علاج مرض بهجت
- ١ مرض بهجت
- ٢ علاج مرض بهجت
- ٢.١ العلاج الموضعي
- ٢.٢ العلاج الجهازيّ أو المجموعي
- ٣ أعراض مرض بهجت
مرض بهجت
مرض بهجت (بالإنجليزيّة: Behcet’s Disease) أو كما يُطلق عليه أحياناً متلازمة بهجت (بالإنجليزيّة: Behcet’s syndrome) هو مرض نادر الحدوث، وغير مُعدٍ (بالإنجليزيّة: Not Contagious)، يتمثّل بحدوث التهاباتٍ في مختلف مناطق الجسم بما فيها التهابات في الأوعية الدموية (بالإنجليزيّة: Vasculitides) بمُختلف أحجامها سواء الشّرايين (بالإنجليزيّة: Arteries) أو الأوردة (بالإنجليزيّة: Veins)، وينتشر المرض في مناطق شرق البحر الأبيض المتوسّط وآسيا مثل؛ اليابان، والصّين، وتركيا، وإيران.[١][٢]
في الحقيقة لا يوجد سببٌ معروفٌ لحدوث مرض بهجت، وقد عزى كثيرٌ من العلماء حدوثه إلى مهاجمة جهاز المناعة للجسم، وهذا ما يُعرف باضطّرابات المناعة الذّاتيّة (بالإنجليزيّة: Autoimmune disorder)، وبيّن البعض أنّ العوامل البيئية (بالإنجليزيّة: Environmental factors)، وكذلك العوامل الجينيّة (بالإنجليزيّة: Genetic factors) قد تلعب دوراً مهمّا في حدوثه، كما يعتقد بعض الباحثين أنّ هناك فيروساً أو بكتيربا معيّنة تحفّز ظهور المرض لدى الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي. ومن الجدير بالذكر أنّ المرض يُصيب النّساء والرّجال في العشرينات والثلاثينات من عمرهم، وغالباً ما يكوم أكثر حدّة في الرّجال.[٣]
علاج مرض بهجت
بالرّغم من عدم وجود علاجٍ نهائيٍّ لمرض بهجت إلاّ أنّ هناك بعض الأدوية والعلاجات المُستخدمة للسّيطرة على الأعراض، والتي يُعتَمد في اختيارها على حدّة المرض وموقعه في الجسم، ومن الجدير بالذّكر أنّ حالات المرض الخفيفة يتمّ فيها الاعتماد على الأدوية التي تُقلّل من الأعراض المُصاحبة لنوبة المرض المُؤقّتة (بالإنجليزيّة: Temporary Flares)؛ أي حالة اشتداد الأعراض المؤقّتة فقط، بينما في حالات المرض الشديدة فيتمّ استخدام أدوية أخرى-بالإضافة إلى أدوية نوبة المرض المُؤقّتة- للسّيطرة على أعراض المرض في كل الأوقات.[١][٤] ويتمّ تقسيم العلاجات المُستخدمة إلى فئتين:
العلاج الموضعي
غالباً ما يتم استخدام العلاج الموضعي (بالإنجليزيّة: Topical Treatments) خلال نوبة المرض المؤقّتة كما ذكرنا، ومن الأمثلة عليها:[٤]
- كريم وهلام ومرهم الجلد: والتي تحتوي على الكورتيكوستيرويد (بالإنجليزيّة: Corticosteroid) الذي يُقلّل الالتهاب والألم عندما يتمّ وضعه على تقرّحات الجلد والمناطق التناسليّة.
- غسول أو مضمضة الفم: المحتوي على الكورتيكوستيرويد ومواد أخرى تعمل على تخفيف ألم التّقرّحات الفمويّة.
- قطرات العيون: تُستخدم في حالة التهاب العيون الخفيف؛ حيث تحتوي على مُضادّات الالتهاب (بالإنجليزيّة: Anti-Inflammatory) مثل الكورتيكوستيرويد، والتي من شأنها أن تخفّف من احمرار العيون وآلامها.
العلاج الجهازيّ أو المجموعي
غالباً ما يتمّ استخدام العلاج الجهازي أو المجموعي (بالإنجليزيّة: Systemic Treatments) في الحالات المتوسطة أو العسيرة من المرض، ويتضمّن الآتي:[١][٤]
- الكولشيسين: يُستخدم الكولشيسين (بالإنجليزيّة: Colchicine) في الحالات التي لا يستجيب فيها المريض للعلاجات الموضعيّة، وغالباً ما يُعتمد عليه في علاج الالتهابات، وخاصةً التهابات المفاصل (بالإنجليزيّة: Arthritis).
