علامات الإعراب في الأسماء
علامات الإعراب في الأسماء
ما يعرب بالحركات
الاسم المفرد :
تعريف الاسم وعلاماته ـ
الاسم كلمة تدل بنفسها على معنى لشيء محسوس ، أو غير محسوس ، ولم تقترن بزمن .
فالشيء المحسوس نحو : رجل ، وفرس ، ومنزل ، وشجرة … إلخ .
وغير المحسوس نحو : أمانة ، شجاعة ، ضمير ، حلم ، قوة … إلخ .
علاماته :
للاسم علامات متى وجدت علامة منها دلت على أسميته ،
وهذه العلامات هي :
1 ـ الجر سواء بحرف الجر ، أو بالإضافة :
من علامات الاسم قبوله دخول حرف الجر عليه .
نحو : استعرت من صديقي كتاب العلوم .
فكلمة ” صديقي ” اسم لأنها مجرورة بحرف الجر .
ـ ومنه قوله تعالى : { يخرجونهم من النور إلى الظلمات } .
فـ ” النور والظلمات ” كل منهما اسم لأنه مجرور بحرف الجر .
وكذلك جره بالإضافة . نحو : كتاب العلوم جديد .
فكلمة ” العلوم ” اسم لأنها مجرورة بإضافتها إلى كلمة كتاب .
ومنه قوله تعالى : { واخفض لهما جناح الذل من الرحمة }1 .
فـ ” الذل ” اسم لأنها مجرورة بالإضافة .
2 ـ دخول ” أل ” التعريف عليه سواء أكانت أصلية .
نحو : الطالب المجتهد ينجح في الاختبار .
ـ ومنه قوله تعالى : { فالق الإصباح وجعل الليل سكنا } .
فـ ” الطالب والمجتهد ، والاختبار ، والإصباح ، والليل ،
والشمس ، والقمر ” كل منها اسم
لدخول ” أل ” التعريف الأصلية عليه .
أم زائدة . نحو : اللات والعزى صنمان في الجاهلية .
ـ ومنه قوله تعالى : { أفرأيتم اللات والعزى } .
فـ ” اللات ، والعزى ” أسماء ، ولكنها أسماء جنس ،
و ” أل ” الداخلة عليها زائدة للتعريف الجنسي .
3 ـ ومن علاماته أن يكون منادى :
وهو أن يسبقه حرف من أحرف النداء بغرض الدعاء .
نحو : يا حاج اركب السيارة . أمحمد ساعد الضعفاء .
ومنه قوله تعالى : { يا نوح اهبط بسلام } .
وقوله تعالى : { يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم } .
فـ ” حاج ، ومحمد ، ونوح ، ونار ” كل منها اسم لدخول حرف النداء عليه .
أما إذا جاء بعد حرف النداء فعل .
ـ نحو قوله تعالى : { ألا يا اسجدوا لله } . في قراءة الكسائي .
ـ أو حرف . نحو قوله تعالى : { يا ليتني كنت ترابا } .
فإن حرف النداء يكون للتنبيه ، وقد يكون للنداء ،
والمنادى محذوف لغرض بلاغي .
وآية : يا اسجدوا في غير قراءة الكسائي تكتب كالتالي
قال تعالى : ( ألاّ يسجدوا لله )
4 ـ الإسناد إليه :
والمقصود بالإسناد ، هو إثبات شيء لشيء ، أو نفيه عنه ، أو طلبه منه .
نحو : الرجل قادم .
ونحو : محمد لم يحضر الحفل .
ونحو : قم يا عليّ مبكرا .
فكل من الكلمات ” الرجل ، ومحمد ، وعليّ ” قد أسند إليها القدوم في المثال الأول ،
وعدم الحضور في المثال الثاني ،
والطلب بالقيام في المثال الثالث ،
وعليه نجد أن من علامات اسمية الكلمة أن يوجد معها مسند ،
وتكون هي المسند إليه .
ويسميه البلاغيون : المحكوم عليه ،
ولا يكون إلا مبتدأ ، أو فاعلا ، أو نائب فعل ، أو اسما لفعل ناسخ ،
أو لحرف ناسخ ، أو المفعول الأول للفعال التي تنصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر .
أما المسند فهو كل صفة ، أو فعل ، أو جملة تأتي متممة لعملية الإسناد ،
أي تكون لوصف المسند إليه وإتمامه .
