فوائد شرب الشاي الأخضر قبل النوم
الشّاي الأخضر
يتم تحضير الشاي من أوراق نبتة الكاميليا سايننسز (Camellia sinensis)، وهو ثاني أكثر مشروب تناولاً في العالم بعد الماء، حيث إنّه يسبق القهوة والمشروبات الغازية وغيرها من المشروبات كثيرة الاستهلاك، ويتم تحضير ثلاثة أنواع من الشاي من أوراق هذه النبتة، وهي الشاي الأخضر والذي يحضر بتجفيف وتبخير أوراق الشاي الطازجة دون أكسدة المركبات المتعددة الفينول الموجودة فيها عن طريق تثبيط نشاط الإنزيم المؤكسد لها بالحرارة، وشاي الأولونج (Oolong tea) الذي يتم تحضيره بالتخمير الجزئي لأوراق الشاي قبل تجفيفها، والشاي الأسود والأحمر اللذان يحضّران عن طريق تخمير أوراق الشاي تخميراً كاملاً قبل تجفيفها وتبخيرها (1)، ويعتبر الشاي الأخضر هو الأكثر فائدةً لصحة الإنسان بين هذه الأنواع الثلاثة (2). يتم إنتاج الشاي الأخضر في الصين واليابان (1)، حيث يتم إنتاج حوالي 2.5 مليون طن من الشاي الأخضر سنويّاً (2)، أي ما يعادل حوالي 20-22% من الشاي الذي يتم إنتاجه في العالم، ويتم استهلاكه في دول آسيا بشكل كبير، بينما تعتمد دول أوروبا وأمريكا أكثر على الشاي الأسود.
كان يعتبر الشاي الأخضر منذ القدم مصدراً للعديد من الفوائد الصحية، ثم بدأت الدراسات العلمية بالاهتمام به منذ ثلاثة عقود، حيث وجد له دوراً هاماً في الوقاية والعلاج من العديد من الأمراض، ولذك تم اعتباره غذاءاً وظيفيّاً، أي إنّ له فوائدَ صحيّةً تتعدى مجرد الاحتواء على العناصر الغذائية الأساسية (1).
فوائد شرب الشّاي الأخضر قبل النوم
يمكن الحصول على الفوائد العديدة للشاي الأخضر عند تناوله في أيّ وقت في اليوم، ولا يوجد أيّ دليلٍ علميٍّ على تفضيل تناوله في وقت معين على غيره، ولكن يمكن أن يفضل الكثيرون تناوله قبل النوم، حيث إنّه وقت الراحة والاسترخاء، الأمر الذي يعطي الشخص استمتاعاً واسترخاءاً أكبر أثناء تناوله (3)، وعلى الرغم من أنّ تناول الشاي الأخضر يرفع من نشاط الإنسان الذهني ولكنه بخلاف القهوة لا يسبب الأرق بسبب محتواه غير العالي من الكافيين (1). ويعتقد الكثيرون أنّ شرب الشاي الأخضر قبل النوم تحديداً يساعد على رفع عمليات الأيض وخسارة الوزن وإزالة السموم من الجسم، ولكن على الرغم من عدم وجود ما يمنع تناوله قبل النوم، إلا أنّه يمكن الحصول على هذه الفوائد عند تناوله في جميع الأوقات (3). كما أنّ تناول الشاي الأخضر مع مصادر الحديد غير الهيمي يقلّل من امتصاصه (5)، لذلك يمكن أن يساعد تناوله قبل النوم بعيداً عن وقت تناول وجبات الطعام في تجنب هذا التأثير.
