قصة نجاح فيليب نايت مؤسس شركة نايك ” Nike ” الرياضية
قصة نجاح فيليب نايت مؤسس شركة نايك ” Nike ” الرياضية
عد شركة نايك Nike من أشهر الشركات المصنعة للمنتجات الرياضية في العالم ككل ، فوراء هذا النجاح الكبير الذي حققته هذه العلامة التجارية الفارقة ، رجل طموح سعى جاهدا ليصل بأحلامه وطموحاته للعالمية ، حتى أصبح من أشهر رجال الأعمال ومؤسسي الشركات العالمية ، هذا الرجل الباني لأكبر امبراطورية في عالم المنتجات الرياضية لقب كأقوى شخصية عالميا في مجال الرياضة بحسب مجلة الفوربس العالمية . فمن هو مؤسس امبراطورية نايك Nike ؟ إنه الأمريكي ” فيليب نايت Philip Knight ” ، دعونا نتعرف على قصة نجاحه وكيف وصل إلى عالم الشهرة .
شأته :
ولد فيليب نايت في عام 1938 في ولاية بورتلاند الأمريكية ، لعائلة متوسطة الحال ، فوالده كان يعمل محاميا ومالكا لإحدى الصحف الأمريكية ، كان نايت مولعا برياضة الجري ، فانضم إلى فريق العدو بالمدرسة ، وعند التحاقه بجامعة أوريغون ، طلب من والده أن يمنحه وظيفة في جريدته خلال العطلة الصيفية ولكنه رفض ذلك وأخبره بأن يعتمد على نفسه ويجد وظيفة لنفسه بمفرده ، فما كان له إلا أن عمل بجريدة منافسة لوالده وعمل بها مراسلا رياضيا .
الجامعة وأطروحة الماجستير :
وفي الجامعة التحق نايت للتدريب على رياضة العدو وكان مدربه هو بيل بورمان Bill Bowerman الذي أصبح فيما بعد صديقه المقرب ، حيث كانا يتناقشان على الكثير من الأمور الخاصة برياضة العدو وبالأخص بالأحذية الرياضية ، حيث كان فيل نايت يرى أن الأحذية التي تباع في الأسواق لا تناسب رياضة الجري لما تسببه من آلام للقدم لسوء جودة الحذاء ، إلى أن دخلت الأسواق الألمانية لبيع الأحذية وطرحت منتجات لأحذية رياضية أفضل صنعا من تلك الأمريكية .
حصل فيل نايت على شهادة البكالوريوس في عام 1959 ، ثم التحق بالخدمة العسكرية لمدة عام ، وبعد انتهاء خدمته التحق مدرسة الأعمال التابعة لجامعة ستانفورد لينال شهادة الماجستير في إدارة الأعمال ، وكان مشروع الماجستير عن الأحذية الرياضية اليابانية والأحذية الرياضية الألمانية وهل من الممكن صنع أحذية رياضية بجودة عالية وبتكلفة أقل من تلك اليابانية ، وحينها اقتنع فيل بداخله بأنه يستطيع تطبيق أطروحته على الواقع ن إلا أنه ترك طموحه في تحقيق هدفه في صناعة الأحذية جانبا ، ليعمل كمحاسب في شركة بريس ووترهاوس بناءً على رغبة والده ، ولكنه لم يستمر كثيرا في العمل .
الخطوة الأولى :
ظلت أطروحة الماجستير التي قدمها فيل نايت هاجسا يشغله حتى يحقق هدفه ، فقرر في عام 1962 أن يخطو خطوات واقعية لتنفيذ حلمه في صناعة الأحذية ، فقام برحلة على اليابان وبحث عن مصانع الأحذية هناك إلى أن وجد مصنع يسمى اونيتسوكا تايجر Onitsuka Tiger co. ، كان يختص هذا المصنع بصناعة أحذية مقلدة لأحذية أديداس الرياضية تحت اسم تايجر ، أعجب فيل نايت بالمصنع لجودة الأحذية وسعرها المعقول ، فأقنع القائمين على المصنع بأن يأخذ وكالته في الولايات المتحدة ، وأن يأخذ بعض العينات منها لتسويقها هناك .
وبعد عودته إلى الولايات المتحدة أخذ من والده مبلغا من المال كقرض ليسدد ثمن العينات التسويقية ، فاضطر مرة أخرى للعمل في شركة كووبر وليبرند كمحاسب ، وعمل أيضا في جامعة بورتلاند .
