كانت تُسرع في الخطى لمقابلته تكاد تتعثر وتسقط –فقط شغلتها مكالمته الأخيرة –أحسّته حزينا, وجدته جالسا في مقهى عند البحر يغوص في موج –هائم لايدري شيء حتى انه لم يحسّ بوجودها حين جلست وألقت التحية—جلست بكل هدوء
–انتبه وسلم عليها بحرارة مقنّعة –استطردت تسأله عن حاله وعن سبب حزنه وكانت تلتهم وجهه حيرة –حينها نظر إليها–
وبعيدا عن لذة الحلم الذي كانت تراها من قبل — باح لها بسره بعد حيرة بكل صمت فاضح —
رأت في عينيه حزنا وبحرا ساكنا فيه موج من الدّمع المتجمد –عاتبت نفسها وسألته “” ألهذا الحدّ لم أستطع إسعادك ؟؟–
أجاب وغصة تخنقه –””الذنب ليس ذنبك –الذنب ذكرى لا تفارقني — تلك الحبيبة بين الثرى أسامرها كل ليلة وتسامرني
ارتعشت و اغرورقت عيناها بالدّمع وغاصت في ألم – وقالت وهي تلملم أجزاءها :أصبرك الله ورحمها– ولكن إلى متى ؟؟؟
ألم أكن لك الحبيبة– و القريبة– وكنتُ مجنونة بك حبا وعشقا حد السماء؟؟ —ألا يكف؟؟
قال :”’بربك لا تغيري من امرأة ميتة — فاني أفضفض فأنت من ملكْتيني و روحي وعقلي وأنت أملي
هزّت برأسها وقالت مستنكرة: لا وربي أنا نقطة تحوّل فيك تعيشها ,لا أكثر — وتمنيتَ أن تنسى بها حزنك ولكن—–
صمتت —ثم صرخت : آنا احبك –أنا احبك —أنا احبك –وما ذنب قلبي أن احَبك وأنت بين المقابر تنوح ؟
ما ذنبي حين غزوتَ روحي وعلمتُ بك الحياة وروضة الروح
اتركني — سأذهب داعية لك بالصبر
صاح يرجوها البقاء :لا ––ابقي فأنت ركني الذي آتيه حين يشتدّ حزني وتقتُلني وِحدتي ويلتهمني اليأس–
وأنت مرآتي أبْكِ أمامها دون كِبر —
أنت ملاذي –أنت سكوني– أنت كلي —
تركته يعدّدها وارتحلت —
تتساءل– أتبقى وسادة للدّمع آم ترحل ؟–حتى لا يتمزق مابقِي َمنها ؟؟
اتكون بجانبه وتعلم أنها مجرّد مُسكّن للألم –أم ترْحل عن حبّ أصبح كلّ ما تملك —-؟؟
سمعته ينادي–
وسمعت فيها الأنين أيضا يناديها —
ماذا تفعل؟؟
وماذا تقرر ؟؟–
-لا تدري سوى أنها بين ناريين وجنّتين — ماضية فيهما إلى رحلة الموت…