ويسميه البلاغيون المحكوم به .
والإسناد علامة من العلامات التي تدل على أن المسند إليه هو الكلمة المحكوم باسميتها .
5 ـ قبوله التنوين :
نحو : جاء محمدٌ . وكافأت خالدًا . وسلمت على سالمٍ .
من علامات بعض الأسماء ، أن تقبل التنوين على آخرها ، رفعا ، أو نصبا ، أو جرا .
وهو وجود ضمة ، أو فتحة ، أو كسرة ثانية ،
إلى جانب الضمة ، أو الفتحة ، أو الكسرة الموجودة أصلا على آخر الاسم كعلامة إعراب ،
وهذه الضمة ، أو الفتحة ، أو الكسرة الثانية هي عوض عن نون التنوين المحذوفة خطا
. إذ الأصل في الاسم المنون أن يكتب بنون دلالة على تنوينه .
فنقول في ” جاء محمدٌ ” . بالتنوين ، ” جاء محمدن ” بالنون ،
وهكذا بقية علامات الإعراب الأصلية .
غير أن النحاة عدلوا عن إثبات نون التنوين حتى لا تختلط مع الأنواع الأخرى
للنون سواء أكانت أصلية في الكلمة ، أم زائدة ،
وجعلوا بدلا منها حركة إعراب أخرى إلى جانب الحركة الأصلية ،
وهي الضمة ، أو الفتحة ، أو الكسرة .
بهذا ندرك أن التنوين عبارة عن نون ساكنة زائدة تكون في آخر الاسم لفظا لا خطا ، ولا وقفا .
بدليل حذفها عند الإضافة كنوني المثنى ،
وجمع المذكر السالم ، إلا أن الأخيرتين تلحقان الاسم المثنى ،
والمجموع جمعا سالما لفظا وخطا .
أنواع التنوين :
التنوين على أربعة أنواع هي : ـ
1 ـ تنوين التمكن ، أو الأمكنية .
2 ـ تنوين التنكير .
3 ـ تنوين التعويض .
4 ـ تنوين المقابلة .
أولا ـ تنوين الأمكنية :
هو التنوين الذي يلحق الاسم للدلالة على شدة تمكنه في باب الاسمية ،
أي أنه علامة يستدل بها على الاسم المتمكن أمكن ،
وهو الاسم المنصرف المعرب .
نحو: رجل ، ومحمد ، وعليّ ، وسالم ، وخليل ، ويوم ، ومدينة ، ومدرسة .
وهو الاسم المميز عن الاسم المتمكن غير أمكن ،
والمعروف بالاسم الممنوع من الصرف .
نحو : أحمد ، وعثمان ، وعمر ، ومعديكرب ، وعائشة ، وبشار ،
وصحراء ، وأجمل ، ومثنى ، وثلاث ، وأخر ، ومساجد ، وسجاجيد … إلخ .
أو عن الاسم غير المتمكن ،
وهو المبني من الأسماء ، كالضمائر ، وأسماء الإشارة ،
والموصول ، والشرط ، والاستفهام ، وبعض الظروف ،
والأعداد المركبة ، وغيرها ، والأسماء المختومة بـ ” ويه ” ،
مثل : سيبويه ، وخمارويه ، ونفطويه .
فهي أسماء مبنية على الكسر ، إلا إذا استعملتها لأشخاص غير معيّنين ،
ولا يتميزون من غيرهم المشاركين لهم في الاسم جاز لك تنوينها .
ثانيا ـ تنوين التنكير :
هو التنوين اللاحق لبعض الأسماء المبنية للدلالة على تنكيرها ، بينما حذفه
يكون دليلا على أنها معرفة ،
وذلك كما بينا آنفا في مثل : سيبويه ، وخالويه ، ونفطويه .
فإذا أردنا بها معينا ، كانت مبنية على الكسر ،
كأن نجعل اسم ” سيبويه ” خاصا بالنحوي المشهور ،
وكذلك ” خالويه ونفطويه ” وهما اسمان لنحويين معروفين .
أما إذا جعلنا الأسماء السابقة لأشخاص غير معينين ،
أو مميزين بأشخاصهم ، نوّنّا آخر الاسم . فنقول : سيبويهٍ ، وخالويهٍ ، ونفطويهٍ .
ثالثا ـ تنوين التعويض :
ويقال له أيضا تنوين العوض ،
وهو التنوين المعوض عن حرف محذوف من الكلمة ،
أو عن كلمة محذوفة ، أو جملة محذوفة .
