على العنان قصة روح و جسد
روح و جسد
جلس الرجل و زوجته ينتظران وصول الضيوف…. كانوا متلهفين و فرحين كل الفرح…. انقسم المنزل إلى قسمين قسم سعيد حذر و قسم حزين خائف….أخيرا جاء الآخرون، استقبلهم الأب بابتسامة ماكرة و نظرة خادعة ، بينما فتحت زوجته فمها الواسع و أطلقت العنان لزغردة شيطانية ملؤها نفاق و كذب…..تصافح الجميع و التقت الوجوه و الأكتاف…..
بدأت الزوجة بتصفح الهدايا و المُقتنيات التي احضرها الضيوف الكرام….. كان أبرزها السكر….. قوالب السكر و بعض الملابس التقليدية و الداخلية…… جلس الزوج الكريم بجانب الضيف الكبير و تفرق الضيوف الآخرون في الغرفة الضيقة….. أحضروا المشروبات و بدؤوا في الحديث عن المناسبة القادمة و عن العريسين…….
كان العريس جسدا ضخما لا يفهم شيئا في الحياة، كل ما يعرفه هو أن بإمكانه شراء البشر و الحجر بالمال و بسيارته الراقية التي جلبها معه من الخارج. أما العروس فقد كانت روحا و قلبا لا تفهم شيئا في المال و في الجسد، أغلقت على نفسها في غرفتها و بكت كثيرا بسبب قسوة أبيها و حقد زوجته….. لم تجد من يواسيها باستثناء أختها الصغرى التي بكت معها….. لم ترغب في الزواج و هي في سن السبعة عشر…. لم تقبل الزواج بذلك الجسد، لكن من يعيرها انتباه او يسمع صراخها…. لا أحد ليساعدها…..
اتفق الأحباب على قدر 10000 درهم كصداق مبارك و حددوا موعد للعرس المشئوم دون علم العروس….و حان وقت رؤية القمر الجميل….. أراد الجسد الضخم و ذووه أن يروا الفتاة…. ذهبت الأم، صعدت السلالم و طرقت الباب…. لم تفتح الجميلة….
عادت الزوجة للجلوس بجانب زوجها و أخبرتهم بأن الجميلة شديدة الفرح و بانها تُعد نفسها للقدوم…. وضعت الزوجة رجلها تحت المائدة و وضعتها فوق رجل زوجها… مرت الرسالة، ابتسم الزوج من جديد و غادر المكان متوجها إلى الطابق الثاني…..
لم يطرق الباب بل خلعه من مكانه…. دخل و وجد الفتاتين…. صفع الصغيرة خرجت و ركل العروس…..” انظري يا أيتها الحمارة، لا تُحاولي أن تفعلي ما تريه في الأفلام التركية…. هيا انهضي، اغسلي وجهك و تظاهري بالفرح لدقيقة و عودي لبكائك من جديد يا تعيسة…. ألا تُحبين الذهاب للخارج يا غبية…. كلنا سنستفيد من هذا الزواج…”…
عاد الوالد لمكانه و ظهر القمر مستحييا…. نادتها أم العريس لتقبله قائلة” تبارك الله عليك يا بنتي…” قبلتها الفتاة دون أن تنظر إلى الجسد الذي كان ينظر لجسدها نظرة شهوانية….. عادت الفتاة لغرفتها و غرقت في دموعها من جديد…..
فكرت الصغيرة كثيرا و بحثت عن حلول…. حان وقت العرس و الفرح…. زينوها و البسوها أحلى الحلل و انفضوا من حولها…يريدون جسدها الآن و عليها أن تصبر و تسلمه لهم…. جاء المرسول بسيارته لأخذها لسجنها الجديد…. أغلقت الغرفة بعد خروج الجميع و قررت تسليم جسدها كما أراده الحبيب بكت و تمنت أن تنفصل روحها عن الجسد
….. خرجت روحها من ذلك الجسد الجميل و تركته مرميا على السرير….
طرقوا الباب كثيرا…… كسروه و دخلوا ليجدوا الجسد ممدا و مستعدا……دون روح….