يُجهش اللّيل، تُدنيه
تُدنيه حتّى الشّغاف
وتُطلّان من شرفة الوهم
فوق ذبول الأماني القليلة
كان مُتَّئداً كالضّباب على البحر
يُقبلُ شيئاً فشيئاً
ويرقص شيئاً فشيئاً
ويكبُر، يصغُر، مثل اختلاج فاتنةٍ
تتوهّجُ فوق الفُرات
وتنظرُ في مائهِ ثم تهمس: إنّي جميلة
كان حزنك طفلاً تعثّر في لعبه، فاستشاط
وأرخى على كلّ شيءٍ سدوله
كان شعراً تفجّرَ إلّا قليلاً
فناح عليه انتظارُ القوافي
وما قد تأهّب في الغزل المستسِر المراوغ
للبوحِ في لغةٍ مستحيلة
فأين هو الآن؟
قد جاء حُزنٌ غريب
يُلطّخ كلّ الوجوه وكلّ القلوب
وكلّ المعاني النبيلة
جاء حزن الحواة
جاء حزن الطّغاة
جاء حزن الرّذيلة.
قصيدة أودى بي الحزنُ
أودى بي الحزنُ واغتال الجوى جلدي
وفرقَ الشّجوُ بينَ الرّوحِ والجَسَدِ
واستهدَفَتني صُروفُ الدّهر راميةً
تُصوبُ النّبلَ نحوَ القلبِ والكبدِ
ما لِلَّيالي إذا سلت صوارِمَها
بين الخلائِق لا تبقى على أحدِ
أبيتَ يا دهرُ سيراً للرّشادِ وأَن
تجرى أموركَ في الدّنيا على سَدَدِ
أليسَ يُرضِيكَ أنّ النّاسَ راضيةٌ
بِما رضيتَ لهم من عيشك النّكِد
مُستَسلِمونَ لما لو حَلَّ من أُحُدٍ
في شُعبتَيه لَهُدَّت شُعبتا أُحُدِ
رُحماكَ يا دَهرُ بعضَ الإرتفاق بنا
أَسرفت في ظُلمنا رُحمَاكَ فاقتصِد
يا فاتِكاتِ المنايا هل لكم تِرةٌ
لديَّ أم لا فهل للفتك من قودِ
روعتِ منّي جريئاً غيرَ ذي فَرَقٍ
واقتدتِ مني عزيزاً غيرَ مُضطهد
ما كان عهدُكَ يا قلبي الضعيفَ إذا
نَبا بكَ الخطبُ أن تبقى على كَمدِ
أكلَّما تبتغي عزماً ترى شَططاً
وكيفما رُمتَ صَبراً لم تكد تَجِد
لطالما كنت قِرناً للنوائِبِ تلـ
ـقاها اعتسافاً كلقيا الأسدِ للنّقدِ
ما فل غربك إلا حادِثٌ جَللٌ
ثَنى جماحك قَسراً غيرَ مُتئِدِ
هل مر ناعٍ لإبراهيمَ فاشتعلَت
نيرانُ حُزنٍ على أحشاك مُتقدِ
فقدتُ لُبى لما أن نأى ودنا
فيا لكَ اللَهُ من ناءٍ ومُبتَعِدِ
فالحُزنُ مُضطرِمٌ في قَلبِ مضطربٍ
والقلبُ مُرتَعِبٌ في جسمِ مُرتَعِدِ
جاوزتَ يا يوم عاشُوراءَ حدَّك في
خَطبٍ تركتَ به العلياء في أَودِ
خطبٌ تكادُ له الأفلاك تَسقُط من
جوانب الجوِّ فوقَ التربِ والوَهَدِ
حُزناً على رجلٍ كانت تدينُ له الـ ـآمالُ تبغى لديه غايةَ الرّشدِ
حُزناً على زينة الّدنيا ورنقها
لمّا هوى بدرُهُ الوضّاءُ عن صُعُدِ
طَلقِ المحيّا محيى النّازلين به
سهلِ الخليقةِ صافي القلبِ والخلَدِ
تقوَّضَ المجدُ يومَ انقضَّ كوكبه
مصدعَ الصّرحِ والأركانِ والعُمُدِ
فليأسفِ العِلمُ ولتبكيهِ أُسرته
وليهنأ الجهلُ وليشمت أولو الحَسَدِ
يا راحلاً غيرَ مظنونِ الرّحيلِ ولم
يَخطر رَدَاهُ على فكرٍ ولم يَردِ
من للمروءة والمعروفِ بعدَك من
للحلم من للتّقى والبرِّ والرّشَدِ
من للمنابر يعلوها فيصدُعُ بالـ
ـحقِّ القَويم فيهدى كلّ ذي مَيَدِ
