طير أنت, قصة بالعامية المصرية
(لولا أنى رأيت ما كنت أقتنعت .. ولولا أنى أقتنعت بما رأيت ماكنت حكيت)
مقولة الفيلسوف : أنا!! … طبعا أنا لا فيلسوف ولا حاجة بس حبيت أبتدى حكيتى بمقولة (مفتكسة)!!
الحكاية أبتدت من رحلة عادية جدا مع أتنين أصحابى (الأنتيم) أبو جريشة و محمد وهران.. كنا رايحين (ملاهى السندباد) .. طبعا مش رايحين نتمرجح لكن كل واحد لة الدافع للرحلة دى يعنى مثلا .. (وهران) رايح عشان يقابل (الحتة) بتاعتة .. و أبو جريشة رايح عشان يعمل فيها (تامر حسنى) أدام البنات .. أما أنا و بكل صراحة عشان هربان من صدمة شديدة جدا جدا و بحاول أخرج نفسى منها!!
طول الطريق فى الأتوبيس حاطط سمعتين (MP4) فى ودنى و عمال أعيد أغنية ساموزين (أيام فى بعدنا فاتوا) حاسس إنى مش عايز أسمع غير الغنوة دى … بس للأسف كل شوية ألاقى حد من (البنى أدمين) اللى معايا يقطعنى بكلام تافهة وكأنها رزالة وخلاص .. لدرجة إنهم وصلونى إنى زعقت فيهم .
بعد طول طريق بمجرد ما وصلنا (للملاهى) شبك (وهران) مع الحتة بتاعتة و أبو جريشة عمل فيها (طفل) و جرى على لعبة (العربيات) و فضل يخبط فى أى عربية فيها بنت .. و انا بصراحة قولت أقضيها تجول و زى ما رجلى تودينى .
حسيت أنى توغلت و بعدت عنهم لدرجة إنى لو عايز أرجعلهم مش هعرف .. بس مهمنيش (ساموزين) فى السماعات عامل أحلى شغل و فى شئ بيدفعنى إنى أكمل ، لحد ما لفت نظرى حاجة غريبة جدا جدا …
مبنى صغير مكون من دور واحد فية باب و شباك بيطل منة إضائة خفيفة جدا و مكتوب علية (طير أنت) !!
طبعا أنا أستغربت قولت الفيلم دة أتعرض على الفضائيات صعب ينزلوة سينما تانى بس حسيت بشئ غريب و إنى عايز أستكشف إية حكاية المبنى دة ، شلت السماعات من ودنى و لاحظت الهدؤ العجيب خصوصا إننا أول الليل بس المكان زى ما يكون مطرف و بعيد عن الملاهى … قربت ببطئ ملحوظ و أنا سامع خطوات رجلى و صوت الهواء …. قربت من الباب و كان مكتوب علية بعض الكلمات بخط صغير جدا … قربت أكتر عشان أقرأ الكلمات دى …. و فجأة سمعت صوت طرقعة الباب و لاقيتة بيتحرك و أنفتح من المفاجأة لا إرادى نطيت نطة خلفية بسيطة بفزع …. و ظهر أدامى ما لا أتوقعة !
رجل طويل و عريض فى سن الستينات لابس جلباب أبيض و لية لحية بيضاء طويلة … ووقف أدامى لمدة ثوانى بنظراتة المتجردة من أى مشاعر … تلقائى لاقيت نفسى بقول :
– مش أنت يا حاج بتاع قصة (البنت دى مزة)
إتحولت نظراتة إلى إستعجاب و هو بيقول: قصة إية يا أبنى؟!!!
حسيت بإحراج : لا أبدا يا حاج معلش .. المفاجأة بس!!
إبتسامة مريحة على وشة وهو بيقول : تعالى أتفضل يا أبنى
حسيت بتردد لكن هو قال الجملة و دخل و الفضول شجعنى شوية و بدأت أخطو بخطوات بطيئة و بحذر شديد
المكان من جوة عكس الظاهر لية من برة خالص … الإضائة فية معقولة و واسع و مرتب بطريقة دقيقة جدا و كانت درجة حرارتة مظبوطة نتيجة (التكييف) و تحتة مكتب وكأنة جزء من شركة فخمة ، قعد الراجل أبو لحية بيضاء خلف المكتب و شاور بإيدة : أتفضل أقعد
قعدت بحذر و أنا مش لاقى أى كلام أقولة لكن هو أبتدى بالسؤال و الإبتسامة المريحة ما زالت على وشة :
– إية شدك للمكان هنا ؟
– الحقيقة أنا جاى زيارة للملاهى مع أصحابى بس أنا أتمشيت شوية و بالصدفة لاقيت المكتب دة و بصراحة اللى شدنى أسمة
ضحك وهو بيقول : أكيد قولت هتدخل هتلاقى (أحمد مكى) جوة عامل فيها (أتش دبور) ههههههههه
مقدرتش أمسك نفسى و ضحكت بتعجب إن راجل بالهيبة دى عندة روح المرح و يعرف (أتش دبور) بس الحقيقة حسيت إن بدأت أهدء من القلق اللى كنت فية !
تابع الرجل الكلام : أسم الكريم إية؟
– رامز
– أهلا بيك يا رامز … بتقتنع بالجن؟!!!
بلعت ريقى و زادت ضربات قلبى و حسيت إن السؤال نزل عليا زى الصاعقة بس حولت أدارى كل دة و رديت :
– أة طبعا .. الجن مذكور فى القرأن و انا شوفت أمثلة كتير عن الجن و أفعالة
– إمممم بس انا مش بقتنع بية… مع أقتناعى بوجودة!!