فوائد الشاي الأخضر
كان الشاي الأخضر مستعملاً في الطب الصيني القديم لعلاج الصداع وآلام الجسم ومشاكل الهضم والاكتئاب وفي إزالة السموم من الجسم، كما كانوا يستعملونه كمنشط وكوصفة لإطالة العمر. وتعزى الفوائد الصحية للشاي الأخضر بشكل خاصٍّ للكافيين والثيوفيلين وإلى الزيوت الطيارة وخاصةً المركبات متعددة الفينول، ويعمل الكافيين في الجهاز العصبي المركزي على تحفيز اليقظة وترابط الأفكار ومحاربة الشعور بالإرهاق، ويساهم الثيوفيلين في بعض أدوار الكافيين، كما أنّه يعمل على زيادة النشاط الذهني وزيادة قوة انقباضات القلب وارتخاء الأوعية الدموية، كما أنه يعمل على إدرار البول أكثر من الكافيين، بالإضافة إلى دوره في ارتخاء عضلة القصبات الهوائية وتحفيز عملية التنفس.
أما بالنسبة للزيوت الطيارة الموجودة في الشاي الأخضر، فيستحسن عدم إطالة مدة نقع الشاي حتى لا تفقد منه هذا الزيوت، وقد اكتسب الشاي الأخضر اهتماماً كبيراً من الناحية الصحية بسبب محتواه من المركبات متعددة الفينول ودورها في الجسم كمضادات أكسدة قوية، وقد وضحت العديد من الدراسات دور الشاي الأخضر في منع التغيرات الجينية، ومحاربة السكري، ومقاومة البكتيريا والالتهابات والكوليسترول. كما وجد له فوائدَ لصحة الفم مثل؛ الحماية من تسوس الأسنان، وأمراض اللثة، وسقوط الأسنان. وتلعب مركبات الكاتيكين وحمض الجاليك الدور الأساسي في الفوائد الصحية التالية والتي نحصل عليها من تناول الشاي الأخضر (1).
النشاط المضاد للأكسدة
يعتبر الشاي الأخضر مصدراً غذائيّاً غنيّاً بمضادات الأكسدة، حيث إنه يحتوي على المركبات متعددة الفينول، وتحديداً الكيتيكينات وحمض الجاليك، كما يحتوي على الكاروتينات والتوكوفيرول (الڤيتامين ھ) وحمض الأسكوربيك (الڤيتامين ج)، والمعادن مثل: الكروم، والمنغنيز، والسيلينيوم، والزنك، وبعض مركبات الفيتوكيميكال. وأوضحت العديد من الدراسات ارتفاعاً في مستوى مضادات الأكسدة في بلازما الدم بعد التناول المتوسط للشاي الأخضر، كما وجد أنّ ارتفاع سعة مقاومة الأكسدة في الدم التي يسببها الشاي الأخضر يقلل من الضرر التأكسدي في حمض ال DNA والليبيدات (الدهون)، كما وجدت العديد من الدراسات قدرة الشاي الأخضر على تخفيض الإجهاد التأكسدي في الجسم، والإبطاء من شيخوخة الخلايا (1).
القدرة على مقاومة التغيرات الجينية والسرطان
وجد أن فاعلية مركبات الكاتيكين على محاربة الأكسدة أعلى بكثير من فاعلية الڤيتامين ھ، كما وجد أن الشاي الأخضر يقلّل من سمية الجينات التي يسببها تدخين السجائر، كما أنّه يزيد من نشاط الإنزيمات التي تخلّص الجسم من المواد الكيماوية المسرطنة (2). ووجدت الدراسات ترابطاً بين تناول الإنسان للشاي الأخضر والوقاية من العديد من أنواع السرطان، مثل سرطان الرئة، وسرطان القولون، وسرطان المريء، وسرطان الفم، وسرطان المعدة، وسرطان الأمعاء الدقيقة، وسرطان الكلى، وسرطان البنكرياس، وسرطان الغدد اللبنية.
كما وجدت العديد من الدراسات التي أجريت على حيوانات التجارب قدرة للشاي الأخضر على منع تكوين سرطان الجلد، وسرطان الرئة، وسرطان الفم، وسرطان المريء، وسرطان المعدة، وسرطان الكبد، وسرطان الكلى، وسرطان البروستاتا وغيرها من الأعضاء، ومن المتفق عليه في زمننا الحالي استعمال الشاي كعامل للوقاية من السرطان بناء على العديد من الدراسات والأبحاث العلمية، كما يتم تصنيع مستخلصات الشاي كمواد واقية من السرطصان لاستعمالها في التجارب على الإنسان.
