فيروس الكورونا
نسمع كثيراً على وسائل الإعلام المرئيّة والمسموعة أخباراً كثيرة عن انتشار أمراض غريبة، ولها أسماء مختلفة، وتوجد هذه الأمراض فجأة، يقف الطبّ أمامها عاجزاً حتّى تستطيع الأبحاث والدّراسات إيجاد أدوية ولقاحات تقضي على المرض، ليظهر مرضاً آخر، واسم جديد. من الأمراض التي سمعنا عنها مؤخّراً “فيروس الكورونا”، فما هو هذا المرض؟ وما هي أعراضه؟ وكيف نقي أنفسنا من الإصابة به؟
مرض “فيروس كورونا” أو ما تمّ تسميته “متلازمة الشّرق الأوسط التّنفسيّة”، وهو عبارة عن مرض يصيب الجسم بفيروسات تاجيّة، وينتمي هذا المرض إلى “أمراض الزّكام”، حيث تشبه أعراضه الأوّليّة أعراض الإنفلونزا والزّكام، ونزلات البرد، ثمّ تتطوّر الحالة إلى مشاكل في التّنفس وإلتهابات رئويّة حادّة.
وقد تمّ تسجيل أوّل إصابة بالمرض عام 2012م، وهو مرض يصيب الرئة ويسبّب الوفاة، لعدم إكتشاف دواء فعّال للمرض حتّى الآن. لقد ظهر هذا المرض للمرّة الأولى في السّعودية في موسم الحجّ، وقد اكتشفه الطبيب المصري محمد زكريّا، ولذلك يعرف الفيروس بفيروس الشّرق الأوسط. وحتّى الآن لم يتمّ الكشف عن هذا الفيروس أو إيجاد أيّ علاج له، أو حتّى معرفة مصدر العدوى الأساس.
لم يتمّ حتّى الآن تحديد مصدر هذا الفيروس، لكنّ بعض الدراسات رجّحت احتمالين لمصدره؛ الإحتمال الأوّل أنّ هذا الفيروس هو عبارة عن شكل متطوّر وطفرة لفيروس جيني سابق، أصاب الإنسان سابقاً. والإحتمال الثاني أنّ هذا الفيروس منتقل من الحيوان، وقد كان لا يصيب إلّا الحيوانات لكّنه تمكّن من أي يتكيّف مع جسم الإنسان، وأصبح قادراً على إصابته، حيث يعتقد أنّ الخفّاش مصدر الفيروس.
من أعراض المرض التي لا يجب إهمالها؛ ارتفاع درجة حرارة الجسم وإصابته بالحمّى، وإصابته بالإسهال والقيء، والشّعور بضيق في التّنفس وبعض الإحتقانات في الأنف والحلق، وقد يصاب المريض بإلتهاب رئوي حادّ. تكون أعراضه الأوّليّة تشابه أعراض الإصابة بالإنفلونزا العاديّة، لكن قد يتطّور الحال إلى الإصابة بفشل تنفسي، وفشل كلوي، خاصّة الأشخاص الذين يملكون جهاز مناعة ضعيف وكبار السن.
وينتقل هذا المرض من خلال الإتصال المباشر مع المريض، أو من خلال الهواء المحمّل بالفيروس، أو حتّى لمس أدوات شخص مصاب بالمرض، وقد ينتقل الفيروس أيضاً عن طريق الحيوانات والإقتراب منهم.
يتمّ تشخيص الإصابة بالمرض من خلال الفحوصات المجهريّة للفيروس، والعزل، وإجراء الإختبارات المصليّة، وتقنيات أخرى. ومما تجدر الإشارة إليه، أنّ العلم لم يتوّصل حتّى الآن لم يتمكّن من إيجاد دواء ومصل مناسب للفيروس ليقضي عليه، ولا تزال الأبحاث جارية لإيجاد اللّقاح.
ولتجنّب الإصابة بالمرض عليك بوقاية نفسك – خاصّة في موسم الحجّ – ، وذلك من خلال الحرص على نظافة نفسك، ونظافة يديك وغسلهما باستمرار بالماء والصّابون، وإرتداء الكمّامات الواقية خاصّة في المناطق كثيرة الإزدحام. والحرص على عدم ملامسة الأسطح الملوّثة، وتجنب الاختلاط بالأشخاص المصابين بالمرض.