يعزف الحب لحن انشودة الالم
الم الوحدة ..
ويحمل مع نسائم الغروب
حنيني إلى حبيبي
ويجردني من كل منطق
فلا افهم نفسي
فكيف لي أن أفهم حبي؟
عزيزي .. أيها الحب
إرمي بجسدي الرث بعيدا
عن متناول يديك البربريتين
واسلخني من جلدك ولحمك
وانساني ..
فملازمتك لي لن تجدك نفعا
فأنا أطوف مع المدى
وفي فضاء الأبد الممزق
كإنسان تعرى من الحياة
وسار في ركب الموتى
إلى زواريب حارة المجانين
إلى أنقاض عروش العاذلين
وإلى رفات العاشقين ..
عزيزي .. أيها الحب
ألا يكفيك بأنك استبحت دمي
وأجريت الماقي مني أنهارا
يصبها قلمي ..
وانتهكت كل حرماتي
ومنعتني أن أشكو ألمي
أيها الجبار اللئيم ..
هل عدت اليوم لتثأر مني
بعد مجافاتي لك لأعوام طويلة؟
أهكذا يكون عقابك لي؟
أنت تعلم أنني كنت أهفو إليك مرارا
وأطرق بابك تكرارا
ولكنك لم تجبني!
ماذا دهاك اليوم لتستقبلني
بذراعين مفتوحتين؟
ماذا دهاك لتضمني إليك أبدا؟
ولا تخلي سبيلي
فتجعلني جزءا منك
وتتركني ..
حائرا في أقوالي
جائرا في أفعالي
حاسرا على أعمالي
هل هذا يرضيك يا خليلي؟
دعني أعود إلى نفسي
وحيدا ولو لمرة
أريد أن أخلو بها
في حنايا الروح الثكلى
دون أن تكون معنا
دون أن تشاركنا نظراتنا
وأنفاسنا .. وكلامنا
فأنا لم أعد أقوى
على النحيب اللامتناهي
فلقد بكيتك كثيرا
فارحل وقل لي وداعا
ولا تنظر إلي نظرة المشفق
دعني وشأني كي أتوه في خيالي
أردد أصداء حبي وحدي
أرددها في جوف الليالي
لكي لا يبقى منك سوى
ذكرى لإيامي الخوالي