قصيدة اوجاع قصيرة , كلام وعبارات وجع
كيْفَ نَعْشَقُ زَوَايَا تَكْرَهُنَا [!]
صداها يرنُّ بين دهاليزي
يساوم الألم فيكسر النور والامل …
ذاكرة لعينة تجوب زوايا الماضي بحركات وسكنات تؤرقني
تمثال وجع يسكنني,خلت أن الزمن سيسرقه من بين جنباتي
لكنه سرمدي البقاء,أعشقه ويكرهني
وجوه مبهمة تتخذ من وجهي دار
تقرع طبول الوجع لتشعل الحنين وتمزق الامل بجوفي
زمان بقسوة الصخر يحمل سوط ذكرى ليضرب سندان قوامي
زمن ولّت فيه جحاجح النفوس
لتسكنه شياطين الإنس على مرتع الاجداث
الأمس لي سطور ذكرى واليوم لي سجن واقع
وطن بات من زجاج …
مدهون بدهان أحمر فاقع
مسكون بالأشباح السوداء
في جوف فجوة عميقة بعيدة عن وصول الأحلام
دروع الوجع تحيط به
ونيران الأسى تشعل أراضيه
جنوده مكبلون بقيود مسٍّ جنوني من حياكة نسيج الزمان
سرابٌ أراه في الأضغاث,يرتدي حلة الأساطير القديمة
في كتب التاريخ المهترئة من ريح الزمان
أي حاجز ذاك الذي بعثرني!
وأي وجع يسكن فؤادي!
أي بساط سيحملني إليك!
وأي روح مكلومة تلك التي تسكنني!
أتوق لرؤية الفجر باسقا فوق أسوارك
أحن لفتات خبز غبشته عجاج طير هاضت أجنحتها فزعا
أزقة الشوارع تشتاق لاحتضاني فوق أرصفتها
دموع السماء تتوق لملامسة أكفي
شعري الليلي يحنّ لذاك النسيم الأصيل
الليل يحنّ لمضاجعة أحلامي والنهار يئن لفرار طفولتي
أرجوحتي تسألني وتعتب غيابي
أسئلة تمزقني وحنين إلى تلك الزوايا يقتلني
أعشقها وتكرهني
تطردني وتسجنني خلف قضبان الحرمان …
ليت شعري..أي أرض سترنو منها أحلامي !
وأي عين ستغلف أشرعة أحزاني !
بعثروني أو اجمعوني .. قيدوني أو حرروني
اسقوا ظمئي من كؤوس الحرمان فسأعشقها
أظهروا مخالب الأيام فسأعشقها
قدُّوا ثوب طفولتي فلن أبالي وسأعشق العنف حينها
دمروني واحرقوني واطعنوني
فلن أكره تلك الزوايا
وإن كرهتني فسأعشها حدّ الجنون
سأمزق أوراق الواقع لأعيش الوهم والخيال
وإن نعتُّ بالجنون والسذاجة
فهذه أنا وهذه أحلامي
وهذا هو عشقي وغرام سطوري
فلتقيدوا جسدي مادمت اطلقت العنان
لأحلامي وسكنت سطور أوهامي
لأموت وأحيا على دندنة عزف آمالي
فسأعشق كل زاوية تسكن بها ذاكرة أيامي
فلا تنعتوني بالجنون
فهذه أنا وهذه أحلامي..
وهذا هو عشقي وغرامي …