ظاهرة كسوف الشمس
خلق الله الكون وجعلهُ يعمل بدقّةٍٍ متناهيةٍ، وجعل له نظاماً متوازناً، لا يختلّ أبداً، ففي كلّ عام يكتشف العلماء ظواهر في هذا الكون كان الله قد أخبر عنها قبل مئات القرون؛ حيث إنّنا نقول إنّ ألله خالقُ السمواتِ والأرضِ قد أبدعَ في خلقهِ وجعل العديد من الظواهرِ الفلكية تحدثُ في عالمنا، وأهم ظاهرتين فلكيتين تحدثان بين الحين والآخر هما كسوفُ الشمسِ وخسوفُ القمرِ، وسنتكلّم هنا عن كسوفُ الشمسِ.
كسوف الشمس
يعدّ كسوف الشمس ظاهرةً كونيةً من صنع الخالق وإبداعه، وهذه الظاهر الفلكية تحدث بين فترةٍ وأخرى وسبب حدوثها هو وجود الأرضِ والقمر والشمس في خط مستقيم واحد، ولكن يكون القمر في المنتصف بين الأرض والشمس، وهنا يصبح ظلال القمر موجوداً على الأرضِ وعند حدوث الكسوف نستطيع أن نرى وبشكل معتم قرص القمر ظاهراً لنا أو جزءاً منه.
أنواع كسوف الشمس
- كسوف كليّ للشمس: وهو كسوف لقرص الشمس كاملاً ويعتم فيها المكان الموجود فيه الكسوف.
- كسوف جزئي: وهو كسوف لجزء من قرص الشمس.
- كسوف حلقي أو خاتمي.
وهنا نستطيع القول إنّ القمر في كل شهر قمري يكون بين الأرض والشمس، ولكن بُعد المسافة بين الأرضِ والقمرِ تجعل من المستحيل حدوث الكسوف كل شهر، ولكن يحدث الكسوف في فتراتٍ متباعدةٍ عندما يكون فيها القمر في أقرب نقطة للأرض، واستقامة مع الشمس والأرض؛ حيث قال الله في محكم كتابه في سورة النجم (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى، مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى، وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى، عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى) هذه الاية دليلٌ على وجودِ هذه الظاهرة منذ قديم الأزل، وتكلّم عنها الله سبحانه وتعالى في العديد من الديانات السماوية، وأيضاً نأتي على ذكر ذلك في هذا السياقح حيث أخبرَ الرسول صلى الله عليه وسلم عن هذه الظاهرةِ، وقد أقرّ صلاةً لهذا الكسوف وهي سنةً مؤكدةً؛ حيث قال صلى الله عليه وسلم في هذا الشأن: (إنّ الشمس والقمر آيتان من آيات الله تعالى لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله تعالى وإلى الصلاة).
إنّ كسوف الشمسِ لا يستمر أياماً؛ بل يحدث خلال ساعاتٍ أو دقائقٍ، وهي الفترةِ التي يمر بها القمر بين الشمس والأرض، وقد حذّر كثيرٌ من العلماء والأطباء من النظر إلى كسوف الشمس بالعين المجردةِ؛ حيث أبرزت الدراسات الحديثةَ أنّه عند الكسوف يكون الإشعاع القادم الى الأرض عبارةً عن ثلاث أنواع، وتعتبر خطرةً على عيون الإنسان.
أنواع إشعاعات كسوف الشمس
- الأشعةِ الضوئيةِ: عند الكسوف تقوم هذه الأشعّة بتعطيل خلايا البصر الموجودة في العين.
- الأشعة تحت الحمراء: وهي أشعّة عند الكسوف تتسبّب بتسخين شبكيّة العين، وتدمّر الخلايا الحساسة للضوء.
- الأشعة فوق البنفسجية: وهي أشعّةٌ تحدث في وقت الكسوف تُسبّب عدّة حروق في الشبكيةَ، ولها تأثيرٌ كبيرٌ على الخلايا الضوئيةِ.
لذا ينصح العلماء والأطبّاء جميع من يريد التمتّع برؤية الكسوف الكلي أو الجزئي للشمس أن يلبس نظّاراتٍ خاصّة لهذه الغايةِ أو النظر عن طريق التلسكوبات المخصّصة لذلك.