لأقضينَّ حياتي كلّها كمداً
مُشَتَّتَ الشّملِ حتَّى آخِرِ الأَبَدِ
وأَبذُلَنَّ مَصُونَ الدّمع مُطَّرِداً
وَجداً عليكَ وحُزناً فيكَ لم يَبِدِ
أبكى عليك لِدارٍ لا أَنيسَ بها
تكُونُ فيها غريبَ الأَهلِ والوَلدِ
جاوَرتَ رَبَّكَ إبراهيمُ مُطَّرِحاً
أخاك أحمَدَ يَشكُو قِلَّة العَضُدِ
يقولُ والدمع في خدّيه منتظمٌ
كالعقد منتثرٌ كاللّؤلؤ البَدَد
أخي قد كنت لي عوناً أشدّ به
أزري وكنت لنصري خيرَ مُعتَمدِ
فاليومَ أصبحتَ بعد الأُنسِ منفرداً
وكنتَ لي عُدّةً من أحسَنِ العُدَدِ
أخي قد كنت أرجو أن تُغيبني
تحت التّرابِ ولكن خابَ مُعتَقدي
وأخلف اللَه ذاك الظّن إذ وثبت
إليكَ حُمرُ المنايا وثبة الأسدِ
أخي قدمت روحي أفتديك بها
من الممات ولكن ليس ذا بيدي
أخي هذا قضاءٌ لا مر له
أخي والموت للإنسان بالرّصَدِ
يا ليتَ شعري إن ناديتُ قبركَ هَل
تُجيبني بعد طولِ النّأي والبَعَدِ
كلا فما أنت إلا أعظمٌ دَرَست
أخنى عليها الذي أخنى على لُبَدِ
سُقِيتَ يا قَبرَهُ غيثَ السّماءِ كما
تَسقيك أعيُنُنا من دَمعها البَدَدِ
يا أرغدَ اللَه عيشاً حلَّ فيه كَما
كانَت شمائِلُه الحسناءُ في رَغَدِ
وحلَّ من روضةِ الجنَّاتِ يانِعَها
مُخَلَّداً في جوارِ الواحدِ الصّمد
قصيدة أمالكُ إنَّ الحزنَ أحلامُ حالم
أمالكُ إنَّ الحزنَ أحلامُ حالم
ومهما يدمْ فالوجدُ ليس بدائمِ
أمالكُ إفراطُ الصّبابة ِ تاركٌ
جنّاً واعوجاجاً في قناةِ المكارمِ
تأمَّلْ رويداً هلْ تعُدَّنَّ سالماً
إلى آدمٍ أَمْ هَلْ تَعُدُّ ابنَ سَالِمِ
مَتَى تَرْعَ هذا الموتَ عَيْناً بَصِيرَة ً
تجدْ عادلاً منهُ شبيهاً بظالمِ
وإِن تَكُ مَفجُوعاً بأَبيضَ لم يَكُنْ
يَشُدَّ على جَداوهُ عقْدَ التَّمائِمِ
بِفَارِسِ دُعْمِي وهَضْبَة ِ وائِلٍ
وكوكبِ عتابٍ وجمرة هاشمِ
شَجَا الريحَ فازدَادَتْ حَنيناً لِفَقْدِهِ
وأحدثَ شجواً في بكاءِ الحمائمِ
فمنْ قبلهِ ما قدْ أصيبَ نبينا
أبو القاسمِ النورُ المبينُ بقاسمِ
وقَالَ عليٌّ في التَّعازِي لأِشعَثٍ
وخافَ عليْهِ بَعْضَ تلكَ المآثِمِ
وللطرفاتِ يومَ صفينَ لم يمتْ
خُفَاتاً ولا حُزناً عُدِيُّ بن حاتِمِ
خلْقنا رجالاً للتصبُّر والأسى
وتلكَ الغواني للبُكا والمآتمِ
وأيُّ فتًى في الناس أَحرَضُ من فَتًى
غدا في حفاراتِ الدّموعِ السّواجمِ
وهَلْ من حَكيمٍ ضَيَّعَ الصَّبرَ بعدَمَا
رَأَى الحُكَمَاءُ الصَّبْرَ ضَربَة َ لازِمِ!
ولم يَحْمدُوا مِنْ عالِمٍ غَيْر عامِلِ
خلافاً ولا من عامل غير عالِمِ
رأوا طُرقات العجز عوجاً قطيعة ً
وأقطَعُ عَجْزٍ عِندَهم عَجْزُ حازمِ
فلا بَرِحَتْ تَسْطُو رَبيعة ُ مِنكُمُ
بأرقمَ عطافٍ وراءَ الأراقمِ
فأنتَ وصنواكَ النصيرانِ إخوة ٌ
خلقتمٍ سعوطاً للأنوفِ الرّواغمِ
ثلاثة ُ أركانٍ وما أنهدَّ سؤددُ
إذا ثبتتْ فيهِ ثلاثُ دعائمِ