فضائل الصلاه على الرسول عليه السلام
مقدمة
في عصر الكريم المصطفى عليه أفضل الصّلاة وأتّمْ السّلام كان المختار يعلّم صحابته الكرام أمور الحياة وتعاليم الدّين الذي أتى به منْ عند خالق الأنام، فما كان يفوّت درسا ولا عبرة أو عظّة إلّا ويقتنص الفرصة كي يهدي بها صحابته الكرام، فهو النبيّّ الذي بعث للنّاس كافة، ليس كغيره منْ الرسل، ومنْ ضمن الأحاديث التّربوية الكثيرة التي كان يتحدث بها النبيّّ “عليه الصّلاة والسّلام” مع الصّحابة هي أحاديث التّأدب مع النبيّّ، ليس هذا فحسب بل أضف إلى ذلك تقدير النبيّّ ومحاولة رفع الأذى عنه، وتكريمه وإعلاء مكانته وقدره بين العالمين قدْر المستطاع، فلا تكنْ بخيلاً كما أسلف “عليه الصّلاة والسّلام” فقد قال لصحابته “رضوان الله عليهم” سائلاً لهم: أتدْرون منْ البخيل؟ فقال الصّحابة الكرام: الله ورسوله أعلم، فردّ النبيّّ وقال: “البّخيل منْ ذكر اسمي أمامه ولمْ يصّل عليّ…….”.
فإنْ كنّا ببخل بالصلاة على النبيّ فكيف سنتّبع سنّته ونقتدي بأفعاله، فكما تقول لغة العقول لا يمكن لنا أنْ نكون متميّزين ورافعين شأن هذا الرجل العظيم ونحن لا نتّبع ما قد جاء به، حتى أننّا لا نعظمه بين أنفسنا، ولا نذكره على الألسنّة كي ترّطب بذكره وبذكر الله العظيم، فحب النبيّّ والصّلاة والتّسليم موصلان بشكل كبير مع اتّباع أوامره واجتناب نواهيه وذهابنا جاهداً لرفعة الدّين الذي جاء به وإعلاء قدْره في سطور التّاريخ، وإنْ كان قد سطّر تاريخا عظيماً منْ قبل فأحرى بنا أنْ نعتّز به ونتخذه قدوة في كل مجالات حياتنا، والحديث عنْ فضل الصّلاة على النبيّّ “عليه أفضل الصّلاة والسلام ” يتطلّب منّا أنْ نحيط القارئ علْماً بهذا الرّجل العظيم، فقد لقّبه الحاكم نابليون بأنّه رجل التّاريخ، فمن هو محمد النبيّّ!؟
محمد بن عبد الله
هو محمد بن عبد الله، ولد في مكة عام 570م وقد توفته المنيّة عام 633م في المدينة المنوّرة التي كانت تسّمى سالفاً يثرب ولكنْ عندما داست قدماه الشّريفتان أرضها أسماها أهلها بالمدينة المنوّرة، يعود نسب النبيّّ وأصله لأعرق قبائل مكّة في تلك العصور، وقد كان يلّقبه النّاس قبل مجيئه بالرّسالة بالصّادق الأمين، لما في خلقه صفات تجعله أهلاً لها وأهلاً لأنْ ينعته النّاس بهذه الصّفتين، فلم يمارس عبادة الأوثان العادّة التي كان يظنها النّاس في الجاهليّة عبادة تقرّبهم لخالهم، إلى أن أتى “عليه الصّلاة والسّلام” وأنار للنّاس دروبها وعقولها وأخرجهم منْ ظلمات الكفر والتّيه إلى الإسلام ونورّه الذي يقع في القلوب، جاء النبيّّ محمد بمعجزة القرآن، هذه المعجزة التي تحوي العديد من الإعجازات فمنها العلميّة ومنها الحسابيّة ومن التّاريخية وغيرها، وهذا الذي يميزه عن غيره منْ الرسل فقد بعثه الله للنّاس أجمعين، وأيّده بمعجزة دائمة وباقية على مر العصور كلها، وعن أخلاق الرّسول الكريم فلمْ يكذب نهائياً في حياته ولم يزن ولم يرتكب أيْ من الفواحش، بل كان وكأنه قرآناً يمشي على الأرض كما وصفته أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- كان قرآناً يمشي على الأرض”، وقضى حياته في سبيل هذه الرّسالة الإلهية التي بعث فيها وقد كانت آخر كلمات له في حجّة الوداع حيث قال: “اليوم أتممت لكم دينكم”.
