ظاهرة الالبيدو
تعرف الألبيدو بأنّها نسبة أشعة الشّمس المنعكسة من سطح جسم ما ، ونسبة أشعّة الشّمس السّاقطة على سطح هذا الجسم ، أيّ هو قدر الأرض والجو الكليّة في ردّ أشعّة الشّمس للفضاء ، بدون أيّ تأثير في حرارتها ، إذن فهو النسبة المئويّة من الإشعاع الشمسي ، المنعكس أو الذي يرتدّ .
وكلّما زاد بياض هذا الجسم ، أو تدرّج نحو البياض ، كلّما ارتفعت هذه النسبة ، فتبيّن أن نسبة الألبيد للثلج تكون 45 إلى 90 ، أما في الغابات الخضراء ، فيكون ألبيدها 5 إلى 10 .
ويرى العلماء ، وبحسب الأقمار الصناعيّة المستخدمة حديثاً لتحديد نسبة ألبيد الأرض ، إلى أنّ السحب هي المسؤولة الأكبر عن الإشعاع المنعكس ، إذ تقدّر بثلثي المقدار ، بينما سطح الأرض ، وذرّات الغبار الموجود ، وبخار الماء ، والهواء ، يمثّلون الثلث المتبقّي من الإشعاع المنعكس ، ويعرف بـ Planetary Albedo .
وقد رأى العالِمان ( جيلون ترويورث ، و ليل هورن ) ، وبعد دراسة أتمّاها عام 1971 ، بأنّ 70 % مما تحصل عليه الأرض من إشعاعٍ شمسي ، هو عن طريق الغلاف الغازي المحيط بها ، وهو ما يولّد الطّاقة في الأرض ، في كل ما يدخل ضمن المناخ والطقس ، وأنّ 30 % من الإشعاع الشمسي ، يرتدّ إلى الفضاء الخارجي بشكل منعكس ، ويقرّا بأنّ للماء ألبيدو ، ولكن نسبته منخفضة جداً .
وبما أنّ للقمر لا يوجد غلاف غازي يحيط به ، فبالتالي لا يوجد له سحب ، فيقدّر الألبيدو الخاص به 0.07 ، وهذا يدلّنا على امتصاص القمر لمعظم ما يسقط على سطحه من إشعاع شمسي ، لذلك يرى العلماء أنه من الفضاء الخارجي تُرى الأرض متلألئة ، وأكثر بريقاً ولمعاناً من القمر ، لكونها تعكس مقداراً كبيراً من الإشعاع الشمسي ، حيث أنّها لا تمتصّ الكثير منه ، كما هو حال القمر .
ومن هنا ، فإنّ لكلّ جسم من الأجسام الألبيدو الخاص به ، ويكون أكبر ألبيدو هو للسّحب الذي يقدّر بـ 23 % من الإشعاع الشمسي ، ليلحقه مباشرة ألبيدو كلّ من المواد العالقة في الجوّ متمثّلة ببخار الماء ، والغبار ، وغاز ثاني أوكسيد الكربون ، التي تقدّر بـ 9 % من الإشعاع الشمسي .
وبناءً على ما ذكر آنفاً ، فإنّ الإشعاع الشمسي يتأثر بالهواء فيضيع 49 % من هذه الأشعّة ، فلا يصل إلى سطح الأرض إلاّ نصف كميّة هذه الأشعّة .