- مضادّات الالتهاب غير الستيرويديّة: تُستخدم مضادّاتالالتهاب غير الستيرويديّة (بالإنجليزيّة: NonSteroidal Anti-Inflammatory) مثل الأيبوبروفن (بالإنجليزيّة: Ibuprofen) للتّخفيف من التهاب المفاصل.
- السلفاسالازين: يُعتبر السلفاسالازين (بالإنجليزيّة: Sulfasalazine) فعّالاً في بعض حالات التهابات المفاصل، ويمكن وصفه مع الكورتيكوستيرويدات في بعض حالات الأمراض المتعلقة بالأمعاء.
- الكورتيكوستيرويدات: بالرّغم من الآثار الجانبيّة للكورتيكوستيرويدات مثل زيادة الوزن، وارتفاع ضغط الدّم، وهشاشة العظام (بالإنجليزيّة: Osteoporosis)، إلاّ أنّ لها قدرة عالية على التقليل من التهابات المفاصل، والجلد، والعيون، والدّماغ، واعتماداً على حالة المريض وشكواه؛ يتمّ إعطاء الكورتيكوستيرويدات على شكل حبوبٍ أو حقن، ومن الأمثلة عليها بريدنيزون (بالإنجليزيّة: Prednisone)، وغالباً ما يتمّ وصفها بالتّزامن مع أدوية تقليل المناعة.
- الأدوية المثبطة للمناعة: تُستخدم أدوية تثبيط المناعة (بالإنجليزيّة: Immunosuppressive Drugs) في الحالات الشديدة والصّعبة من مرض بهجت؛ كالحالات التي تأثّرت بها الشّرايين والعيون والدّماغ بشكلٍ كبير، حيث تُقلّل من الالتهابات من خلال وقف الهجوم الذاتيّ على الأنسجة السليمة، ومن الأمثلة عليها أزاثيوبرين (بالإنجليزيّة: Azathioprine)، وسيكلوسبورين (بالإنجليزيّة: Cyclosporine)، وسيكلوفوسفاميد (بالإنجليزيّة: Cyclophosphamide)، ومن الجدير بالذّكر أنّ لهذه المجموعة من الأدوية آثاراً جانبيّة عديدة، ومن أهمها؛ العدوى، ومضاعفات في الكبد والكلى، وارتفاع ضغط الدم.
- الأدوية المُعدّلة لاستجابة الجهاز المناعي: مثل الإنترفيرون ألفا-2ب (بالإنجليزيّة: Interferon alfa-2b) الذي يُستخدم للسّيطرة على التهابات الجلد والمفاصل والعيون النّاتجة عن مرض بهجت، ومن آثاره الجانبيّة ظهور أعراض التّعب وآلام العضلات المشابهة لأعراض الرّشح.
- الأدوية المثبطة لعامل نخر الورم: يُستخدم في الحالات الصّعبة من المرض؛ كحالات التهاب العيون المُقاوم (بالإنجليزيّة: Resistant eye inflammation)، والتقرّحاتالفمويّة الشديدة، حيث تقوم هذه الأدوية بتثبيط ومنع البروتين المسؤول عن البدء في الالتهاب والمُسمّى عامل نخر الورم (بالإنجليزية: Tumor Necrosis Factor)، ومن الأمثلة على هذا النّوع من الأدوية إنفليكسيماب (بالإنجليزيّة: Infliximab)، وإيتانيرسيبت (بالإنجليزيّة: Etanercept)، وأداليموماب (بالإنجليزيّة: Adalimumab)، ومن الآثار الجانبيّة لها الصّداع والطّفح الجلدي.
أعراض مرض بهجت
تختلف أعراض مرض بهجت من مريضٍ إلى آخر، كما تختلف اعتماداً على أجزاء الجسم المُصابة بالمرض، وقد تظهر الأعراض وتختفي من تلقاء نفسها، وفيما يلي أهمّ أجزاء الجسم المُعرّضة للإصابة بمرض بهجت:[٢][٣]
- الفم: (بالإنجليزيّة: Mouth) إنّ العَرَض الأكثر شيوعاً لمرض بهجت هو التقرّحات الفمويّة المُؤلمة، والمُسمّاه بالقُرَح القلاعيّة (بالإنجليزيّة: Aphthous ulcers)، وتتشابه هذه التقرّحات مع القرح الفلاعية التي تُصيب الأفراد العاديّين نتيجة تعرضهم لكدمةٍ أو غيرها، ولكن تكون هذه التقرحات في مرضى بهجت أكثر إيلاماً، وأكبر حجماً، وأكثر تكراراً، وقد تظهر مُنفردة أو مُجتمعة على الشّفاه، واللّسان، وباطن الخد، وتحتاج من أسبوع إلى ثلاثة أسابيع لتلتئم.
