قصه وفاه سيدنا يوسف
يوسف عليه السلام
النبيّ يوسف عليه السلام هو الابن الحادي عشر للنبي يعقوب عليه السلام، وأمّه راحيل، وهو ابنها البكر، قصّته كما وردت في القرآن الكريم تقول بأنّ إخوته قاموا بإلقائه في بئر، وعادوا إلى أبيهم يتباكون بأنّ الذئب قد التهمه، أمّا بالنسبة ليوسف فقد انتشله أحد السائرين في قافلة واتخذه عبداً له.
توجهت القافلة التي انتشلت يوسف من البئر(اليم) إلى مصر؛ حيث تحول فيما بعد وأصبح من أكثر الرجال نفوذاً هناك، وعندما حلت المجاعة في البلد قام يوسف بإحضار بني إسرائيل إلى مصر حيث استقروا هناك. قصة يوسف اجتمعت عليها جميع الكتب المقدسة باختلافاتٍ بسيطة.
توفّيت والدة يوسف عليه السلام وهو ما زال طفلاً صغيراً فكفلته عمّته التي تعلقت به تعلقاً شديداً، وعندما أراد يعقوب أخذه من عندها رجته بأن يبقيه عندها واصطنعت الحيل لبقائه تحت رعايتها. كان يوسف مقرّباً جداً إلى أبيه الأمر الذي أثار حفيظة وغيرة إخوته، فقاموا بتدبير مكيدة إبعاده عن والدهم عن طريق إلقائه في البئر، وتوالت الأحداث بعدها إلى أن أصبح من أعظم رجال مصر بعد العذاب والعبوديّة والسجن الذي مر به هذا النبي.
كانت عائلة يوسف تقطن أرض كنعان عندما أصبح عزيز مصر، وعند وفود إخوته الى مصر عرفهم على الفور وبالتحقيق معهم أخبروه عن أخيه شقيقه بنيامين، وافق يوسف على إعطائهم المير شرط إحضار أخيهم معهم في المرة المقبلة ووعدوه بهذا، وعندما عادوا بأخيهم اصطنع حيلةً ليبقي شقيقه إلى جانبه، ونجح في الأمر؛ حيث قام بإدخال الإناء الفضي في رحل أخيه بنيامين، وعند قفلهم عائدين إلى ديارهم في اليوم التالي تم استدعائهم وتفتيشهم فوجدوا الإناء في رحل بنيامين فأمر بأخذ بنيامين، وعلق أحد الأخوة بأنه قد سرق كما سرق أخٌ له من قبل -مشيراً إلى يوسف – فأسرها يوسف في نفسه، لكنهم ألحوا عليه بأن يأخذ أحدا منهم لكنه رفض، الأمر الذي أحزن يعقوب، وأفقده البصر فعادوا يتوسلون إلى يوسف بأن يفرج عن أخيهم، فعرفهم يوسف بنفسه بطريقةٍ بارعة، فالتمسوا منه العفو فعفا عنهم ودعا أن يغفر الله لهم، وطلب منهم بأن يأتوا بأهلهم أجمعين، وبهذا تم انتقال بني إسرائيل إلى مصر.
عند لقاء يوسف بأبيه كان النبي يعقوب يبلغ من العمر مائةً وثلاثين عاماً، وكان عمر يوسف 39 عاماً، توفي يعقوب عليه السلام بعد سبعة عشر عاماً من عودة يوسف إليه، أما يوسف فقد عاش حتى بلغ من العمر 110 أعوام، ومات وهو في سدة الحكم، دفن في مصر، ومن ثمّ تم نقل رفاته إلى الشام في عهد سيدنا موسى عليه السلام، وتم دفنه في مدينة نابلس في فلسطين. توفّي سيّدنا يوسف عليه السلام قبل ميلاد سيدنا موسى بأربعٍ وستين عاماً، وبعد ميلاد إبراهيم عليه السلام بـ 361 عاماً.