قصائد رثاء الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالفصحى , شعر رثاء للملك عبدالله بالفصحى , خواطر رثاء عن الملك عبدالله
الشاعر صبري الصبري
خلـود النـاس فـي الدنيـا مـحـالُ
وإن صالـوا بـهـا دهــرا وجـالـوا
وراحــوا فــي نواحيـهـا وجـــاءوا
بـدوحــات بـهــا تـحـلــو الــغــلالُ
وإن قـطـعـوا بركـبـهـم الفـيـافـي
وحــفــهــم بـمـوئـلـهــا ارتـــحـــالُ
أو انـطـلـقـوا بـبـحـرهــم بـفــلــك
بـهـا شَــدت صـواريـهـا الـحـبـالُ
أو استبـقـوا الفـضـاء بطـائـرات
لـهـا فــي أفــق رحلـتـهـا مـجــالُ
أو اختـرعـوا أعـاجـيـب ازدهـــاربـ
أجـهــزة بــهــا لــهــمُ اتــصـــالُ
ومـاجـوا فـــي مرامـيـهـا بـفـخـر
وعـجــوا فـــي نـواديـهـا وقــالــوا
وإن ملـكـوا أو امتـلـكـوا نعـيـمـا
بـدنـيـاهـم بــهــا جـــــاهٌ ومـــــالُ
فـعـمــرهــم بـمـيــعــاد دقـــيــــق
بـــآجـــال نـهـايـتــهــا انــتــقـــالُ
فـكــلــهــم بــســكـــرات لـــمــــوت
وجـلــهــمُ مـصـيــرهــمُ الــــــزوالُ
إلــه الـعـرش مُحيـهـم .. مـمـيـت
لـهــم جـمـعـا بقـبـرهـم الــســؤالُ
فمـن كـان التقـي بــروض عــدن
لــه فــي القـبـر بالخـيـر احتـفـالُ
ومـن كـان الشـقـي فـنـار سـعـر
لهـا فـي بـؤس شقـوتـه اشتـعـالُ
فـسـلِّـم ربــنــا فــضــلا لـيـأتــي
لـنـا مــن جــود رحمـتـك اكتـمـالُ
وهـيـئ بـارئـي باللـطـف بسـطـا
بـــه فـــي خـلــد جـنـتـك الـنــوالُ
رثائـي بالأسـى والـحـزن ينـعـي
أبــا (متـعـب) وقــد دمــع المـقـالُ
فــقــد لاحــــت مــآثـــره بـخــيــر
بـبــيــت الله بـالــنــور الــوصـــالُ
وتـعـمــيــر وتــوســعــة وقـــــــرب
بـــــه لاقـــــاه بـالــحــب الـمــنــالُ
وتـطـويــر لـمـكــة فــــي عــلاهـــا
بـهــا طـابــت برفعـتـهـا الـخــلالُ
وطـيـبـة كـلـهــا تـلـقــى اعـتـنــاء
لنـا فــي ظــل روضتـهـا الـظـلالُ
وآلاءٌ حـــســـانٌ فــــــي نـــظـــام
فـريــد الـحـسـن لـلـبـذل الـمـثــالُ
ل(عـبـد الله) بالحسـنـى أيــادي
لـهـا فــي الأرض بالـبـر انهـمـالُ
ونصـر القـدس والأقصـى بـعـزم
لـيـرحـل عـــن مغـانـيـه احــتــلالُ
ورأب الصـدع فـي صـلـح لـقـوم
لـهـم فــي سـعـر فتنـتـهـم قـتــالُ
ودعـــمٌ طـيــبٌ نـضــرٌ ل(مـصــر)
فـولــى عـــن مرابـعـهـا اخــتــلالُ
فديـدنُـه الـســلام الـحــق عـــدلا
له بالقسـط فـي الأرض النضـالُ
بـهــمــة قـــائـــد فــــــذ مــكــيــن
مضى والحزن في الوجدان حالُ
فـهـب لـلـراحـل المـحـبـوب ربـــي
نعـيـمـا فـيــه قـــد طـــاب الــمــآلُ
وأجــزل بسـطـك الـوافـي لـعـبـد
قضى والخلـد فـي الدنيـا محـالُ
ووفــق دائـمــا (سـلـمـان) فـيـنـا
لــــه هــبــت ببيـعـتـهـا الــرجـــالُ
وشـعــبٌ طــيــبٌ شــهــمٌ أصــيــلٌ
لــه فـــي نـــور طلـعـتـه الـجـمـالُ
وصـلــى الله ربـــي كـــل وقــــت
عـلـى المـخـتـار مـــا لاح الـهــلالُ
وآل الـبـيـت والأصـحــاب طــــرا
بهـم طـابـت بدنيـانـا الخـصـالُ !
الشاعر عليوه
أيَا عينُ اذرفِي دمعًا زكيا
لِمَنْ سيظلُ في الأذهانِ حيَّا
مليكٌ قد طَوى سُبلَ المعالي
وأرضٌ قد طوته اليومَ طيَّا
فيا قبرُ استحِ ممن أتاكا
فعبدُ الله قد جاز الثريَّا
أيَّا عبد الإله اليوم تمضي
وصار الحزنُ بعدك سرمديا
خيوطُ الحزنِ تُنسجُ في البرايا
لفقدِ الكونِ ملتزمًا تقيا
قلوبٌ شَفَّها حزنٌ رهيبٌ
فأضحى حزنُها جُرحًا عصيَّا
أبو الأيتام ِمَن كفلَ الثكالى
وأغنى دُورهم طُعْمًا وريَّا
وعونُ المعوزين بكلِ أرضٍ
فأصبحَ كلُّ عانيهم غنيَّا
فمنْ للناسِ بعدك يحتويهم
ويصلحهم ويجمعهم سويَّا
ومن للمسلمين اذا اعترتْهُم
خطوبٌ تتركُ الراضي شقيَّا
ومن لشريعةٍ ترجو رجالًا
لنُصرتِها اذا فقدتْ وَليَّا
ومن للظالمين اذا استبدوا
ليردَعهم ويهجرَهم مليَّا
ومن للغارمين اذا عَلَتْهُمْ
مذلَّةُ دينهم همَّا غبيا
حكيمُ العُرْبِ تندبُهُ البرايا
كأنَّك بينهم كنتَ النبيَّا
جبالٌ في الحجازِ لها أنينٌ
وأخرى في العراقِ بَدَتْ بُكِيَّا
وحزنٌ خيَّم السرواتِ دمعًا
وفي الأفلاكِ يبكيك الثُريَّا
وفـي الفــلـواتِ أحــزانٌ ثــقـالٌ
تحيلُ الشامخاتِ بها جِثيَّا
أيـا صـقرَ العـروبـةِ فـي عُــلاها
سقاكَ اللهُ سحَّاحًا نَدِيّا
وأعطاك الجنانَ جزاءَ فضلٍ
وكان عطاؤه فيضًا سخيّا
سقاك حبيبُنا المختارُ كأسًا
وكان الرِيٌ من يده هنيَّا
ولن ننساك يومًا من دُعانا
وكان المرءُ – عادته – نَسِيّا
فخلفك من ذوي الأمجادِ رهطٌ
يظلُ المجدُ تحتَهمُ عَليَّا
فقل للشامتين بنا أفيقوا
سييقى خيرُنا رَطْبَا جنيَّا
لكل المسلمين بكل أرض
سيبقى الفضل فياضًا سخيَّا
فيارب اعطِهِ من كلِ فضلٍ
وأفسحْ قبرَه واملأهُ ريِّا