قصة نجاح المهندس عثمان أحمد عثمان
المهندس عثمان أحمد عثمان مهندس مصري، وسياسي، ولد في عام 1917، بمدينة الإسماعلية، يسكن في إحدى البيوت القديمة في مدينة الإسماعلية، والبيت دور أرضي مبني بالطوب اللبن، وبعض الأخشاب على السقف، وكان البيت يتكون من غرفتين، غرفة لكي يضعوا فيها المأكل، والمشرب الخاص بهم أي طوال السنة، والغرفة الأخرى، غرفة المعيشة.
نشأته ومولده:
غرفة المعيشة، كان يوجد بها حصير، وكنبة، وبعض من أواني المطبخ، والباجور، وبها مكان مخصص لتربية الدواجن، والطيور، ومكان للطهي المخبوزات في الفرن، في هذا المكان الصغير، نشأ المهندس البارع عثمان أحمد عثمان، والذي توفي والده عنه وهو في مرحله صغيره من عمره، تقارب ثلاث سنوات.
تعليمه وتفوقه في دراسته:
حيث كان الأخ الأكبر له هو ما تولى رعايته، حتى كبر وتعلم، ووصل إلى مرحلة النبوغ، حيث أنه شاهد ما وصلت إليه العائلة، وما كانت تحمله والدته من مسؤوليه، وشاهد تلك الصراع التي عاشوا به في الحياة، ورغم ذلك لا يقف عاجزًا أمام تلك المأساة، بل تعلم وتفوق في دراسته في الابتدائية، وأصر وكمل الإعدادية، وأخذه الحماس ووصل إلى الثانوية، ثم التعليم العالي واجتاز المراحل الصعبة والشاقة في حياته، ونبغ وحصل على البكالوريا بنسب عالية جدًا.
وهو كان محب أن يدرس في كلية الهندسة، وتخرج منها في عام 1940، واشتغل في المقاولات، حتى فهم كل أمور المعمار، وبدء طريقه في الحال ليكمل مسيرة الأخ الأكبر، ويتولى رعاية أسرته من المصاريف، ويحمل أمه على أكتافه، كما حملته في حياته.
أهم إنجازاته:
بدء المهندس عثمان أحمد عثمان، حياته من الطريق الأكثر صعوبة، حيث أنه بعد عن خالة الذي كان يتولاه في نفس المجال، بالرغم من أنه يعرف مدى صعوبة الطريق الذي يمر به بعد قرار الانفصال عن خاله، وهو عمل جيدًا حتى وصل إلى لقب (المهندس) وبدء حياته بنجاح باهر، اشترك في العديد من المشروعات الدولية.
بعد أن تعلم في إحدى الورش الصغيرة كعامل، وبعد فترة قصيرة لقب بالمعلم، وفي عام 1944 كبرت تلك المشاريع التي كان يعمل بها، ووصلت إلى مؤسسة كبيرة، وصارت معروفة ومشهورة، ولها أرباح سنوية، حتى أنه تمكن من السفر بعد سمع خبر وفاة أخيه الأكبر، وقرر العمل على توسع وقام بالعمل مع الدولة بخبراته السابقة، وشهادته الكبيرة.
عثمان أحمد عثمان، المهندس الذي شارك في تشيد السد العالي، وصاحة مؤسسة المقاولون العرب، حيث أنه شارك في تشيد الكثير من المؤسسات والمرافق الخاصة بالدولة، شيد بعض الكباري والشركات في الشرق الأوسط وأفريقيا، وبعض المشروعات الصغيرة، مثل: مياه الصرف الصحي.
المهندس عثمان أحمد عثمان وتشيد السد العالي:
السد العالي من الأعمال الكبيرة والعظيمة، التي شيدت في الدولة منذ زم بعيد، وهذه الأعمال العريقة لا يعمل بها إلا العظماء مثل: المهندس عثمان، حيث قال إنها كانت من أكبر المنقصات الكبيرة التي وقف الكثير من المقاولون أمامه، وأنه سوف يفشل في تلك المناقصة.
ولكن مع بذل مجهود كبير، وتحدي الواقع، ظل مستمر على قوله، وفعله، وظل يمر بمراحل صعبة كثيرة تعجزه عن العمل، ولكنه صمد أمام الصعوبات وصمم على تشيده، وبعد فترة من الوقت قام بتشييد السد العالي، وتم إنجازه في عام 1971.
وهكذا ظل 10 سنوات تعب ومشقة، هو ومن معه من عملاء مصر الكرام، الذين وقفوا بجانبه، ومسندته يد بيد، وتشجيعهم له على تكملة المسيرة، والانتهاء منها في فترة ليست بكبيرة، على تلك المشروع الضخم، وكان أكبر مشروع مربح إلى مصر في تلك السنة، وصممت له الكثير من الاحتفالات، حيث كان له دور كبير في فض مشكلات النزاع الإسرائيلي.
دور المهندس عثمان أحمد عثمان في فض النزاع الإسرائيلي:
في عام 1967 بعد النكسة قامت حرب الاستنزاف التي خاضتها مصر ضد اسرائيل، واستغلال الإسرائيليين مركزهم وآلتهم الخاصة في ضرب المدن بالصواريخ، والرشاشات، التي كانت السبب الرئيسي في هدم العمل أكثر من 10 مرات، ونجح المهندس في إعادة بناءه مره أخرى، واستطاع التغلب على تلك النزاع الإسرائيلي، ونجح في عمل خط بارليف والعبور منه، وهزم الإسرائيليين بذكائه.
تلك الحياة العظيمة التي تربي فيها المهندس عثمان أحمد عثمان، كانت فترة خالدة دائمًا في فكره، وفي تربيته لأطفاله، حاول بكل قصرى جهده أن يربي جيل صالح عظيم مثله، ويكون عظماء مثل: والدهم، ونافعين للبلد، ولحياتهم.