عندما يشكو الطيب مصطفى
(1)
> لن يتخيل أي شخص، مشارك او معارض للسلطة، ان يصل الوضع الى ذلك الحد الذي يجعل الطيب مصطفى يكتب بهذه اللغة، عاكساً للصورة وناقلاً لها وهو يكتب تحت عنوان (أأيقاظ بنو أمية أم نيام؟) على طريقة الشاعر الأموي نصر بن سيار الكناني.
> هذا ليس تحريضاً على الطيب مصطفى وانما تثمين لشجاعته، فكلمة الحق جديرة بالثناء والتقدير في كل الاحوال ومن كل الاشخاص.
> وان كان اختلافنا الوحيد مع الطيب مصطفى حول قول نصر بن سيار الكناني (أرى تحت الرماد وميض نار وأخشى أن يكون لها ضرام) ــ يرتكز على ان النار الآن فوق الرماد وليست تحته، وهي ليست (وميض نار) ويمكن ان يكون لها ضرام حسب خشية نصر بن سيار الكناني والطيب مصطفى من بعده، وانما هذه النيران لها (ضرام) وليس في ذلك شك، وهو ضرام مشهود وثابت تعدى مرحلة الخشية منه.
(2)
> لو كتب أي شخص عن الصفوف التى تمتد من اجل (الخبز) و (الغاز) و (البنزين)، وامام الصرافات الآلية، لن يتوقع ان يصل الحد الى ذلك المستوى الذي اشار اليه الطيب مصطفى في زاويته الشهيرة في الغراء (الصيحة).
> ترى ماذا يقول الاستاذ اسحاق احمد فضل الله عن تلك الكلمات التى شهد بها الطيب مصطفى؟
> الحكومة عليها ان تتحسس كلمات الطيب مصطفى رئيس منبر السلام العادل وناشر صحيفة (الصيحة) ورئيس لجنة الاعلام في البرلمان السوداني، بشيء من الصدق والخوف والمصير الذي يمكن أن يكون أسوأ من الآن.
> الطيب مصطفى الذي ظل مدافعاً عن الحكومة ومراهناً عليها يكتب بهذه اللغة ــ فماذا يكتب الآخرون؟ ــ الاكيد ليست في الامر (مؤامرة) وليست هناك شبهة (عمالة) او استهداف للنظام من قبل الباشمهندس الطيب مصطفى.
> هذا الطيب مصطفى الذي مازال يدافع عن (الانفصال)، يكتب هذه الكلمات التي تكشف يأس الطيب مصطفى وحسرته الكبيرة.
(3)
> الطيب مصطفى كتب في زفراته الحرى: (لكي تصدقوني أذكر لكم مصدري فقد استعنت بالأمس عصراً بأحد معارفي (محمد السيد البدري) فوقف في الصف ساعتين كاملتين ليحصل على بعض الأرغفة.. تحدث عدد ممن قابلتهم صباح وظهر الأمس، وبعضهم من أهلي، عن كيف كان معظم المصطفين يصبون جام غضبهم على الحكومة.. هذا ليس حال صف واحد وإنما جميع الصفوف التي أقدر أنها ربما لا تقل عن الألف في مختلف أنحاء العاصمة.. استفتاء يعبر عن حالة من الغليان لا أجد مثيلاً لها غير ما عبر عنه نصر بن سيار .. بعضهم أورد نتيجة استفتاء (أون لاين) متداولة في الواتساب فكانت النتيجة مدهشة ومخيفة .. لن أذكرها هنا بالرغم من أني أكاد أصدقها، فقد بلغ السيل الزبى والروح الحلقوم (وبنو أمية) يغطون في نوم عميق).
> وكتب الطيب : (أجزم بأن الشعب السوداني قد صبر على هذه الحكومة كما لم يصبر في تاريخه الطويل بعد أن أذاقته (الانقاذ) من صنوف التضييق والقهر ما لم يشهده طوال سنينها الماضيات، بل قبل أن تجثم بكلكلها على جسده المنهك).
> هذا كلام الطيب مصطفى ــ احتاج الى ان اذكر بين الفينة والاخرى بكاتب المقال.
> وكتب الطيب : (رأيت بعض النساء قبل أيام في فرع أحد البنوك بعيني رأسي يبكين، وكتبت عن ذلك متحسراً بعد أن رأيت كيف فقد الناس الثقة في النظام المصرفي الذي يصعب أن يستعيد تلك الثقة بعد أن رأى الناس نجوم الليل في وسط النهار قهراً وعذاباً والدولار يتمطى لا يوقف تمدده كل معالجات البصيرة أم حمد القابضة على حلقومه وتوشك أن تزهق روحه، أما التضخم وغلاء الأسعار فحدث ولا حرج فلا حول ولا قوة إلا بالله).
> وكتب: (انقطاع للمياه الأيام ذات العدد في كثير من أحياء العاصمة .. بات الناس لا يسألون عن اتساخها (وعكورتها) لأن مجرد وجودها مهما بلغ اتساخها وتلوثها هو عين النعمة .. قطع للكهرباء بسبب من (مطيرة) أو بلا سبب وهكذا هو حالنا).
(4)
> هذه شكوى الطيب مصطفى.
> نحن في انتظار شكوى إسحاق أحمد فضل الله ــ فترقبوها!!