القسم الادبي

فقرة إذاعة قصيرة عن اهمية الكتاب , مقدمة اذاعة عن يوم الكتاب العالمي

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله. مستو على عرشه، بائن من خلقه، مستغن عن عباده، متفرد بربوبيته وألوهيته، واحد في أسمائه وصفاته.

حكيم خبير، عليٌّ كبير، بارئ مصور جبار متكبر، ملك قدوس، مهيمن قوي، عزيز حكيم، غفور رحيم، عليٌّ عظيم، ملك كريم.

وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ختم به النبوات، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين. ثم أما بعد:

إن أول ما نزل من القرآن ( اقرأ ) فيها حث على التعلم والمعرفة. فمن هذا الباب العظيم، باب المعرفة، يطيب اللقاء بكم، في هذا اليوم (……..) الموافق (……..) من شهر (……..) لعام (……..).

وخير باب من أبوب المعرفة، على هذه الأرض، هو كلام ربنا القرآن الكريم، فهو أحق أن يقرأ، وأشرف أن يستمع إليه:

القرآن الكريم

قال تعالى: ﴿ اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا * مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا * وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ﴾ [الإسراء: 14 – 16].

ومن حولنا سنن نبوية، نعيش في دربها، ونقطف من ثمرها:

الحديث

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّ أبخلَ الناسِ من بخلَ بالسلامِ، و أعجزُ الناسِ من عجز عن الدعاءِ” صححه الألباني.

ومن بين الصفوف نستجمع الحروف، لنخرج بحكمة لن تفوت:

وها هي حاضرة، كلمتنا الصباحية:

حالنا مع الكتب

من أعظم وسائل العلم – بعد مجالسة العلماء – قراءة الكتب، وما أدراك ما قراءة الكتب؟

قيل: الكتب أمينة على الأسرار، صادقة في الأخبار، متجافية وقت الملل، مريحة لحظة الأسى.

وقيل: إن من علامات النبل وحسن الطالع محبة كتب أهل العلم.

وإنك لتستطيع أن تميز بين قارئ الكتب من غيره من خلال كلامه. فشتان بين ذا وذا.

ومع ذلك كله تظل نسبة القراءة قليلة جدًا، ومن علمنا بأهميتها.

فلو خصصت – عزيزي الطالب – أن تقرأ في كل يوم أربع صفحات فقط، لأصبح مجموع ما تقرؤه في الأسبوع هو ثمانية وعشرين صفحة، وفي الشهر مائة وعشرون صفحة، وفي السنة ألف وأربعمائة وأربعون صفحة، وهذا العدد كافٍ لقراءة موسوعة كاملة؛ لذا علينا أن نحاول، وأن نعقد العزم، وأن نعلم بأن القراءة معرفة وفكر وثقافة، وهي – قبل هذا – حضارة تنقلنا من مكان إلى مكان، ومن زمان إلى زمان، ولنتذكر قول الله جل في علاه: ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الزمر: 9]

كما ينبغي عند شراء الكتب أن تراعي أمورًا ثلاثة:

أمور مهمة قبل شراء الكتب
1- أن تعلم أن تكوين مكتبة – لطالب علم – لا تأتي في عشية وضحاها، في حال أكثر الناس، وهناك صنف من الناس قد كساه الله بالثراء، فله أن يُكَوِّن مكتبة في عشية وضحاها.

2- إذا أردت أن تشتري كتابًا عاجلاً، فلتقدم نوعين من الكتب:

أولاً: الكتب الأصلية في فنها.

ثانيًا: ما تحتاجه من كتب في دراسة، أو حلقة علم، أو نحو ذلك.

3- عند شرائك لكتاب، لا بد أن تراعي دور النشر التي ثمنها زهيد، حتى تضع بقية النقود في كتبٍ أخرى، وأن تتفقد الكتاب الذي اشتريته، وخلوه من العيوب الطباعية، ثم تتأكد أنه الكتاب المطلوب لا غيره.
آخر الوصايا: تتعلق بآداب متفرقات مع الكتب:

آداب متفرقات مع الكتب

أولاً: صون الكتاب وحفظه من المعايب والمثالب.

ثانيًا: مراعاة المكان الذي يوضع فيه الكتاب ونظافته ونزاهته.

ثالثًا: تتعلق بترتيب الكتب وفهرستها، عند تكوين خزانة كتب في بيت أو نحوه، فينبغي أن يرتبها المرء على حسب مقدار علومها.

رابعًا: كتابة الحواشي الجانبية والتعليقات وَفْقَ آدابها المعتبرة، ومن ذلك:

أن يكتب التصحيحات لخطأ مطبعي أو نحوه، على هامش الكتاب على جانبه، ويضع بعدها (صح) كما هو هدي المحدثين.

إذا قرأ كتابًا ثم أراد أن يقف ويرجع إليه من وقت لآخر، فيكتب عند المكان الذي وقف عنده (بلغ) كما هو هدي المحدثين.

ونستمع إلى هذه الأبيات:

قصيدة

قال الألبيري في منظومته يوصي ابنه أبا بكر بالعلم:
تفتُّ فؤادَك الأيامُ فتَّا
وتنحت جسمك الساعات نحتا
وتدعوك المنون دعاء صدق
ألا يا صاح أنت أريد أنتا
أبا بكر دعوتك لو أجبتا
إلى ما فيه حظك لو عقلتا
إلى علم تكون به إمامًا
مطاعًا إن نهيت وإن أمرتا
ويجلو ما بعينك من غشاها
ويهديك الطريق إذا ضللتا
وتحمل منه في ناديك تاجًا
ويكسوك الجمال إذا عريتا
ينالك نفعه ما دمت حيًا
ويبقى ذكره لك إن ذهبتا
هو العضب المهند ليس ينبو
تصيب به مقاتل من أردتا
وكنز لا تخاف عليه لصًا
خفيف الحمل يوجد حيث كنتا
ولا تضحك مع السفهاء يومًا
فإنك سوف تبكي إن ضحكتا
وناداك الكتاب فلم تجبه
ونبهك المشيب فما انتبهتا
ولا يغررك تقصيري وسهوي
وخذ بوصيتي لك إن رشدتا

في الختام: من أمام هذه الصفوف نلوح بالرحيل، ونعزم على المسير، إلى لقاء قريب.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

زر الذهاب إلى الأعلى