ويقوم الشاي الأخضر بهذا الدور بسبب نشاط مكوّناته المضادة للأكسدة، وقدرته على تنشيط عدد من الإنزيمات التي تزيل سمية المواد المسرطنة، ودوره في تنظيم نمو وموت الخلايا الطبيعي، وقدرته على تحفيز نمو البكتيريا التي تعيش في الجهاز الهضمي، كما تعمل الكاتيكينات الموجودة في الشاي الأخضر على محاربة نواتج عملية الالتهاب النشط والتي ترفع من خطر الإصابة بالسرطان. ووجدت الدراسات التي أجريت على الحيوانات قدرة الشاي الأخضر بمنع التفاعل بين المسرطنات والجينات، مما يمنع حدوت التغيرات الجينية التي تسبب السرطان، وتعمل بعض الكاتيكينات الموجودة في الشاي الأخضر بشكل مباشر على منع نمو الخلايا السرطانية (1).
سرطان الثدي
أوضحت العديد من الدراسات قدرة الكاتيكينات الموجودة في الشاي الأخضر على الحدّ من نمو وانقسام خلايا سرطان الثدي، كما وجد علاقة عكسية بين تناول الشاي الأخضر ومعدلات الإصابة بسرطان الثدي، كما وجد في الدراسات المجراة خارج الجسم (In vitro) أنّ الجمع بين الإبيجالوكاتيكين-3-جالات (Epigallocatechin) (أحد الكاتيكينات الموجودة في الشاي الأخضر) مع التاموكسيفين (دواء مستعمل للوقاية والعلاج من سرطان الثدي) يعزز من سميّتهما لخلايا سرطان الثدي، وفي دراسات أخرى على هذا الكاتيكين، وجد له قدرة على تحفيز موت خلايا سرطان الثدي (1).
سرطان الرحم والبروستاتا
وجد أنّ تناول الشاي الأخضر باستمرار يخفض من خطر الإصابة بسرطان الرحم، كما وجد له دور في الوقاية من سرطان البروستاتا، ووجد أن الإبيجالوكاتيكين-3-جالات (أحد الكاتيكينات الموجودة في الشاي الأخضر) يمنع نمو خلايا سرطان البروستاتا ويحفز موتها، وينصح أحد الباحثين بإضافة المركبات المتعددة الفينول إلى العلاج الكيماوي والإشعاعي لتحفيز كفائتهما في موت الخلايا السرطانية والحفاظ على صحة الخلايا السليمة (1).
سرطان المعدة والقولون والمستقيم
وجدت بعض الدراسات دوراً للشاي الأخضر في الوقاية من التهاب المعدة وتخفيض خطر الإصابة بسرطانها، وفي المقابل لم يستطع بعض الباحثون إيجاد علاقة ترابطية بين استهلاك الشاي الأخضر والوقاية من سرطان المعدة، كما فشل أحد الباحثين في إيجاد علاقة بين الشاي الأخضر وتخفيض خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، ولكن يجب الأخذ بعين الاعتبار أن العوامل التي ترفع من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم تشمل التاريخ العائلي للإصابة بسرطان القولون والمستقيم، والتعرض المستمر للمسكنات (مضادات الالتهاب غير الستيرويدية)، وبعض طرق طهي اللحوم، والتدخين، وقلّة النشاط البدني، وزيادة الوزن والسمنة، والاستهلاك العالي للحوم الحمراء والمشروبات الكحولية، ووجد ترابط بين استهلاك الشاي الأخضر والوقاية من سرطان المستقيم أكبر مما وجد بالنسبة لسرطان القولون، مع الأخذ بعين الاعتبار وجود العديد من العوامل التي يمكن أن تكون قد أثرت على نتائج هذه الأبحاث (1).
