عصر ما قبل التاريخ
يعرف إنسان ما قبل التاريخ على أنه ذلك الإنسان الذي عاش في العصور التي كانت قبل اختراع الكتابة منذ ملايين السنين، و نقول قبل اختراع الكتابة لأن بداية التاريخ جاء مع انطلاق الكتابة في البشرية، و يقول المختصون أن اختراع الكتابة كان في المدينة العراقية مدينة سومر، و كان ذلك بعد 3400 قبل الميلاد. عصر ما قبل التاريخ ليس عصراً واحداً بل هو عدة من العصور التي كانت متعاقبة.
استطاع إنسان ما قبل التاريخ ( الإنسان البدائي ) أن يكتشف العديد من الأمور و الأدوات التي ساعدته مستقبلاً بعد أن أحسن استعمالها بطريقة جيدة، فمثلاً اكتشف النار كما أنه صنع الفخاريات من الصلصال. أما غذاؤه فكان على الثمار حيث كان يأكلها دون أن يطبخها، أما لباسه فكان من أوراق الشجر، إضافة إلى ذلك فقد اتخذ إنسان ما قبل التاريخ من الكهوف التي كانت منتشرة و متوزعة في الجبال بيوتاً يسكنها، أما بالنسبة لأهم الميزات التي امتازت هذه الكهوف أن كانت معرضة بشكل كبير لأشعة الشمس، أما بعد انتهاء ما يعرف بالعصر المطير انتقل و ارتحل هذا الإنسان إلى الأودية، ليبدأ ما يعرف بالعصر الحجري القديم.
استعمل هذا الإنسان الحجارة و الأعمدة لصنع الأدوات التي كان يستعملها فقد صنع الرمخ و أدوات الصيد أدوات صناعة الملابس أو الأدوات التي كان يصهر النحاس بها، و أخيراً صنع الأدوات التي استعملها في عملية تدجين الحيوانات.
الكتابة … نقطة فصلت الزمان
لم يكن الإنسان البدائي يشعر بالراحة حيث كان بحاجة إلى ما يدون به المعلومات التي كان يمتلكها حتى تصبح قابلة للتداول والتنقل بين الناس، فبدأت الكتابة بما يعرف بالكتابة التصويرية و تضم أنواعا متعددة منها الكتابة الهيروغليفية و الكتابة المسمارية حيث انتشرت الأولى في مناطق مثل الصين بالإضافة إلى مصر بينما توسعت الثانية في المناطق الآشورية و البابلية. بعد ذلك تم التفريق بين الكتابة التصويرية و بين المرحلة التي بدأ فيها عهد كتابة الأفكار، حيث تعتبر هذه المرحلة أكثر تطوراً من المرحلة السابقة و هي مرحلة الكتابة التصويرية، و كانت تعتمد على الرموز بشكل كبير جداً، ثم و بعد ذلك تحولت الرموز إلى المقاطع، ثم و بعد ذلك ظهرت العلامات التي استخدمت للدلالة على الأصوات و هو ما يعرف بالحروف، و قد تطورت الكتابة في العديد من المناطق منها بلاد الرافدين و مصر و الفينيقيين.