على العنان رواية موعظه من رجل جـآوز آلـآربعيـن
أنا رئيس مهندسين متزوج ولي طفلان وجاوز عمري الأربعين.
وددت أن انقل إليكم ملاحظات في الحياة ببساطة وصدق ،
بعد هذا العمر الطويل وصلت إلى حقيقة إن الحياة كذبة يعيشها
أكثر البشر فصدق الله تعالى عندما يقول ((مَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ))
، فعندما استرجع ذكرياتي أراها كالحلم أو كالطيف فالسعيد منها كالحلم الجميل
ذهبت منه السعادة والمتعة والذكرى الحزينة كالطيف ذهب حزنها وهمها وبقيت الذكرى
منها والعمر الذي مضى كأنه ثواني انقضت وكأنك لم تعش إلا اليوم ،
وأما العمر فقد مضى كثيرَه ولم يبقى إلا القليل منه وظهر الشيب
وكثُر ووهن الجسم وكثرت الأوجاع وأما الدنيا فكثُرت فتنُها
وهمومُها و ازداد كدرها وأصبح الموت منتشرا في الشوارع
لا تأمن إذا خرجت أن ترجع سالما ، فما بقي من الدنيا …
لم يبقى إلا صلاة صليتها في يومٍ ما أو عملٌ صالح ترجو أن
يكون قد تقبله الله منك فكتبك في أهل الجنة أو ذنب عملته
لا تدري لربما سخط الله به عليك فكتبك بسببه في أهل النار
ولا تدري أقبرك روضة من روضات الجنة أم حفرة من حفر النار.
أحبائي في الله يقول الرسول صلى الله عليه وسلم
(نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ، الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ )
فاغتنموا شبابكم وصحتكم بالعبادة وقيام الليل والصوم والعمل الصالح
واستفيدوا من وقت الفراغ وتجنبوا الكبائر المقيتة المدمرة
كالمخدرات والخمر والزنا فان مُتعتها لحظاتٌ تنقضي وأثرها
يدوم طول العمر وشرها عظيم على الصحة والنفس والعمر.
فأحبائي انقضى العمر والأملُ فيكم انتم أن تعمروا
ما خربنا وان تكونوا أفضل منا وان تُسعدوا في الدنيا
بالأعمال الصالحة النافعة وان تُسعَدُ الدنيا بكم بان تجعلوها وسيلة
لا غاية وسيلة توصلكم إلى الجنة.