القسم العام

قصائد غزليّة نّبطية

شعر نبطي غزل

يعدّ الشّعر النّبطي أحد الأشعار العربيّة الملحّنة، كما أنّه يُعدّ من أشهر أنواع الشّعر االعامّي، فهو يحتوي على مفردات وتراكيب شعبيّة دارجة. انتشر هذا النّوع من الشّعر في شبه الجزيرة العربية، أمّا أول من عرف الشّعر النّبطي في القديم هو الشّاعر (أبو حمزة العامري). نعرض لكم هنا مجموعة من القصائد الغزليّة النّبطية.

خسارة

أنا من بعد هجرانج أبنوي أهجر إحساسي

أبطوي صفحةٍ في كتاب عمري ما قريتيها
أبخفي طرسي الشّاهد على ظلمج وكراسي

أبحرق كل أوراقه ويعْلج ما طفيتيها
كفا يا بنت من حبٍ حبسلي باقي أنفاسي

قسى وأقسى خفوقٍ، خفْقته إنتِ حيّيتيها
أببعد لو يلوموني في بعدج ربعي وناسي

أببعد خطوةٍ سهلة، وصعب إنّج فرضتيها
وبحسب باقي الأيام من عمري وهوجاسي

ترى موتي دنا، وإنتِ خسارة ما حسبتيها
خسارة إنّي كتبت الحبّ باسمج وإنحنى راسي

وأنا ما قد حنيت الرّأس إلّا للْمسويها
أحبّك من هنا لآخر محطّات الغلا لهناك

أحبّك كثر ما يهوى رضيع الصّدر غفواته
أحبّك يا بعد كل الحروف وعلّها تفداك

أحبّك يا بعد بيت القصيد وكلّ غاياته
أحبّك يا بعد عمرٍ قضى منّي على ذكراك

أحبك يا بعد من داج بالدّنيا بخطواته
أحبّك يا دفى برد السّنين إليّا غفت بحماك

أحبّك يا أمل عمر الوحيد ويا بعد ذاته
أحبّك يا بعد قلبٍ نزف كل الغلا لرضاك

أحبّك يا بعد كل العيون ونزف دمعاته
أحبّك كثر ما تبرى جروحٍ لامست يمناك

أحبّك كثر ما يلجا فقير الحال لسكآته
أحبّك بس لو تعرف وش اللّي بالحشا ينخاك

وربي لو كشفت اللّي بقلبي، مت لرضاته
أنا وشلون أبيّن لك غلاك ولهفتي للقاك

أنا وشلون أعبّر لك عن اللّي بين طيّاته
أنا لو قلت لك ببعد وأبرحل وأنتحي وأنساك

لساني وأعرفه لا زلّ يا شينه بزلّاته
تعال أرجوك شفني من رحلت وعبرتي تنعاك

تعال وظمّني يا حي ذا الطّاري وظماته
تعال وداوني، واللّي خلقني يالدواء بشفاك

يقولون الجمر طب المريض بحر كياته
تعال وخل عنك الصّد والهجران ما يزهاك

حلاتك توصل اللّي يم دارك زاد جياته
أنا واللّيالي وأبيات القصايد في أمل لقياك

أقول الشّعر واللّيل الحزين يعدّ نجمآته
نعزّي نفسنا ننطر تسابق لهفتك وخطاك

نقول ان الخطى تقصر ولا تسبق للهفاته

أماني عاشت بصدري أغاني داخلي تهواك

تموت ان غبت وإن ردّيت عاش اللّيل وأبياته
أنا مقدر على بعدك على صدك على فرقاك

يموت بغيبتك قلبٍ نزف لك حرّ حسراته
دخيل الصّبح في وجهك دخيل اللّيل لا غطّاك

دخيل الرّمش لا سيّر على خدك بسجاته
دخيل الجمر والسُّكردخيل البلسم الفتّاك

دخيل اللّي تثنّى لين عذبني برقصاته
أمانة ترحم اللّي شاف منّك صدتك وجفاك

دخيلك تدمح الزّلة وغلطاته وهفواته