خفض ضغط الدم والكوليسترول والوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية
منذ القدم، كان يستعمل الشاي الأخضر في الطب الصيني لخفض ضغط الدم المرتفع، وفي الدراسات الحديثة تضاربت النتائج، حيث وجدت بعض الدراسات التي أجريت على حيوانات التجارب قدرة الشاي الأخضر على خفض ضغط الدم المرتفع بسبب محتواها من مضادات الأكسدة، كما وجدت بعض الدراسات الإبيدميولوجية قدرة للشاي الأخضر على خفض ضغط الدم قليلاً، وفي إحدى الدراسات وجد أن الاستهلاك المتوسط للشاي الأخضر أو شاي الاولونج (120 ملل/يوم) يوميّا لمدة سنة يقلل من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم في الشعب الصيني، كما وجد أنّ الاستهلاك طويل المدى يعمل على تحسين ضغط الدم في دراسة أجريت على النساء المسنات، ولكن كما ذكرنا سابقا، فشلت بعض الدراسات في إيجاد علاقة بين الشاي الأخضر وخفض ضغط الدم.
ووجدت العديد من الدراسات علاقةً عكسيةً بين استهلاك الشاي الأخضر والإصابة بتصلّب الشرايين ومرض الشريان التاجي وتفاقمهما، ومع أن الميكانيكيات التي يحصل فيها هذا الانخفاض في خطر الإصابة والتطور لهذه الأمراض ليست واضحة تماماً، إلا أنّه يعتقد أنّ حماية الكوليسترول الضار (LDL) من الأكسدة وما يتبعها قد يكون له دوراً هامّاً، كما أن كيتيكينات الشاي الأخضر تعمل على خفض الكوليسترول في الدم وتقلل من امتصاصه، كما وجدت بعض الدراسات أن المركبات المتعددة الفينول الموجودة في الشاي الأخضر ترفع من الكوليسترول الجيد (HDL)، وبالتالي يقلل الشاي الأخضر من خطر الوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وقد لوحظ انخفاض في نسبة الوفيات من أمراض القلب والشرايين عند مستهلكي الشاي الأخضر مقارنة بمن لا يستهلكونه. ووجدت الدراسات أن الكاتيكينات الموجودة في الشاي الأخضر تحسن من ارتخاء جدران الأوعية الدموية الناتج عن تدفق الدم فيها (1).
تحسين الصحة الفموية والوقاية من تسوس الأسنان وسقوطها وأمراض اللثة
تؤثر أمراض الفم مثل تسوس الأسنان وسقوطها وأمراض اللثة على الصحة بشكل عام، وقد وجدت العديد من الدراسات أن تناول الشاي الأخضر غير المحلى بالسكر يقلل من خطر تسوس الأسنان، كما وجد أنّه يقلل من تسوس الأسنان حتى مع وجود السكر في الحمية، ووجدت الدراسات التي أجريت على حيوانات التجارب نتائج مشابهة.
كما تقترح بعض الدراسات قدرة كاتيكينات الشاي الأخضر على تخفيض احتمالية الإصابة بأمراض اللثة، وقد أوضحت الدراسات دور هذه الكاتيكينات في تثبيط عمل إنزيم الأميلاز الهاضم للنشويات والموجود في اللعاب، مما يقلل من تأثير الأطعمة النشوية البطيء على تسوس الأسنان، وبالإضافة إلى ذلك، يعتبر الشاي مصدراً جيّداً للفلور والذي يعمل جزء منه على الارتباط والتفاعل مع الأنسجة الفموية مؤثراً على عملية التسوس وسقوط الأسنان والإصابة بسرطان الفم، بالإضافة إلى دور المركبات المتعددة الفينول كمضادات أكسدة واقية من سرطان الفم والتسوس ومحاربة أنواع عديدة من البكتيريا التي تسبب التسوس، ولذلك أصبح الشاي الأخضر غذاءاً وظيفيّاً لصحة الفم، ويتم إدخاله في صناعات معجون الأسنان (1).