مثال تنوين العوض عن حرف محذوف قولك : جوارٍ ،
وسواقٍ ، وبواكٍ ، وقاض ، وداع ، وساع .
فالتنوين في الكلمات السابقة عوض من الحرف المحذوف من أفعال تلك الكلمات ،
عندما جمعت جمع تكسير ، فأصبحت ممنوعة من الصرف ،
علما بأن تلك الحروف المحذوفة أصلية في أفعالها ،
بدليل عدم حذفها في المشتقات المختلفة كاسم الفاعل ، والمفعول ،
وغيرها من المشتقات .
فـ ” جوار ” فعلها : جرى ، واسم الفاعل : جارٍ ، وجارية ٌ .
و ” سواق ” فعلها : سقى ، واسم الفاعل : ساق ٍ ، وساقيةٌ .
و ” بواك ” فعلها : بكى ، واسم الفاعل : باكٍ ، وباكيةٌ .
وكذلك الحال في الأسماء المنقوصة غير الممنوعة من الصرف
فالتنوين فيها عوض عن حرف الياء المحذوفة من آخر اسم الفاعل
نحو : قاض ، وداع ، وساع ،
والياء في أفعالها أصلية أيضا بدليل ثبوتها في مؤنثاتها
نحو : قاضية ، وداعية ، وساعية .
وعليه فالتنوين في أواخر الكلمات السابقة
هو تعويض عن حرف الياء المحذوف من الأفعال الثلاثية لتلك الجموع ،
وإذا أعربنا مثل تلك الكلمات ،
نقول في حالة الرفع : مرفوعة بالضمة على الياء المحذوفة .
نحو : الفلك جوارٍ في البحر .
وقضى في الحكم قاضٍ عادلٌ .
ودعا لله داعٍ
وسعى ساعٍ بين المتخاصمين .
ومنه قوله تعالى : ( وجنى الجنتين دانٍ )
.
ومنه قول المصطفى صلى الله عليه وسلم ” كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته ” .
وفي حالة الجر ، يجر بفتحة نيابة عن الكسرة على الياء المحذوفة
إذا كان ممنوعا من الصرف . نحو : تسقى الحدائق من سواقٍ كبيرة .
ويجر بالكسرة على الياء المحذوفة إذا كان مصروفا .
نحو : سلمت على قاض فاضل .
والتنوين في كلا الحالتين تعويض عن الياء المحذوفة .
أما تنوين العوض عن كلمة محذوفة ،
فيكون بحذف المضاف إليه بعد كلمة ” كل ” ، و ” بعض ”
. نحو : فاز الطلاب فصافحت كلاً منهم مهنئا .
ـ ومنه قوله تعالى : { كل في فلك يسبحون } .
وقوله تعالى : { كل يعمل على شاكلته } .
فقد نونت كل في الأمثلة السابقة تنوين عوض لإضافتها إضافة معنوية ،
وذلك بعد حذف المضاف إليه ، والتقدير : صافحت كل طالب .
” وكلهم ” في الآية الأولى ، و ” كل إنسان ” في الآية الثانية .
ومثال ” بعض ” : مررت ببعض قائما .
ـ ومنه قوله تعالى : { تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض } .
ومنه قول المتنبي :
يصيب ببعضها أفواق بعض فلولا الكسر لاتصلت قضيبا
فـ ” بعض ” في الأمثلة السابقة جاءت منونة تنوين عوض لإضافتها المعنوية .
فإذا انقطعت عن الإضافة اللفظية تنون ، ويقدر بعدها ضمير يعرب مضافا إليه .
والتقدير : مررت ببعضهم . وكذا بقية الشواهد .
أما تنوين العوض عن الجملة المحذوفة ،
فهو ما جاء للتعويض عن الجملة المحذوفة بعد ” إذ ” المضافة ،
وتكون إضافتها بعد الكلمات الآتية : بعد ، وحين ، ويوم ، وساعة ،
وقبل ، وعند . نحو : خرج الطلاب وكنا قبل إذ خرجوا مجتمعين .
فإذا حذفنا الجملة بعد ” إذ ” نونت ” إذ ” تنوين عوض بدلا من الجملة المحذوفة ،
فتصبح بعد الحذف
كالتالي : خرج الطلاب وكنا قبلئذٍ مجتمعين .