فضلْ الصّلاة على النبيّّ
للصّلاة على النبيّّ أفضال كثيرة جداً، وقد وردت الأحاديث والآيات في هذا الموضع بشكل كبير، حيث أجمع العلماء أنّ حكمها الوجوب، فهي واجبة في الصّلاة عند التّشهد، وتجبْ عليك عندما يذكر اسم النبيّّ أمامك، وهي واجبة في الشّهادتين، أمّا عن الآيات والأحاديث كثيرة ومنْها قوله تعالى في سورة الأحزاب:”إنّ اللّه وملائكته يصلّون على النبيّّّ يا أيّها الّذين آمنوا صلّوا عليْه وسلّموا تسْليماً”، وقد ذكر عليه الصّلاة والسّلام في وصف البخيل بأنّه الذي لا يصّل على النبيّ حين سماع اسمه، وقد ورد في الأثر عن فضل المصّلين على الرسول فقال -عليه الصّلاة والسّلام-: “أقرب النّاس إلى يوم القيامة، هم أكثرهم صلاة عليّ”، وحين نريد أنْ نلخص فوائد وفضائل وثمرات الصّلاة على النبيّّ في نقاط فيمكن تمثيلها في التّالي:
- طاعة لأمر الله، وطاعة الله منْ أجمل الأمور التي تكسبنا الرّضى
- قبول الصّلاة على النبيّّ منْ الخالق “عزّ وجّل”
- قبول الصّلاة منْ قبل الملائكة وموافقتهم أيضاً
- مضاعفة الأجر فتحصل على عشرة أضعاف منْ عند الله
- يمسح عنك الخالق عشرْ خطايا وسّيئات بالمثل
- إجابة الدّعوة منْ عند الله حين الصّلاة على النبيّ
- منْ يصّل على النبيّ ينال شفاعته يوم القيامة
- تعدْ الصّلاة على النبيّّ منْ أسباب المغفرة ومسْح الخطايا
- بها تزول الهموم
- تجعل المسلم أكثر حباً وقرباً من النبيّّ الكريم
- يمكن اعتبارها على أنّها صدقة، فالكلمة الحسنّة صدقة
- تعد الصّلاة على النبيّّ سبباً في حصولك على صلوات منْ الله وملائكته
- تشعر المسلم بالزّكاة والحلاوة في نفسه
- تجعل المسلم قريباً منْ الجنّة وتبشره بحسن الخاتمة قبل الموت
- بشفاعة النبيّّ ننجو من أهوال يوم الدّين العظيم
- تعد سبباً مهما في عدم نسيان النبيّّ “عليه الصّلاة والسّلام”
- إنْ ذكر النبيّّ في مجلس فقد طاب المجلس وأهل الذّكر فيه
- تعد الصّلاة على النبيّّ، سبباً في إبعاد الفقر عن المصلّي
- تنفي الصّلاة على النبيّّ المصطفى صفة البخل عن المصّلي، كما ورد في حديث النبيّّ
- تكسبنا رحمة الله
- ذكر النبيّّ يجعل المسلم في بركة وخير
- تعد الصّلاة سبباً مهماً في إتمام الحديث بشكل رائع
- تعد الصّلاة على الحبيب باباً للفرج ونفي الضّيق والغمْ
- تتضمن الصّلاة شكر الله الخالق، كما وترّطب ألسنتنا بذكره
- تكسبنا محبة الحبيب، فيحبْ الرسول أولئك الذين لا يلبثون إلّا ويصلون عليه في كل مقال وموضع
- تعدّ أيضاً سبباً في هداية العبد وصلاح حاله
- بعد الإكثار منْ الصّلاة على النبيّّ كمقام شيخ أو معلّم مربي، يظل مصاحباً للمسلم حتى يقوده للحقْ ولا شيء سواه
هذه كانت بعض نقاط يمكن أنْ نلخص بها فضّل الصّلاة على المصطفى العدنان، ولكنْ إن جئنا لإحصائها فحتماً سوف يعجزنا العدْ، فثمرات الصّلاة على النبيّّ ليست قليلة بل هي تكاد تكون غير معدودة، ولكنْ عند الحديث والفضائل للصّلاة على النبيّّ يجب أنْ نعرف كيف تكون هذه الصّلاة، وهل لها شروط؟ وما هي الكّيفيّة؟
كيفيّة الصّلاة على النبيّّ
لا يشترط في الصّلاة على النبيّّ الكريم أنْ نتّبع نصاً واحداً فحسب، ولكنْ هناك العديد منْ أنواع الصّلاة، فأولها وأفضلها هي الصّلاة الإبراهيمية التي نذكرها في صلاتنا، أمّا عن النّوع الثاني فتكون بعد سماع الأذان ونقول: “اللهم ربّ هذه الدّعوة التّامة……..” أمّا عن النوع الثالث الذي اختصره العلماء ولم يشككوا في ثوابه وأجره وهي أنْ نقول: اللهم صلّ وسلّم على رسول الله.
فالصّلاة على النبيّ ليست أمراً منْ الأمور التي تثقل النّفس وتتعب اللّسان، بل على النّقيض فهي تشرح صدر المسلم، وترطّب لسانه بالذّكر، وتجعله أكثر حباً للنّبي، فلا أعظم منْ أنْ يسقينا بيديه الشّريفتين يوم القيامة، فلا نظمأ بعدها أبداً، والثّواب الأعظم وهو نوال الجنة ونعيمها الدّائم الذي لا يزول ولا ينقطع، فبها خلود بلا موت، ونعيم دون انقطاع.