رياضة الشريط الأزرق :
وفي عام 1964 ، وصلت العينات ، وذهب فيل إلى مدربه بورمان ليتناقش معه حول فكرته وارسل له عينة من الأحذية لتجربتها ، فاقتنع بورمان بجودة الأحذية وشارك فيل في المشروع بمبلغ 500 دولار ، واسسا شركة تسمى رياضة الشريط الأزرق Blue Ribbon sports .
في البداية كان فيل يسوق الأحذية بسيارته حيث كان يقف بالقرب من مسارات العدائيين في المدارس الثانوية ، وبالفعل لاقت الأحذية إقبالا من الناس وبدأت تزداد مبيعات الأحذية شيئا فشيء . فقرر فيل التفرغ لبيع الأحذية الرياضية واستقال من الوظائف التي كان يشغلها . فكان يعمل على مدار الساعة حتى يصل إلى حلمه .
بالفعل ، حقق فيل نجاحا باهرا في بيعه للأحذية ووصلت حوالي 8 آلاف دولار وصافي ربحه كان 250 دولار . وبحلول عام 1969 وصلت قيمة مبيعاته أكثر من مليون دولار من الأحذية التايجر . ولكن بعد أربع سنوات على افتتاح الشركة كانت نسبة المبيعات عالية إلا أن الربح كان قليل جدا ، لا يتعدى الـ 3% من قيمة المبيعات فبينما كانت المبيعات تشكل 2 مليون دولار ، الأرباح الصافية كانت 60 ألف دولار ، وهذا المبلغ كان ينفق في شراء البضاعة ، ودفع رواتب الموظفين وتسديد النفقات ، فاضطر فيل إلى رهن منزله ، والانتقال من بنك إلى آخر حتى يحصل على قرض . ولم يقف الوضع عند هذا الحد فقد وضعت الشركة اليابانية فيل في خانة اليك ، حيث خيرته ما بين بيع 51% من أسهم شركته إلى المصنع الياباني أو أنه سيبدأ بالبحث عن منافسين لفيل يأخذون مكانه ، ومن هنا ، فكر فيل جيدا في ان يتخلص من شراكة المصنع الياباني ، وبالفعل أنهى عقده مع المصنع .
أسيس شركة نايك :
قرر فيل نايت وصديقه بيل بورمان أن يصمما أحذية رياضية خاصة بهما ويصنعانها بأنفسهما ، وكان أول حذاء تم تصنيعه يسمى ” كورتيز Cortez ” ، إلا أن فيل نايت كان يرى بأن آثار الأحذية اليابانية أصبحت مرتبطة باسم شركته ، فقرر أن يغير اسم الشركة والشعار ليكون أكثر جاذبية للعملاء من الشركة القديمة ، فقام بعمل اجتماع لموظفي الشركة واقترح اسما إلا أن الموظفين لم يعجبهم ، فعرضوا اقتراحاتهم وكان أقدم موظف يعمل لدى فيل نايت اقترح اسم ” نايك ” الذي يعني آلهة النصر المجنحة ، وهو اسم اغريقي ، وذلك لأن هذه الآلهة زارته في أحلامه ، فتمت الموافقة من قبل الجميع على تسمية الشركة باسم ” نايك Nike ” ، وأنشئ الاسم الجديد في عام 1972 ، وبدأ تصنيع الأحذية بالشعار الجديد لها .
جاح تلو الآخر :
أصبحت مبيعات الشركة تضاعف سنة تلو الأخرى وتحقق نجاحات متتالية نتيجة للإقبال المتزايد عليها في الولايات المتحدة ، حتى أنها أصبحت تنافس شركة أديداس الألمانية ، وبعد هذا النجاح الباهر استطاعت الشركة أن تدرج أسهمها في البورصة الأمريكية سنة 1980 .
وقد وصلت الشركة في أوج شهرتها حين تعاقد فيل مع لاعب لكرة السلة يدعى ” مايكل جوردان ” ليروج لمنتجات نايك في الأحذية . ومنذ ذلك الوقت لمع اسم ” نايك ” عاليا ، وذلك نتيجة لذكاء فيل نايت ومهاراته التسويقية الخارقة ، حيث لم يكتف عند هذا القدر ، فقد تعاقد مع شركة تصميم إعلانات لتقود له حملة إعلانية موسعة شملت أنحاء العالم كله ، وقد حصل فيل نايت على جائزة كمعلن العام في عام 2003 .
ما بعد الثروة والشهرة :
بحلول عام 2014 ، توفي ابن فيل نايت إثر نوبة قلبية ، وبعدها بأشهر قليلة استقال من منصبه كمدير تنفيذي وظل محتفظا بمنصبه كرئيس مجلس إدارة لشركة نايك .