قصص موسى عليه السلام
موسى عليه السلام
منذ أن بعث الله سبحانه وتعالى نبيّه موسى عليه السّلام وحلم الدّخول إلى الأرض المقدّسة يشغل باله وعقله، وعندما نجّا سبحانه نبيّه موسى وبني إسرائيل من فرعون وجنده ذهبوا باتجاه الأرض المقدّسة التي أمرهم الله بدخولها من بعد أن كتبها لهم، وقد نكص بنو إسرائيل عن ذلك وخشوا من بطش أهل تلك الأرض وجبروتهم، وقالوا لموسى اذهب أنت وربّك فقاتلا إنّا ههنا قاعدون، فكان جزاؤهم أن كتب الله عليهم التّيه في صحراء سيناء الشّاسعة فلم يستطع موسى عليه السّلام تحقيق رغبته بدخول الأرض المقدّسة بسبب خذلان قومه له.
وحينما حان أجله سأل الله عز وجل أن يدنيه من الأرض المقدّسة التي أحب رمية حجر، لذلك عندما توفّاه الله دفن في مكانٍ قريب منها أشار إليه النّبي عليه الصّلاة والسّلام دون تحديد له؛ حين قال لو شئت لأريتكم قبره إلى جانب الطريق تحت الكثيب الأحمر، فقبر موسى عليه السّلام هو قريب إلى فلسطين وبينها وبين مصر، وقد عاش سيّدنا موسى عليه السّلام على ما يُقال ويروى عن أهل الكتاب مائة وعشرين سنة كانت حافلةً بالأحداث العظام؛ حيث لم ترد تفاصيل قصة نبيّ من أنبياء الله في القرآن كما وردت لموسى عليه السّلام، وقد كان النّبي عليه الصّلاة والسّلام يواسي نفسه عندما يجد من قومه الصدّ والأذى، ويردّد عبارة رحم الله موسى لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر .
قصص موسى عليه السلام
من القصص التي تُروى عن نبي الله موسى عليه السّلام ووفاته ووردت في صحيح البخاري أنّه عندما حان أجل موسى عليه السّلام أتاه الملك ليقبض روحه فقام موسى بلطمه ففقأ عينه، فرجع الملك إلى ربّ العزّة وقال له، يا ربّ قد أرسلتني إلى نبيّ لا يريد الموت، قال له ارجع إليه وقل له أن يضع يده على شعر ثور فله بما غطّت يديه بكلّ شعرة سنة، فرجع الملك إلى موسى عليه السلام وأخبره بذلك فقال، ثمّ ماذا، قيل له ثمّ الموت، فعندما أدرك موسى عليه السّلام أنّ نهاية الحياة وإن طالت هي الموت وأنّه حقّ على كلّ إنسانٍ، وقال بلسان النّبي المؤمن المسلّم لأمر الله، فالآن إذن .
والحقيقة التي يجب أن يدركها النّاس إلى أنّ هناك لطائف وأسرار في علاقة الأنبياء بربّهم تختلف عن علاقة النّاس الآخرين، فموسى عليه السّلام كانت لها مكانة خاصّة عند ربّه عزّ وجلّ حيث اختصّه بالتّكليم فيقال موسى كليم الله، كما أوذي كثيرًا في سبيل الدّعوة ومحاربة الكفر والضّلال .