الوقاية من أشعة الشمس الفوق بنفسجية
تعتبر أشعة الشمس فوق البنفسجية من العوامل المسرطنة، حيث إن التعرض له باستمرار يؤدي إلى الإصابة بالعديد من أمراض البشرة مثل: سرطانات الجلد، ويعتبر الاستعمال الخارجي للإبيجالوكاتيكين-3-جالات (أحد الكاتيكينات الموجودة في الشاي الأخضر) وغيره من الكاتيكينات واقياً للعديد من أنواع الإشعاعات، ووجدت العديد من الدراسات التي أجريت على حيوانات التجارب أنّ الاستعمال الخارجي للمركبات متعددة الفينول الموجودة في الشاي الأخضرأو تناولها تقلل من خطر الإصابة بسرطان الجلد الذي يسببه التعرض للأشعة فوق البنفسجية (1).
التحكم في وزن الجسم ومحاربة السمنة
يقترح العديد من الباحثين دوراً للكاتيكينات في التحكم في وزن الجسم، ووجد في دراسة على فئران التجارب أن الكافيين والثيانين يحسّنان من تأثيرات المركبات المتعددة الفينول على وزن الجسم وتراكم الدهون، كما وجد أنّ الشاي الأخضر يمكن أن يقلل من هضم وامتصاص الدهون، كما أن الكافيين والمركبات المتعددة الفينول يعملان على رفع هرمون النورادرينالين، مما يرفع من الطاقة المستهلكة من الجسم (حرق السعرات الحرارية والدهون) (1)، ووجدت دراسة أن إعطاء مشروب يحتوي على كاتيكينات الشاي الأخضر والكافيين والكالسيوم يرفع من حرق الطاقة اليومي بنسبة 4.6%، ولكن هذه الدراسة لم توضح دور كل من هذه المكونات على حدى (2).
كما وجد أنّ إطعام أوراق الشاي الأخضر وشاي الأولونج والشاي الأسود لجرذان التجارب يخفض من وزن الجسم والدهون الثلاثية والكوليسترول الكلي والكوليسترول السيء (LDL) في الدم، ووجدت بعض الدراسات علاقة بين تناول الإنسان للشاي الأخضر وزيادة معدل الحرق في الجسم وتخفيض الوزن (2). وفي المقابل لم تجد بعض الدراسات التي أجريت على الإنسان تأثيراً لتناول الشاي الأخضر على الوزن، في حين وضّحت دراسة علاقة عكسية بين تناول الشاي الأخضر باستمرار ووزن الجسم في أشخاص الذين تناولوا الشاي الأخضر بانتظام لمدة 10 سنوات وأكثر، وتبقى الفائدة من شربه تبرر التشجيع على استعماله (1).
تحسين تحمل الجلوكوز وتحسين فعالية الإنسولين وحساسية الجسم له
وجدت العديد من الدراسات دوراً للشاي الأخضر في تحسين تحمل سكر الجلوكوز وتحسين عمل الإنسولين في الجسم، حيث وجدت إحدى الدراسات أن الشاي الأخضر يرفع من نشاط الإنسولين بسبب عمل الإبيجالوكاتيكين-3-جالات (أحد الكاتيكينات الموجودة في الشاي الأخضر) (1)، (2)، كما وجدت أنّ إضافة الليمون إلى الشاي الأخضر لم يغيّر من هذا التأثير، بينما عملت إضافة 50 جم من الحليب إلى كل كوب من الشاي الأخضر على تقليله قليلاً، وفي دراسة أجريت على جرذان التجارب وجد أن الشاي الأخضر يعمل على خفض مستويات بلازما الدم من الجلوكوز، والإنسولين، والدهون الثلاثية، والأحماض الدهنية الحرة، كما عملت المركبات المتعددة الفينول على رفع مستوى دخول الجلوكوز إلى الخلايا الدهنية، وقد أوضحت بعض الدراسات أن الإبيجالوكاتيكين-3-جالات لا يساهم فقط في تنظيم مستوى الجلوكوز في الدم، ولكنه يساعد على ترميم خلايا البيتا (الخلايا التي تنتج الإنسولين في البنكرياس) (1).