ـ ومنه قوله تعالى : { ويومئذ يفرح المؤمنون } .
وقوله تعالى : { وأنتم حينئذ تنظرون }.
ففي الأمثلة السابقة حذفت الجملة المضافة إلى ” إذ ” ، وعوض عنها التنوين .
والتقدير : يوم إذ كان ، وحين إذ كنتم .
ولكون ذال ” إذ ” ساكنة ، والتنوين أيضا ساكن ،
حركنا ” الذال ” بالكسر للتخلص من التقاء الساكنين .
رابعا ـ تنوين المقابلة :
هو التنوين اللاحق لجمع المؤنث السالم ،
ليكون في مقابلة النون في جمع المذكر السالم .
وقد عرفه الرضي بقوله : ” إنه قائم مقام التنوين الذي في الواحد
في المعنى الجامع لأقسام التنوين فقط ،
وهو كونه علامة لتمام الاسم كما أن النون قائمة مقام التنوين الذي في الواحد في ذلك ” .
نحو : هؤلاء طالباتٌ مجتهداتٌ .
ورأيت طائراتٍ محلقاتٍ .
ومررت بحافلاتٍ للحجاج .
فكلمة : طالبات ، ومجتهدات ، وطائرات ، ومحلقات ، وحافلات .
كلمات جمعت جمع مؤنث سالما ،
ومفرداتها : طالبة ، ومجتهدة ، وطائرة ، ومحلقة ، وحافلة .
وهذه الأسماء المفردة قد لحقها التنوين دلالة على تمام حروفها ،
واسميتها ، فعندما جمعت جمع مؤنث
ــــــــــــــــ
ـ حاشية الصبان على شرح الأشموني .
سالما زيد فيها التنوين ، وهذا التنوين مقابل للنون في جمع المذكر السالم .
فكلمة : طالب ، ومجتهد ، وطائر … إلخ . إذا جمعناها جمع مذكرسالما .
نقول : طالبون ، ومجتهدون ، وطائرون .
فلحقت هذه الجموع نون زائدةعوض عن التنوين المحذوف في حالة الإفراد
، ليتم التعادل بين الجمعين ،
ومن هنا جاءت تسمية هذا النوع من التنوين بتنوين المقابلة .
ويرى بعض النحاة أن النون في جمع المذكر السالم ،
والتنوين في جمع المؤنث السالم لا سبب لوجودهما إلا نطق العرب ،
وكل تعليل سوى ذلك مرفوض ،
ويستدل صاحب الرأي على ذلك بقوله
” لو صح أن النون في جمع المذكر السالم بدل التنوين في مفرده ،
لكان من الغريب وجودها في جمع المذكر السالم الذي لا تنوين في مفرده
بسبب منعه من الصرف
مثل : الأحمدون ، والعمرون ، والزيدون ، والأفضلون ، وأشباهها
فإن مفردها هو : أحمد ، وعمر ، ويزيد ، وأفضل ،
لا يدخله التنوين لأنه ممنوع من الصرف .
وإلى جانب العلامات السابقة للدلالة على اسمية الكلمة ، هناك علامات أخرى
لا تقل أهمية عن سابقتها في تمييز الاسم عن الفعل ، أو الحرف ،
وهذه العلامات تنحصر في التالي :
1 ـ أن تكون الكلمة معرفة بالإضافة .
نحو : قرأت قصص الصحابة .
ـ ومنه قوله تعالى : { ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء } .
وقوله تعالى : { تنزيل الكتاب من الله الغزيز الحكيم } .
فالكلمات : قصص ، وفضل ، وتنزيل . كل منها جاء مضافا لما بعده ،
والاسم الذي بعده مضاف إليه . وبمجيء الكلمة مضافة نحكم عليها بالاسمية .
2 ـ أن يكون لفظه موافقا للفظ اسم آخر لا خلاف في اسميته .
نحو : نزال . فإنه موافق في اللفظ لوزن ” حذام ” وهو اسم امرأة لا خلاف فيه .
3 ـ أن يكون الاسم مجموعا . نحو : العلماء ورثة الأنبياء .
ومنه قوله تعالى : { إنما يخشى الله من عباده العلماء } .
فكلمة ” العلماء ” في المثالين جمع تكسير لكلمة ” عالم ” ،
ولا يجمع إلا الاسم ، فالفعل والحرف لا يجمعان من هنا نستدل على اسمية الكلمة
بجمعها على أي نوع من أنواع الجمع .
