قبلة طفولية !!!
طفلة !!
_____
البحر ينادية ككل يوم من الشباك ، لا يرد، يخرج من المنزل، يسير فى الأتجاه البعيد ،حفظتة الشوارع البعيدة، أو لم يعد يعرفه البحر ويشتاق إليه ،يسير باحثا عنها أو عن شئ يشغله عن نفسه ،يخرج علبه سجائره ،فارغة منذ أمس يلقيها بعصبيه، تسقط على رأس بنت صغيره ،تنظر له ،تعاتبه بنظرة كافية لتذكرة بوجعه الدامى ،يقترب منها خطوتين، تبتعد خطوتين ،تتحصن بالفتيات الصغيرات ،تذكره بها ، ينزعج من صمتها، من عبوسها بسببه ،يبحث عن كشك قريب ،يشترى سجائر أخرى ،السجائر لفائف الصبر على القدر، صورة الفتاة تأتى فى مخيلتة ،يسرح قليلا ويشرد ّ، يكاد يموت ،يسمع أحدهم يصرخ (مش تحاسب)
يعتذر بحركة متكلفة من رأسة ،ويقرر أن يذهب للبحر ،البحر ذلك الرحم الذى نعود له فيخرجنا للحياة من جديد ،كأننا لم ندخل فيها من قبل ،يرمى سيجارتة بعد أن لسعت يده دون أن يأخذ منها نفسا ،صورتها لا تفارقه، يصل الشاطئ خالى فى هذا الشتاء ،لكن السماء لا تمطر حاليا كأنما تركت فرصه له كى يتذكرها ،عشر سنوات كان هنا ومصادفة كانت هى هنا ،لعبا سويا، ضحكا سويا، وأصيب بخدش من أثر سقوط ، وبكى من الألم مسحت بيداها الرقيقة دموعه طبطبت عليه ،وهتفت بهدوء :
_ معلش دلوقتى هتخف !!
وقبلته فى خده ،أرتاح وأكملا لعب ،وجاء الغروب وهل لنا أن نمنع الغروب من المجئ؟!
وتركها، طول الليل نسى الألم وأخذ يفكر بها ،ينتظر أن تشرق الشمس بفارغ الصبر، ويعود للشاطئ ليلعبا سويا ،وجاء الشروق ولكنه كان غائم ،أستيقظ على صوت بكاء النسوه المتشحين بالسواد ،بكى كأى طفل لا يعلم ما القدر وما الموت، وصعد إلى سرير أمه كأى طفل يحن إلى أمه !!
_ماما يلا ياماما قومى عشان نروح البحر زى ما قولتيلى
والعب مع صاحبتى يلا عشان زمانها مستنيانى!!
لم ترد ،بكى والده ،وأخذتة جدته فى حضنها، أبتعد عنها قام وجرى حتى الشاطئ، للمكان الذى كان يلعبا به سويا بالأمس ،للقصر الذى بنوه من الرمال سويا ً ولم يتبقى إلا نصفه، كأن الموج لم يشأ أن يهدم رمز الحب البرئ ،أنتظرها قليلا ولم تأتى وقليلا وأتى والده، بكى وأرتمى فى حضن والده ،ولكن من متى البكاء يجدى؟!
توالت الأيام ويأتى وهى لم تظهر مجدداً يراها كثيرا بأحلامه ويرى أمه وفى يوم قرر أن يكره البحر إلى الأبد ولكن لولا الفتاه ما كان هنا الأن !!
_لسه فاكرها ؟!!
يلتفت يجد أباه يبكى يرتمى فى حضنه ويتمنى لو أن طبطتها الرقيقة وقبلتها على خده أخر شئ فى العالم ولكنه الزمن !!!