ووجد أنّ مركبات الفينول المتعددة المستخلصة من الشاي الأخضر تخفّض مستوى إنزيمات الكبد والكلى المرتفع في السكري في حيوانات التجارب، كما وجد أنّها تقلل من أكسدة اللليبيدات (الدهون) الذي يرتفع في السكري، كما وجدت دراسات الّتي أجريت على حيوانات التجارب قدرة مركبات الكاتيكين على خفض الدهون الثلاثية المرتفة في حالة السكري، بالإضافة إلى القيام بأنشطة شبيهة بالإنسولين وتحسين عمل الإنسولين نفسه (2).
فوائد أخرى
- مقاومة البكتيريا والڤيروسات، مثل بكتيريا السالمونيلا والكلوستريديوم والباسيلاس (1)، وهو معروف في الطب الصيني القديم كعلاج للإسهال والتيفوئيد، وقد أوضحت إحدى الدراسات دوراً له في القضاء على الجرثومة الملوية البابية (Helicobacter pylori) التي تسبب القرحة (1)، (2)، في حين أنه لا يؤثر على البكتيريا التي تعيش في الجهاز الهضمي، كما وجد دور للشاي الأخضر في محاربة ڤيروس الإنفلونزا خاصةً في مراحله الأولى، وفي محاربة ڤيروس الهربس البسيط (Herpes simplex)، والأدينوڤيروس الذي يسبب الحمة الغدية (1).
- مقاومة بعض الفطريات (1)، (2).
- تحسين كثافة العظام وتخفيف خطر الإصابة بالكسور لاسيّما كسور الحوض (1)، (2).
- الوقاية من التليفات، مثل تليف الكبد والجلد والشرايين (1).
- تقوية جهاز المناعة بسبب دوره في الحماية من المواد المؤكسدة والجذور الحرة (1).
- يقترح البعض إضافة الشاي الأخضر إلى الأدوية لمنع رفض الجسم للكلى بعد عمليات زراعة الكلى (1).
- تقترح بعض الدراسات الحديثة دوراً للشاي الأخضر في الوقاية من مرض باركينسون والزهايمر وغيرها من الأمراض العصبية (1).
- يفيد في لسعات الحشرات بسبب مقاومته للالتهابات ودوره في وقف النزيف (1).
- تقترح بعض الدراسات وجود علاقة عكسية بين تناول الشاي الأخضر وتكون حصى الكلى (1).
- في الدراسات الحيوانية، وجد للشاي الأخضر قدرة على خفض إعتام عدسة العين في مرض الساد (الماء الأبيض أو الكاتاراكت) (1).
- يشير البعض إلى تأثيرات مفيدة للشاي الأخضر في حالات التسمم بالكحول (1).
- يساهم تناول الشاي الأخضر في رفع كمية الماء المتناولة يوميّاً، هذا بالإضافة إلى كونه مصدراً جيّداً للعديد من الڤيتامينات والمعادن الهامة لصحة الإنسان (1).
- يستعمل الشاي الأخضر كذلك في الصناعات الغذائية، والمواد التجميلية، والتحضيرات الدوائية بسبب محتواه العالي من مضادات الأكسدة التي تجعل منه مادة حافظة طبيعيّة وفعالة (1).
أضرار الشاي الأخضر
يسبب تناول الشاي الأخضر بجرعاتٍ عاليةٍ بعض الأضرار، ولكنها في الغالب تحصل من الجرعات الدوائية العالية والتي تعطى لحيوانات التجارب أو بسبب تناول كميات كبيرة جداً من الشاي الأخضر، وليس من الجرعات العادية التي يتناولها الإنسان في حميته بشكل طبيعي، وتشمل هذه التأثيرات:
- سمية لخلايا الكبد بسبب كاتيكينات الشاي الأخضر (2) .