4 ـ أن يكون مصغرا .
نحو : عامر بن الطفيل أحد أجواد العرب .
وأبو عبيدة قائد مسلم مشهور . والحسن والحسين ابنا علي بن أبي طالب .
فالطفيل ، وعبيدة ، والحسين كلمات مصغرة عن الطفل ،
وعبه ، والحسن . والتصغير ميزها بالاسمية عن الفعل والحرف ، حيث لا تصغير فيهما .
5 ـ أن يبدل منه اسم صريح .
نحو : كيف أخوك ؟ أمجتهد أم مقصر .
فكلمة ” مجتهد ” اسم واضح الاسمية ،
وهو بدل من كلمة ” كيف ” ، فدل على أن ” كيف ” اسم .
يتبع >>>>>
الاسم النكرة والاسم المعرفة .
ينقسم الاسم إلى نكرة ، ومعرفة .
فالنكرة : هو كل اسم ليس له دلالة معينة ،
ويقبل ” أل ” التعريف ، أو ما كان بمعنى ما يقبلها .
مثال مايقبلها : رجل ، منزل ، حصان ، طالب ، غلام … إلخ .
فإذا عرفنا الأسماء السابقة بأل قلنا :
الرجل ، المنزل ، الحصان ، الطالب ، الغلام.
ومثال ما يكون من الأسماء بمعنى ما يقبل أل التعريف : كلمة ” ذو ” بمعنى صاحب ،
فهي نكرة لأنها تحل محل نكرة وهي كلمة ” صاحب ” .
نقول : جاء ذو علم . أي صاحب علم ،
ولكن كلمة صاحب تقبل دخول ” أل ” التعريف عليها كغيرها من الأسماء النكرة ،
في حين أن ” ذو ” وإن كانت بمعناها فلا تقبل دخول أل التعريف عليها ،
ولكنها في الحقيقة نكرة ، لأن كل من الكلمتين يحل محل الآخر .
ومن الأسماء النكرة التي لا تقبل أل التعريف أيضا كلمة ” أحد ” التي همزتها أصلية ،
أي غير منقلبة عن ” واو ” ، وتعني ” إنسان ” ، ولا تستعمل إلا بعد نفي .
نحو : ما رأيت أحدا . ولم يدخلها أحد .
ـ ومنه قوله تعالى : { وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله } .
وقوله تعالى : { لا نفرق بين أحد منهم } .
وقوله تعالى : ( أو جاء أحد منكم من الغائط } .
وهي غير ” أحد ” التي أصلها ” وحد ” ،
ومنها كلمة ” واحد ” أول الأعداد كما في قوله تعالى : { قل هو الله أحد } .
ـ وقوله تعالى : { إني رأيت أحد عشر كوكبا } .
ومن الكلمات النكرة التي لا تقبل أل التعريف ” عريب ” ،
و” ديَّار ” وهما بمعنى ” أحد ” أيضا .
تقول العرب : ما في البيت عريب أو ديَّار . أي : ما في البيت أحد .
فالألفاظ الثلاث كلها بمعنى واحد ، وهي نكرات موغلة في الإبهام ،
ولا تدخلها أل التعريف ، ولكنها تحل محل نكرات ،
تخلها أل التعريف كالإنسان ، أو ما يحل محلها .
ومن الكلمات النكرة التي لا تقبل أل التعريف أيضا كلمة غير ،
وإن دخلت عليها فلا تفيدها التعريف ، كما أن الإضافة لا تفيدها إلا التخصيص ،
لأنها كغيرها من النكرات الموغلة في الإبهام فلا تستفيد من الإضافة تعريفا .
أما الاسم المعرفة : فهو كل اسم له دلالة معينة .
وقد حصره النحاة في سبعة أنواع هي : ـ
1 ـ العلم . نحو : محمد ، إبراهيم ، أحمد ، عليّ ، فاطمة ، مكة … إلخ .
2 ـ الضمير . نحو : أنا ، أنت ، هو ، هما ، هم ، إياك … إلخ .
3 ـ المعرف بالألف واللام ” أل ” التعريف . نحو : الرجل ، الكتاب ، المنزل .
4 ـ اسم الإشارة . نحو : هذا ، هذه ، هذان ، هؤلاء … إلخ .
5 ـ الاسم الموصول ، نحو : الذي ، التي ، اللذان ، الذين … إلخ .
