علماء الارض
لا يخفى على كائن من كان أن الأرض هي الكوكب الوحيد القابل للحياة في هذا الكون، بحيث خلقه الله تعالى؛ لتعيش عليه جميع الكائنات الحية من حيوان ونبات وإنسان، لهذا فإن هذا الكوكب يحتوي على العديد من التفاصيل ليصبح ملائماً لجميع هذه الكائنات والمخلوقات، فهو يتكون من الغلاف الجوي وطبقة الهواء، كما أنه يتكون من اليابسة والمحيطات والمياه التي تشكل نسبة كبيرة منه، وتتكون الأرض من طبقات تبدأ من لب الأرض وتنتهي بـسطح الأرض وهو السطح الذي يستخدم للمعيشة والزراعة والعمران والتنقل، كل هذه الأشياء وغيرها العديد من الأشياء تشكل البيئة الحاضنة للحياة، لذلك توجب فهمها وعرفة مسببات الظواهر التي تحدث على سطح الأرض، حتى يستطيع الإنسان وباقي المخلوقات العيش بأفضل شكل من أشكال الراحة على سطح الكرة الأرضية، والتعامل مع هذه الظواهر بحيطة وحذر، والأهم من ذلك التنبؤ بهذه الظواهر وخصوصاً الخطيرة منها كالزلازل والبراكين والأعاصير والتسونامي وغيرها، ليستطيع الإنسان حماية نفسه والوقاية منها، نظراً لما تشكله من خطر شديد على حياة الإنسان وعلى كافة أشكال الحياة على سطح الكرة الأرضية.
تهتم علوم الأرض أو الجيولوجيا بدراسة ومحاولة فهم كافة المسببات والظواهر التي تحدث على سطح الأرض، وفهم التراكيب الداخلية والخارجية والتربة والتضاريس ونشاتها وتكونها، كما أنها تدرس كافة ارتباطات الأرض بالكواكب المحيطة وبالكون والمجموعة الشمسية، نظراً لأهمية ذلك في تحديد ما له علاقة بالإنسان. يتفرع من علم الأرض العام عدة علوم فرعية ومتخصصة منها علوم التربة وعلوم المعادن وعلوم الزلازل وعلوم الصخور وعلوم الجيوفيزياء وعلوم طبقات الأرض وعلوم الجيوكيمياء وغيرها.
فعلم الأرض هو علم هام جداً وحيوي لدرجة قصوى، ذلك أنه يكشف وينقب عن خفايا الأرض وما بتعلق بها من ظواهر، ويستخدم لاستخدامات عديدة منه ضرورة معرفة الظواهر الطبيعية والأماكن المناسبة للمعيشة والزراعة، ومعرفة الصخور وأماكن وجود الثروات المعدنية والمعادن في داخل الأرض، حتى تستطيع الدول التصرف بها وإنعاش اقتصادها عن طريق استخراجها، كما أن طبقات الأرض مهمة في معرفة تكوين الأرض والظواهر المتعلقة به، ومعرفة الغلاف الجوي ومحاولة حمايته نظراً لما يتعرض له من محاولات تلويث جاءت بسبب سوء التصرف البشري، ومنه نرى أن علم الأرض وفروعه المختلفة ضرورية لمعرفة الأماكن الملائمة لمعيشة الإنسان، من حيث أقلها ضرراً بصحته وأكثرها احتواءً للماء والمعادن والثروات الطبيعية المختلفة، والتي تساعد الإنسان على معيشة أفضل، من هذا كله يجب الاعتناء الأكثر بهذا العلم الهام خصوصاً في الدول العربية والتي يعاني فيها هذا العلم من تهميش ملحوظ.