- الضرر التأكسدي في الحمض النووي (2).
- تضخم الغدة الدرقية (2).
- يمكن أن يؤدي تناول أكثر من 5 أكواب من الشاي الأخضر إلى العديد من الأعراض الجانبية، مثل: الصداع، والتوتر، ومشاكل في النوم، والقيء، والغثيان، والإسهال، وعدم انتظام ضربات القلب، وحرقة المعدة، والدوخة، وطنين الأذن، والرجفة، والارتباك، والتشوش (4).
كما يجب تجنب شرب الشاي الأخضر في الحالات التالية:
- الإصابة بمرض شديد في القلب.
- في الحمل والإرضاع، حيث يجب عدم تناول أكثر من كوب إلى اثنين يومياً.
- يساهم الشاي الأخضر في إدرار البول ولذلك قد يؤثر على بعض الأدوية، فيجب استشارة الطبيب قبل تناوله بكميات كبيرة ممن يتناولون الأدوية.
- يحتوي الشاي الأخضر على الألمنيوم الذي يمكن أن يؤثر على مرضى الفشل الكلوي.
تاريخ الشّاي الأخضر
يعتقد أن الإمبراطور الصيني الثاني شينونج كان أوّل من اكتشف الشاي عندما طارت أوراق عشبة الكاميليا سايننسز إلى كوب الماء المغلي الخاص به عام 2737 قبل الميلاد، وهو يعتبر بذلك أقدم شاي أعشاب على وجه الأرض، وقد تم إدخاله إلى أوروبا عام 1560 وإلى أمريكا عام 1650، وتم بيع أول شاي على أنه مشروب صحي في لندن عام 1657، حيث كان له أهمية صحية منذ القدم (6).
تركيب الشاي الأخضر
يتميز الشاي الأخضر بتعقيد تركيبه الكيميائي، حيث إنه يتكون مما يلي:
- البروتين: ويشكل 15-20% من وزنه الجاف، ويشمل الإنزيمات الموجودة فيه وبعض الأحمض الأمينية (1-44% من الوزن الجاف) (1).
- الكربوهيدرات: وتشكل 5-7% من وزنه الجاف، وتشمل السليولوز والجلوكوز والفركتوز والسكروز (1).
- الليبيدات (الدهون): مثل حمض اللينوليك واللينولينيك، والستيرولات مثل الستيجماستيرول (1).
- الڤيتامينات ب، ج، و ۿ (1).
- الكافيين والثيوفيلين (1).
- صبغة الكلوروفيل والكاروتينات (1).
- بعض المركبات الطيارة (1).
- المعادن: وتشكل 5% من الوزن الجاف للشاي الأخضر، وتشمل الكالسيوم، والمغنيسيوم، والكروم، والمنغنيز، والحديد، والنحاس، والزنك، والمولبدينوم، والسيلينيوم، والصوديوم، والفسفور، والكوبالت، والسترونيوم، والنيكل، والبوتاسيوم، والفلور، والألمنيوم (1).
- المركبات المتعددة الفينول: وهي أكثر مكونات الشاي الأخضر أهمية وتشمل مركبات الفلاڤونويد، وتشكل 300% من وزنه الجاف (2)،
وتعتبر مركبات الكاتيكين (Catechines) أهم مركبات الفلاڤونويد الموجودة في الشاي الأخضر، وتختلف كميتها بعدة عوامل منها طريقة الإنتاج والمنطقة الجغرافية لزراعته (1)، ويعتبرالإبيجالوكاتيكين-3-جالات (Epigallocatechin-3-gallate) الكاتيكين الأكثر وجوداً في الشاي الأخضر (2)، كما أنه يحتوي على حمض الجاليك وغيره من الأحماض الفينولية مثل حمض