2 ـ يصح أن نقول الألفاظ الثلاث ،
والكلمات الثلاث كما هو موافق لباب العدد في مخالفة العدد للمعدود في التأنيث والتذكير .
نحو : ثلاث ألفاظ ، وثلاث كلمات .
ويصح أن نقول : الألفاظ الثلاثة ، والكلمات الثلاثة باعتبار أن ثلاثة صفة لألفاظ ، أو لكلمات ،
والصفة تتبع الموصوف في الإعراب ، والتأنيث والتذكير ، والتعريف والتنكير ،
لذلك يصح تأنيث كلمة ” ثلاثة ” ونحوها إذا جاءت تالية للمعدود المؤنث ،
ويصح تذكيرها إذا جاءت تالية للمعدود المذكر في باب الصفة .
6 ـ المضاف إلى المعرف . نحو : كتاب القواعد ، باب المنزل ، طلاب المدرسة.
7 ـ النكرة المقصودة ، وهي نوع من أنواع النداء ، إذا كنت تنادي واحدا معينا ،
تقصده بالنداء دونغيره .
نحو : يا معلم ارع تلاميذك . يا طبيب لا تهمل المرضى .
فكلمة ” معلم ، وطبيب ” كل منهما نكرتان ، لأنهما لا يدلان على معين ،
ولكن عند النداء صارت كل منها معرفة بسبب القصد الذي يفيد التعيين ،
لأن المعرفة هي ما دلت على معين .
أنواع الاسم :
لقد قسم الصرفيون الاسم إلى أربعة أقسام : ـ
اسم صحيح ، و مقصور ، وممدود ، ومنقوص .
1 ـ الاسم الصحيح :
هو الاسم الذي لا يكون مقصورا ولا ممدودا ، ولا منقوصا ،
أي ليس منتهيا بألف لازمة ” أصلية ” ، ولا ألفا زائدة بعدها همزة ، ولا ياء لازمة ،
وتظهر عليه علامات الإعراب الثلاثة رفعا ونصبا وجرا .
نحو : غلام ، امرأة ، رجل ، شجرة … إلخ .
نقول : هذا غلامٌ مؤدب . ورأيت رجلاً ضريرا . وجلست تحت شجرةٍ وارفة .
فالكلمات : غلام ، ورجل ، وشجرة ،
في الأمثلة السابقة أسماء صحيحة الآخر لخلوها من علامات الاسم المقصور ،
أو الممدود ، أو المنقوص ، وهي اللف بنوعيها ، أو الياء اللازمة ،
إضافة إلى ظهور علامات الإعراب الثلاثة على آخره
فغلام ومؤدب في المثال الأول كل منهما مرفوع بضمة ظاهرة ،
ورجلا وضريرا كل منهما منصوب بفتحة ظاهرة ،
وشجرة ووارفة كل منهما مجرور بكسرة ظاهرة .
فإن اختفت إحدى العلامات الثلاثة ،
أي قدرت على أخر الاسم فلا يكون صحيح الآخر .
2 ـ الاسم المقصور :
هو الاسم المعرب المنتهي بألف لينة لازمة ، وقدرت عليه حركات الإعراب الثلاثة .
والألف اللينة اللازمة هي كل ألف ثابتة في آخر الاسم ،
وترسم ألفا ، أو ياء غير منقوطة .
مثل : عصا ، وسنا ، وصفا ، وهدى ، وفتى ، وهوى .
نحو : هذه عصا غليظة . وجاء فتى مجتهد .
وشاهدت سنا برق يلمع . وصادفت الأمور هوى في نفسه .
وكان محمد على هدى من ربه .
من خلال الأمثلة السابقة نجد بعض الكلمات مثل : عصا ، وفتى ، وهوى ، وهدى .
جاء بعضها مرفوعا ، والبعض الآخر منصوبا ، أو مجرورا ،
غير أنه لم تظهر على آخرها علامات الإعراب ” الحركات ” الضمة ، أو الفتحة ، أو الكسرة ،
ومعنى ذلك أنها قد رفعت بضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر
في مثل : عصا ، وفتى .
ونصبت بفتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر أيضا
في مثل : سنا ، وهوى ،
وجرت بكسرة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر
على مثل : هدى .
والسبب في ذلك أن الألف الموجودة في أواخر هذه الكلمات ونظائرها لا تقبل الحركة مطلقا .