هل كنت سعيداً بما حدث في فرنسا … هل ارتوى صدرك من الغلّ .. أحسنت يا سيدي فقد حصلت اليوم على تذكرة سفر الى عالم الغابة .. وامتلكت هوية حيوان لا يفهم شيء في الانسانية .. القتل اجرام بحق الله نفسه فما بالك بحق البشر .. إذا كان موت الآخرين هو دواء قلبك المريض .. فاعذرني أن أقول لك أن السرطان اللإرهابي قد تغلغلّ من قلبك الى عقلك .. وصرت تعيش على شربة ماء لإسمها ” هذه بضاعتكم ردّت إليكم ” البضاعة لم تردّ الى أحد أيها التافه .. بل يدفع ثمنها شعب حكومة تافهة … حين يشفي غليل قلبك موت النساء والأطفال والرجال في الشارع .. فلماذا تنهق مثل الحمار حين يقتلون الاطفال والنساء والرجال في مدينتك … إنه الحقد يا سيدي الانسان … لقد ابتعلك حتى صار الموت حقّ على كل من لم يهتفّ لك بالتنديد والتهديد .. الانسانية ليس لها جغرافيا .. اذا كنت إنسانا ضد الاجرام .. فأنت انسان في كل خرائط العالم … أما أن تضحك وتقول فليذوقوا ما سكبوه لنا في صحوننا .. فللأسف أنت لست أشرفّ ممن داس البشر في الطريق من دون ذنب ولا فتوى حقيرة من شيخ حقير ما زالت ذقنه مبللة بماء المطر في برج ايفل ..؟؟
أنا لا أتشفى بموت الاخرين .. ولا أعترف أن هذا جزاء كل من تآمر على بلدنا .. من تآمر لم يكن بائع مسكين في الشارع ولم تكن امرأة تشتري ورداً لزوجها .. ولم تكن طفلة ترقص وتلهو في الطريق … ولم تكن أماً تفرح بعيدها الوطني مع أبناؤها … هل سمعتم عن وزير مات في الدهس .. هل سمعتم عن رئيس المخابرات مات في الدعس .. هل سمعتم عن واحد ممن تآمروا على بلدنا مات ولو من باب الصدفة .. لن تقرأوا هذا ولن تسمعوا هذا .. ولكن قلوبكم المملوؤة بالقهر وصلت الى مرحلة الحقد .. حتى صار موت طفلة في الشارع بلسمّ على قلوبكم وكسر عظم رجل عجوز مرهم لأحزانكم … لا وعذرا منكم أيها العرب .. هذه ليست إنسانية .. هذه قصة حمار جحا حين قررّ أن ينتقم من جحا فكسر قدمه …هل تعرفون لماذا .. لأنه بكل بساطة حمار ..؟؟
نحن ضد كل إجرام بحق البشر .. لا يهمني كان عربي أم غربي .. كان سني أم شيعي كان أرذوكسي أم كاثوليكي….. , لا يهمني ما هو دينك ولا بلدك ولا اسمك … الاجرام هو الاجرام .. ولو كان بحق حيوان هو اجرام فما بالكم بحق الانسان … ما حدث في فرنسا سيتكرر ولن يكون جديدا .. سنقول هذا ذنب سياساتهم .. ولكن ما ذنب شعبهم .. ستقول لي وما ذنب شعبي .. ولكن من يقتل شعبك هو من أبناء شعبك وممن ضحكوا عليهم كي يدافعوا عن شعبك .. الأمر لا يحتاج الى المتاجرة بالوطنية يا سيدي المثقف أو الجاهل … الأمر لا يحتاج الى ألواح موسى كي نعترف أن القتل حرام بحق الله .. ولا يحتاج الى أنجيل لوقا كي يثبت أن خدك الأيمن ليس أشرف من خدك الأيسر .. ولا يحتاج الى القرآن كي تصدقّ أن القتل عند الله من أعظم الجرائم …؟؟
لو ماتت أمك أو أختك أو أحد من اقربائك في هذا التفجير .. ماذا كنت ستقول .. هل هذا عمل ارهابي حقير .. أم أنك ستكبرّ وستعدّهم من الشهداء عند ربهم .. حينها اسمحي لي أن أقول لك أنت وربك وما تعبد تحت قدمي هذه … كما قالها الشيخ محي الدين ابن عربي .. لأن ربك صار مجرم حرب يعدك بجنة عرضها السموات والأرض وأنت لا تستحق حتى شبرا في الأرض .. هل سمعت عن قصة الفاجرة التي دخلت الجنة لأنها أسقت كلباً في الطريق وهل سمعت عن القوّامة العبّادة الصائمة التي دخلت النار لأنها لم تطعم هرة .. الدين ليس طريق الحرير لتجارتك القذرة .. الدين لله وليس بقتل عباد الله …؟؟
أن تقرر أنك ليس حيواناً .. ليس معناه أنك ستخون شعير بلدك … وأن تقررّ أن قتلّ الأبرياء جريمة …. ليس معناه أنك حقير خائن لا يهمه دم أبناء بلده .. لست هنا في نزال طويل في حلبة إسمها خيانة الوطن … الأمر كله أن هناك ما يخدش إنسانيتك .. يجرح قلبك .. يكسر مشاعرك .. الجريمة ليس لها جغرافيا .. والارهاب لا دين له .. وأن تصرخ بكلمة الحق ليس معناه أنك نبي .. وأن تصمت ليس معناه أنك شيطان أخرسّ .. فلا نحن أنبياء ولا نحن شياطين .. نحن بشر بكل بساطة .. وأنا أرفض باسّم انسانيتي قتل أي واحد باسّم الدين .. وأرفض باسّم ديني أن تلفقّ تهمة الارهاب اليه .. لأن مجرد حثالة قرروا أن ربهم ينتظرهم في حفلة عشاء على شرف الرسول في الجنة ….؟؟