عروس البحر المتوسط
عروس البحر المتوسط
منح لقب عروس البحر الأبيض المتوسط لمدينة الإسكندريّة المصريّة، وهي ثاني أكبر مدينة في جمهوريّة مصر بمساحة إجماليّة تصل إلى 2,679 كيلو متر مربع، وأحد أهم المراكز الاقتصاديّة في البلاد، تمتدد على طول على طول ساحل البحر المتوسط في الجزء الأوسط الشمالي من البلاد على نحو 32 كيلو متر.
تحتوي الإسكندريّة على أكبر ميناء بحري في مصر والذي يخدم 80% من واردات مصر وصادراتها، ومركز صناعيّ هام؛ بسبب وجود أنابيب النفط والغاز الطبيعي من السويس، ويصل تعدادها السكّانيّ إلى أكثر من 4 مليون ونصف نسمة، وتتميز بمناخها المعتدل الذي يسوده مناخ البحر المتوسط؛ حيث يكون حاراً خلال فصل الصيف، وماطراً خلال فصل الشتاء.
تاريخ الإسكندريّة
يعود تأسيس هذه المدينة إلى شهر أبريل من عام 331 قبل الميلاد، حيث كان الكسندر المهندس الرئيسي لهذا المشروع الذي عرف باسم دينوقراطيس، وكان الهدف من إنشاء هذه المدينة أن تحل محل ناوكراتيس، ومركز للهلنستية في مصر، ولتكون صلة الوصل بين اليونان وادي النيل، واحتوت المدينة على مركز فكريّ وثقافي قديم لبعض الوقت الذي حظي بجذب كبيرمن قبل العلماء اليهود، والسوريين، واليونانيين، إلّا أنّ هذه المحتويات نهبت وفقدت أهميتها، واحتوت على خليج أبو قير الذي يتكوّن من العديد من الأهوار والجزر.
غادر إسكندر مصر وعين الوالي كليو مينس والياً عليها، ومسؤول الإشراف على مشاريع التطوير الإسكندرية، وكانت في ذلك الوقت مركزاً جديداً للتجارة بين أوروبا، والعرب، والهنود الشرقيين، وأصبحت أهم وأكبر من قرطاج، واحتلت المرتبة الثانية من حيث الأهميّة بعد روما الإيطاليّة، وواحدةً من المدن اليونانيّة الرئيسيّة في مصر.
لم تكن الإسكندريّة مركزاً للهيلينيّة فقط، وإنما كانت موطناً لأكبر جالية يهودية في المناطق الحضرية في العالم لتحتوي على ثلاثة أعراق من سكّانها وهي اليونانية، والعبريّة، والمصريّة، وفي عام 619 سقطت الإسكندريّة في قبضة الفرس الساسانيين، على الرغم من أنّ الإمبراطور البيزنطيّ هرقل استردّها في عام 629.
وفي عام 641 وبعد حصار دام 14 شهراً بقيادة الجنرال عمرو بن العاص جاء الفتح الإسلاميّ للبلاد، وفي عام 1517 وقعت معركة الريدانيّة واحتلت المدينة من قبل الأتراك العثمانيين، وبقيت المدينة حتى عام 1798 تحت هذا الحكم، واقتحمت المدينة في 2 يوليو من نفس العام على يد القوات الفرنسيّة، والتي سلّمت إلى البعثة البريطانيّة في عام 1801 بعد الانتصار الكبير الذي حقّقه البريطانيون في معركة الإسكندريّة.
وفي يوليو من عام 1954 كانت المدينة هدفاً لحملة القصف الإسرائيلية والتي عرفت باسم قضية لافون، وفي 26 تشرين الأول من عام 1954 جاءت محاولات كبيرة في المدينة لاغتيال جمال عبد الناصر.