أحبّك من هنا لآخر هنا لآخر هنا لهناك

أحبّك لعنبو حيّ الرّضيع وحلو غفواته

التّجارب

التّجارب حبيبي السّابقة

علّمتني وأنا منها أستفيد
كلّ دم بعروقي حارقة

مثل ما تحرق النّار الجريد
تو تصحى عيون غارقة

بحلم كاذب وتحقيقه بعيد
ما أشحذ الحبّ ولأنّي سارقة

مثل كلّ البشر أعشق وأريد
منّك قلبي همومك طارقة

يطرقه مثل طراق الحديد
أنت جرحي وعذابه عاشقة

لين سيلت دمي من الوريد
روح عني ودربي فارقة

يوم غدرك تبين لي أكيد
أنت غيم الصّيوف وبارقة

لو يرش الصحاري ما يفيد

يا سخيف الذّرعان

يا سخيف الذّرعان مأني بمرجوج

رجتني الدّنيا غدر وحيله
يا بنت لولا اللّي على تاسع الفوج

تركت نجد وعزوتي بالقبيله
لا شك حاديني على نجد هيدوج

مسقي الفيافي لين يدرج مسيله
تركي ليا من اللّيالي غدن عوج

حمله عتيبه كلها ما تشيله
برسي كما ميناء البواخر على الموج

ومن وين ماصك البحر يرتكي له
مادام تركي حيء ماودي ادوج

وإن غاب غبت مع الرّجوم الطّويلة

حبيبي نام يا عمري

حبيبي نام يا عمري على صدري وصارحني

وفضّ الصّمت باحساسك وخلّ الحبّ لي يجري
وفضفض لي بعد عمري وعاتبني وفهمني

أنا أطري على بالك كثر ما أنت عليّ تطري؟
تعال أقرب من أحضاني ترى خدّك مواعدني

يبي يلامس شغف روحي ويقطف بوحي من شعري
تعال أنثر هنا ليلك وخلّ ويلك يولّعني

أنا أحبّك وأبي قربك ترى منّي قضى صبري
أنا نبضك زهر أرضك وأنت؟ إيه تملّكني

بنحل خصرك..جمر ثغرك وزود بلونك الخمريّ
تتوهّني تغرّقني ومن بردك تدثّرني

وتبكي لي وتشكي لي وله قلبك ومن سحري
أبي دموعك مع أنفاسك بصدق الود تحرقني

وأبي عطرك مع سحرك وآهك بالحشا تسري
أبي همسك يبعثرني غلا ولمسك يلملمني

وأبي عيونك من عيوني تذوب من الولع كثري
وأبي عهدك مع وعدك وأبي كلك تسلمني

أبي أيدك تسافر بي وزهر قدك يلحفني
وأهيم بعالمك عاشق جنوني أنت وأنت بي تدري

تشوف الجمر بعيوني؟ تشوف الشوق جنني؟
أجل تدري مثل ما أدري بأنك حلمي يا بدري

حبيبي قوم وصارحني عن احساسك وعلّمني

أنا أطري على بالك؟ كثر وما أنت علي تطري؟

غزليّات

بعض العرب حبّه يوردك الجنون

ولا يوصف له غلاه حكاك له
ما يقنعه وصف الغلا لو وش يكون

لو كل حرف بالحرير إيحاك له
الموت جاك وهو تقلبه الظنون

ولا لك إلا الصّبر وش وداك له
إن قلت ضايق قال هونها تهون

ما يدري إن ضيقتك له وإبكاك له
تقعد تحبه وأنت ساكت ومغبون

يمكن بيوم يقاله موفاك له
وكأنّك مشكك هو يمون أو ما يمون

تخيّل إن عفت الصّبر فرقاك له
غلاه من فوق الغلا ماهو بدون

وحكاه سمعك يجبرك برخاك له
ودّك تحطّه فالعيون من العيون

وتبسط على رمض الثرى يمناك له
وتظلّه من الشّمس في ظلّ الجفون ولا يمر أُذنه سوى لباك له
وتسج من غير لو أنّهم يذكرون

