قصة وفاة سيدنا يحيى عليه السلام
تعريف بالرسول يحيى عليه السلام
يحيى عليه السلام هو أحد الرسل الذين أرسلهم الله إلى بني اسرائيل في وقت تزامن الانبياء إلى قوم ٍ ما أتى إلى العالمين أنبياء كما جاءهم ، والثابت في القرآن الكريم أن يحيى عليه السلام هو إبن الرسول الكريم زكريا عليه السلام ، الذي رزقه الله به بعد مناجاة في المحراب وتضرع إلى الربّ الرزاق كما ورد في سورة مريم – قال الله تعإلى : (يا زكريا إنّا نبشرك بغلام إسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميّا) وفي هذا اشارة ظاهرة إلى أن من تكريم الله عزّ وجلّ أنه سمّاه ربّه بهذا الاسم كما أنّه اسم جديد لم تعرفه البشرية من قبل.
من المعروف من صحيح السنّة كما ورد في قصة الإسراء أنّ يحيى عليه السلام وعيسى عليه السلام هما إبني خالة ففي حديث الإسراء الذي رواه الصحابي الجليل مالك بن صعصة الانصاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أنّه(حتى إذا أتى السماء الثانية فاستفتح، قيل : من هذا ؟ قال : جبريل، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد، قيل : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم، قيل : مرحبا به فنعم المجيء جاء ففتح، فلما خلصت إذا يحيى وعيسى، وهما ابنا الخالة، قال : هذا يحيى وعيسى فسلم عليهما، فسلمت فردا، ثم قالا : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ) – صحيح البخاري ، والمشهور أن والدة يحيى عليه السلام هي أشياع بنت عمران أخت مريم بنت عمران عليها السلام والله أعلم .
متى كانت دعوة يحيى عليه السلام
كانت دعوة يحيى عليه السلام في زمن دعوة عيسى عليه السلام بالاضافة إلى والده الرسول الكريم زكريا عليه السلام ، وكان ليحيى عليه السلام مزايا اختصّ بها كما ورد في كتاب الله عز وجل كإختصاصه بالاسم من عند الله عز وجلّ وانفراده كأول اسم ، وكذلك وصفه بالسيّد وأنه حصورٌ عفيف وأنه زكاة من الله وحنانا وكان تقيّا وكان بارّا ولم يكن جبّارا عصيّا آتاه الله الحكمة والنبوّة وأن الله سلّم عليه عند ولادته وموته وحين بعثه.
أين كانت دعوة يحيى عليه السلام
والراجح لدى أهل التاريخ أنّ دعوة يحيى عليه السلام كانت في منطقة الشام والأردن حيث تم تعميد النبي يحيى عليه السلام في منطقة نهر الاردن حيث تسمّى اليوم بالمغطس ( منطقة في وادي نهرالاردنّ) بالقرب من دعوة سيدنا عيسى عليه السلام حيث لقّب سيدنا يحيى عليه السلام بالمعمدان ( يوحنّا المعمدان ) .
قصة وفاة سيدنا يحيى عليه السلام
أمّا قصة وفاة سيدنا يحيى عليه السلام فقد تضاربت فيها الأقوال والروايات ولكن الإجماع فيها على أنه قُتِل عليه السلام ولم يمت موتاً طبيعيأ ، وقد قتله الملك هيرودس –أحد ملوك ذلك الزمان – وقصّة القتل أنّ ذلك الملك أراد الزواج من إحدى محارمه وهو أمر محرّم عليه زواجها وكان النبيّ يحيى عليه السلام مخوّفا لهم من الفعل الشنيع والمنكر الفظيع الذي ينوي الملك فعله وتنوي تلك الفتاة الاقبال عليه ، وكان بينها وبين الملك حبّا ورغبة في الزواج وكان يحيى عليه السلام كعادة الانبياء الكرام آمرين بالمعروفين ناهين عن المنكر حتى لو بُذلت الأرواح والمُهَج في سبيل ذلك ، فما كان من تلك الفتاة إلّا أن طلبت من الملك أن يقتل لها يحيى عليه السلام برهاناً على صدق المحبّة ومقربة لها فما كان منه الأ أن ارسل اليه من قتله وقطع رأسه الشريف وأتاها به في طست ووضعه بين يديها عليهم اللعنة والغضب ولا حول ولا قوة الا بالله.
الشواهد الحاضرة على نكان مقتل النبي يحيى عليه السلام
ومن الشواهد الحاضرة على مكان مقتل النبي يحيى عليه السلام القلعة التي تقبع في منطقة مكاور ( في الأردن – جنوبي مدينة مادبا التاريخية) حيث فيها من الشواهد التاريخية ما يؤكّد حدوث هذه الجريمة التي لم يشهد التاريخ مثلها .