متفرقات

علي بن ابي طالب والهجرة

علي بن ابي طالب والهجرة

لقد كانت الهجرة من مكة لمكرمة إلى المدينة المنورة ،نتيجة دراسة مستفيضة لأحوال البلاد والعباد في الجزيرة العربية. هدى الله تعالى رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بعد البحث الشاق والاتصال الدائم بالناس والوفود من القبائل العربية إلى مهاجره، وأخبر الصحابة بذلك، فقد أراه الله إياه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :إني رأيت دار هجرتكم بسبخة ذات نخل بين لا بتين ، وهما الحرتان

وهاجر المسلمون وانتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم الإذن من ربه بالهجرة ، و بقي معه نفر من أصحابه كأبي بكر الصديق و علي بن أبي طالب رضي الله عنهما

ولما أذن الله تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم بالهجرة ، جهز نفسه ، ولكنه فطن إلى أمانات و ودائع كان رجال من قريش قد وضعوها عنده لأمانته وصدقه. غن نفسه لم تحدثه لحظة واحدة بغصبها أو جحدها ، وأخذها معه لينفقها لمصلحة المسلمين ، وانتقاماً من أهلها الكافرين الشائنين المعادين ، الذين يتآمرون على حياته صلى الله عليه وسلم و هم قد آذوه وآذوا أصحابه قبل الهجرة

لقد شغل رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف تعود هذه الامانات إلى اهلها كاملة غير منقوصة ،فاتخذ قراره بأن يبقي رجلاً تتعرض حياته للخطر ، ينام في فراشه صلى الله عليه وسلم ليوري على المشركين الذين صمموا على قتله وليرد على أهل الأمانات اماناتهم

لقد كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه هذا الفدائي الذي استعد إلى ان ينام في فراش الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكانت حياته معرضة للخطر، إذ في أي لحظة يهجم أولئك الوحوش على من في الفراش ليضربوه ضربة رجل واحد ويتفرق دمه بين القبائل وهم يظنونه محمداً ، وهو علي بن أبي طالب رضي الله عنه

لقد بقي علي بن أبي طالب في مكة حتى ردت الامانات إلى أهلها ، ثم توجه مهاجراً إلى المدينة ليلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم والذين آمنوا معه ، يمشي بالليل ويكمن بالنهار حتى تورمت قدماه وتشققت من كثرة المشي ، ولما رآه النبي صلى الله عليه وسلم رق لحاله ودمعت عينه رحمة به

المراجع

د. محمد عبدالقادر أبو فارس, 1987. ثلة من الأولين . عمان -الاردن. دار الارقم للنشر والتوزيع

زر الذهاب إلى الأعلى