ومنين ما سجت القدم ممشاك له
غروٍٍ يميله الترف ميل الغضون

غصنٍ ليان ومكرمه بسكاك له
وجديله إلا أقفى ستر منه المتون

كني بريحه لا اتلفت لدعاك له
كيك وعسل لكن ماهو في صحون

ودعاك من عين الحسود غطاك له
الله لا يعطيه ناسٍ ينضلون

ويستر عليه من النحل لا يآكله
الوصف والتعبير في وصفه يخون

غير إطلب الله يستجيب دعاك له
وعذال قلبك في محبته يهبون

سكينهم عن قطع حبله حاك له
ناس عن أعراض العرب ما يعرضون

ودايم على نفس الشكل والشاكله
اللي من لحوم الأوادم يآكلون

وحلوقهم دافع البلا متواكله
في سلمهم أولى بالأكل الاقربون

وأطيبهم اللي صيدته شكواك له
يدعيهم الشيطان للذنب ويجون

هذا يقطعله وهذاك يواكله
يا جعلهم فدوة ثرى الغض الفتون

اللي على الدرب الطويل خطاك له
طيفه إذا نام البشر زارك بهون

وطيفك إذا نام البشر سراك له
حبه دفان ومقبرة خضر الطعون

بين العظام العوج كنك ناكله
اللي كذا حبه ولو تموت مغبون

ولالك إلا الصبر وش وداك له

أنا وأحزاني

في كل ليلة يطرق الألم والحزن بابي

يصطحبني معه على عتبات اليأس

ويتسلل بين دمعي الراكد بجفوني

ويشتاق لأنيني وبكائي

وأنا أتلهف بيني وبين أوجاع صمتي

ولا يفارقني اإا كفن الأمل على نعش مهزوز

لا زلت أنا وأوجاعي على شواطىء الدموع

ألملم حكاياتي من خلف ظلال أحزاني

وتكسرني الوحدة من جديد

ما أقساك أيها الحزن

وما أقسى وجعي بك

هشّمت بيي كل المعاني الجميلة بداخلي

ولم تُبقي مني سوى بقايا أمالي

سأحمل أشلاء أنفاسي الهاربة

وأترك همي وأرحل بجناح مكسور

شوق وحنين

ياليل أقصر لم تعد بي حاجة

لسكون جفن أو هوى لجمام

ياليل مزقني الفراق كأنني

شِلْو ينوشه ضيغم الآجـــــام

وأنا هنا في وحدتي في غربتي

متمزّق بنــوازع الأوهـــام

ووسادتي مهجورة في غرفتي

نفسي فداؤك هل يطول مقامي

وأنا هنا في وحدتي في غربتي

قلبي هنـــاك معلـق بالشــــام

هل تموت المشاعر

هل تموت المشاعر مثل مـوت الــورود

مشكله كان ماتت عنـــد بعـض البشــر
داخـل الصدر صاير مثل صوت الرعود

قبل معرف جفـاهـا وحالتي في خـطــر
كيف وان خالفتني واخلـفـت بالوعود

بكـل تأكـيـد روحـي رايـحـة للـقـبـــر
كنت أحسب المحبة لا مشـيته اسهود

واكتشـفـنا حـلاهـا مــرّ مثـل الصبـر
اخنقتني العبرة وصارت البيض سود

وفي ضميري تجمـع كل هم وحضــر
يا الله إنّـي دخيـلك طـالبـك لا يــزود

هــم حالي سـببها كان حان السـفــر
ويا حبيبي تـرفــق لا تعـدّى الحدود

ما تحمـل فــراقــك بس هــذا القــدر
آه غــدر اللـيـالي صدق لا قيل سود

ولعت في ضميري حرّ مثل الجمـر
بس بصبـر وأقـول يمكن أن يعود

خلي اللي فقــدته أمس بعد العصـر

تكفيني النّظرة

لأني لقيتك في خفوقي ولأنك

نفس الغرام اللّي يراود ظنينك
تكفيني النّظرة إللّي جات منك

ويكفيني من العمر لمسة يدينك
ويكفي عيوني لا فقدتك يجنّك

ويكفي أشوف إحساس قلبي بعينك
ظنّك برحل لا قسى الوقت ظنك!!

أنسى شعوري والخلايق تدينك!!
والله مهما قالوا الناس عنك

ومهما قسى وقتي وشحت سنينك
تبقى محلك داخل الرّوح كنّك

نبضة خفوق أحيت زوايا سجينك

زر الذهاب إلى الأعلى