- الجلد: (بالإنجليزيّة: Skin) تظهر التهابات الجلد إمّا على شكل قروح مُشابهة لحبّ الشّباب وتُسمّى التهاب الجُريبات (بالإنجليزيّة: Folliculitis)، وإما على شكل عُقيدات حمراء مُؤلمة ومرتفعة عن الجلد، وغالباً ما تظهر في منطقة السّاق والكاحل (بالإنجليزيّة: Ankle) وتسمّى حمامى العُقدة (بالإنجليزيّة: Erythema nodosum)، وغالباً ما تتطوّر إلى تقرّحاتٍ جلديّة.
- الأعضاء التّناسليّة: (بالإنجليزيّة: Genitals) تظهر التّقرّحات في المناطق التّناسليّة تحديداً على كيس الصّفن (بالإنجليزيّة: Scrotum) عند الرّجال، وعلى الفرج (بالإنجليزيّة: Vulva) عند النّساء؛ حيث تكون على شكل قُرح حمراء مُؤلمة ومفتوحة، وغالباً ما تترك أثراً أو نُدبة (بالإنجليزيّة: Scars) بعد التئامها.
- العيون: (بالإنجليزيّة: Eyes) قد يحدث التهابٌ في الجزء الأماميّ من العين، ويُسمّى التهاب العنبيّة الأماميّ (بالإنجليزيّة: Anterior Uveitis)، ويُسبّب الألم، والتحسّس من الضّوء، وزغللة العين (بالإنجليزيّة: Blurry vision)، واحمرار العين، أو قد يحدث الالتهاب في الجزء الخلفيّ من العين ويسمّى التهاب العنبيّة أو الخلفي (بالإنجليزيّة: Posterior Uveitis)، ويُعتبر أكثر خطورة على الرّؤية لأنه يُسبّب التّلف لشبكيّة العين (بالإنجليزيّة: Retina).
- المفاصل: (بالإنجليزيّة: Joints) تتأثّر مفاصل الرّكبة(بالإنجليزيّة: Knee)، أو الكاحل، أو الكوع (بالإنجليزيّة: Elbow)، أو الرّسغ (بالإنجليزيّة: Wrist) بمرض بهجت، وتظهر على شكل ألم وانتفاخ قد يستمرّ من أسبوع إلى ثلاثة أسابيع.
- الجهاز الوعائيّ: (بالإنجليزيّة: Vascular system) يظهر احمرارٌ وألمٌ يُرافقه انتفاخٌ في اليدين أو السّاقين بسبب التهاب الأوعية الدمويّة نتيجة حدوث خثرةٍ دمويّةٍ (بالإنجليزيّة: Clot) فيها، كما قد تظهر مُضاعفات مثل تمدّد الأوعية (بالإنجليزيّة: Aneurysms)، أو تضيّقها، أو انسدادها نتيجة التهاب الشّرايين الكبيرة.
- الجهاز الهضميّ: (بالإنجليزيّة: Digestive system) قد تظهر التقرّحات على امتداد الجهاز الهضميّ، خاصّةً في نهاية اللّفائفي (بالإنجليزيّة: Ileum) والأعور (بالإنجليزيّة: Cecum)، كما قد تظهر أعراض كآلام البطن، والإسهال، والنّزيف، والتي قد تتشابه مع الدّاء المعويّ الالتهابيّ (بالإنجليزيّة: Inflammatory bowel disease).
- الدّماغ: (بالإنجليزيّة: Brain) يُعتبر التهاب الدّماغ والجهاز العصبي المركزيّ (بالإنجليزيّة: Central nervous system) أكثر أعراض مرض بهجت خطورة، وقد يشمل المادّة البيضاء للدّماغ (بالإنجليزيّة: White Matter) فينتج عنه ألم الرّأس، والارتباك (بالإنجليزيّة: Disorientation)، والتّشوّش (بالإنجليزيّة: Confusion)، والسّكتة الدّماغيّة (بالإنجليزيّة: Stroke)، وغيرها. كما قد يُؤثّر المرض في سحايا الدماغ مُسبّباً التهاباً فيها، ويُطلق عليه التهاب السّحايا(بالإنجليزيّة: Meningitis).