على العنان قصة طفولة بريئة تتمناه بشغف و لاتدري مايٌخبِأه لها !
طفولة بريئة تتمناه بشغف و لاتدري مايٌخبِأه لها !
_كانت طفلة شقية جداً تٌتعِب والدَتها بِكثرة الطلبات و الأسئلة التي لا تنتهي من جهة ،والشغب داخل المنزل من جهة أخرى ،،
حلوة وذكية ،،تفهم كل مايدور من حولها خصوصا ماتريده وتحبه ،،تتذكر كل صغيرة وكبيرة،، فإذا وعدها احد والديها بشيء يجب إحضاره ،،
كانت تردد دوما أنا الأخت الكبيرة في المنزل ويجب أن أرتدي ماأريد، أن أضع مساحيق التجميل، وأشاهد البرامج التي تعجبني …وككل صباح تقيس طولها بالقرب من والدتها ….
نفس الكلام تردده يوميا على مسامع والدتها التي تعبت من إفهامهما و إقناعها أنها ما زالت صغيرة على هذه الأمور،، ولا يمكنها وضع المساحيق ولو داخل المنزل !!
ولأنها لا تحصل على ما تريد زاد شغبها و اصبحت تصرفاتها لا تطاق،،
في يوم وضعت المساحيق بكثرة على وجهها و همت بالخروج للعب لكن والدتها رأتها فلم تجد إلا العقاب وسيلة أمامها،، لتفهمها أن ما فعلته خطأ ولا يجب تكراره،
انتهى العقاب و خرجت من غرفتها ،، تقدمت وقالت لوالدتها : أنا الآن كبيرة وأنت دائما تعاقبينني، لذى فأنا لم أعد أحبك ،،!
انحنت والدتها على ركبتيها و امسكتها من كتفيها فالتقت نظراتهما ثم قالت: طيب حبيبتي بنظرك لماذا عاقبتك اليوم ياترى ؟
اردفت وبدأت تنظر هنا وهناك هروبا من عيون والدتها وقالت : لاأدري ماما لقد نسيت…قالتها بإبتسامة بريئة ماكرة ،،
فأجابتها والدتها :إذهبي للحمام وأنظري لوجهك وستتذكرين ولاتعودي إلا بعد غسله جيدا بالصابون ،،
مرت الأيام على نفس المنوال احيانا تكون هادئة مطيعة وأخرى مشاغبة وعنيدة ،،
إلى أن جاء يوم تعدت فيه الحدود وعبثت بأشياء والدها وأوراقه المهمة ،،هنا تحدث الوالدين بخصوصها واتفقا على خطة محكمة علها تنفع معها،،
لم يعاقبوها على شيء تفعله ومر اليوم وهي سعيدة بذلك، في الغد أيقظتها والدتها بعد الفطور قالت لها والدتها :قومي بغسل الأواني حبيبتي فأنت الأخت الكبيرة هنا ،،
كانت سعادتها لاتوصف وهي تقوم بغسلهم بمرأى من والدتها التي تراقبها خوفا عليها ،،
وعند إنتهائها قالت :سأشاهد البرنامج الفلاني فأنا أصبحت كبيرة ماما صح ،”طبعا حبيبتي إذهبي لمشاهدته “ردت عليها الأم بإبتسامة …..
بعد إنتهاء البرنامج نادتها والدتها :إذهبي ورتبي غرفتك جيدا كبيرتي وتعالي لمساعدتي في الغداء قبل مجيئ والدك ،،
_لكن ماما أريد مشاهدة الثاني…هيا هيا حبيبتي يجب أن يرى والدك كيف أصبحتِ كبيرة ،،
وقفت بتكاسل، بعد إنتهائها من الترتيب توجهت للمطبخ لتساعد والدتها والتي أكثرت عليها بطلباتها التي لا تنتهي:
احضري هذا …اغسلي هذا… اعيدي هذا لمكانه….،،
بعد حضور الوالد، وضعت مع والدتها الطعام على المائدة، جلسوا جميعا لتناول الغداء، فكان والداها يراقبانها وهي تأكل بتعب وإرهاق ظاهر،،
بعد مرور أيام قليلة على نفس المنوال بين مساعدة والدتها في الأعمال المنزلية من جهة وعمل ماتريد من مشاهدة التلفاز ووضع المساحيق وشراء ما تريد من ملابس، من جهة اخرى،
جاءت الطفلة ذات مساء وجلست بجانب والديها :أحبك أبي كثيرا وقامت بضمه ،حضنها والدها بإبتسامة وأنا ايضا أحبكِ كبيرتي ،، أصبحا ينادونها بالكبيرة على الدوام ..
شعر بها تتقلص وإبتعدت لتنظر لوالدتها أحبك أنت أيضا أمي .. إلتقت نظرات والديها وإبتسما …..
فجأة قالت لهم : لاأحب مساحيق التجميل ولم تعد تعجبني تلك البرامج ….وإنفجرت باكية وهي تردد ” لا, لا أريد أن أكون كبيرة ،ما مازلت صغيرة …. وأأريد اللعب بألعابي و دراجتي خارجاً.”
إنفجر والديها ضحكا في غرفتهما بعد أن نامت صغيرتهما وهما يتذكران قولها وحالتها المزرية ،،
وتغيرت تلك الطفلة المشاغبة والتي أصبحت كبيرة بالفعل بتصرفاتها المعقولة .
مخرج :
كبرنا وندمنا على رغبتنا المُلحة عليه !