– ……….. مش فاهم حضرتك!!
– أنا مقتنع بوجودة لأنة مخلوق .. ذكرة الله فى القرأن .. بس أنا مش بقتنع أنة ممكن يتحكم فى حياة إنسان
ملقتش أى كلام أقولة غير إنى أبتسم إبتسامتى البلهاء .. بينما الراجل بيتابع كلامة :
– طبعا أنت قلقان و زمانك من جواك بتقول الراجل دة شكلة عفريت .. بس انا سألتك عشان فى (الفيلم بتاع أحمد مكى) طلعلة عفريت لكن هنا مفيش عفاريت
– بصراحة يا حاج انا منكرش إنى مستغرب إسم المكتب و المكان و الجو نفسة
هز الرجل رأسة بالإيجاب و هو بيقول:
– أنا عارف .. لا متقلقش … وبعدين فى عفريت عندة تكييف و كمبيوتر و مكتب .. دة يبقى عفريت من الحزب الوطنى (سابقا بقى) هههههههههه
فجأة لاقيتة ركز فى وشى وهو بيقول :
– فى حاجة على عينك على الرموش
تلقائيا مسحت عينى لكن هو مازال مصر إن فى حاجة على عينى و قال :
– طب غمض عينك بس
و فعلا غمضت عنيا بحسن نية .. وفجأة … دوى فى المكان صوت طرقعة إيد الراجل على أفايا… فتحت عنيا و وقفت و انا مزهول من الفعل دة :
– أنت مجنون يا راجل أنت؟
لكن حسيت إن دماغى نملت و زى ما تكون فى كهرباء خفيفة فيها قولت و انا مستغرب و بحرك رأسى:
– أنت عملت فيا إية؟
– أنا أسف يا أبنى كان لازم أعمل كدة .. أقعد و أنت هتبقى كويس وانا هشرحلك كل حاجة
قعدت على الكرسى غصب عنى لأنى حسيت إنى غير متوازن … وفجأة لقيت بيمد إيدة ناحية رأسى قولت:
– تااااااانى
أبتسم الراجل و قال : متقلقش يا أبنى أنا هشيل دى!!!!
و نزع شئ من (أفايا) أشبة بالجلدة الرقيقة و حطها على جهاز متصل بشاشة زى الكمبيوتر .. فجأة أضائت الشاشة و عرضت ما لا أتوقعة …. نورة!!!
أمتلأت الشاشة بصورة نورة البنت اللى بحبها و بسببها بمر بأصعب حالة الأيام دى .. لكن مكنتش صورة ثابتة كانت نورة بتتحرك وواقفة فى المكان اللى كنت بشوفها فية دايما بعيونها (البنية) البريئة و كأن الشريحة دى أخدت بيانات من ذاكرتى و خزنتها فيها …. رغم إنى فهمت الفكرة بسرعة لكن برضة أستغربت و سألت :
– إية دة ؟
– حلوة نورة
– أنت تعرف أسمها كمان؟ .. فهمنى إية اللى بيحصل؟
– بكل بساطة يا أستاذ رامز الشريحة خزنت شوية حاجات من زاكرتك ليها و بتعرضها هنا
– أااااااة لا بقى يبقى المفروض تكتب على المكتب (8 جيجا) مش (طير أنت) … و بعدين مين اللى سمحلك أنك تكشف أسرارى؟!!
– متقلقش يا أستاذ رامز .. الشريحة خزنت اللى سمح بية عقلك الواعى .. أما أسرارك فى منطقة تانية فى مخك متنكشفش إلا لو أتخدرت … غمض عينك!
– هاهاااا قديمة .. إية عايز تاخد حاجة تانية من دماغى؟
– غمض عينك و فتحها على طول
و رغم إن كان عندى أحتمال كبير إنى أسمع صوت طرقعة إيدة إلا إنى غمضت و فتحت عينى فى مدة لا تتجاوز اللحظة …. لكن فجأة لقيت نفسى فى مكان تانى …. فى مكان أنا كنت فية قبل كدة …. ولمدة ثوانى أدركت إنى واقف فى المسجد اللى فية أتكتب كتاب (نورة) و لاقيت واحد من ظهرة نفس جسمى ولابس نفس لبسى .. لكن كل شئ واقف .. وكأنها صورة فيلم واقفة مؤقت و لكن الغريب إن الراجل أبو لحية واقف جنبى و بيبتسم … فجأة قولت :
-إية اللى بيحصل دة ؟!! … أنا فى حلم ولا إية؟ … أنا كاتب قصة فيها راجل بأوصافك و فيها حدث مشابهة لدة … ممكن تفهمنى ؟
زادت إبتسامة الراجل وهو بيقول :
– حقيقى أنت شخص غريب… جالك قلب تحضر كتب كتاب و فرح البنت اللى بتحبها؟!! … عارف يا رامز يوميها كان هيحصل إية؟
مقدرتش أتكلم ولا كلمة … لكن حرك إيدة اليمنى بحركة دائرية وكأن دة بداية العرض لاقيت كل شئ حواليا دبت فية الحركة حتى الشخص اللى واقف أدمى اللى هو شبيهى ..
شوفتى شبيهى واقف فى وسط المسجد و كان على وشة إبتسامة غريبة جدا … قربت من شبيهى وانا مستغرب و ظهرت (نورة) وهى بفستانها الأبيض ولاقيت شبيهى وشة أحمر و رعشة غريبة نفضت جسمة وفجأة صرخ صرخة رهيبة لفتت نظر كل اللى موجودين و لاقيتة بيعمل أفعال جنونية ..
جرى شبيهى ناحية المأذون و مسك الدفتر بتاعة و قطعة وعلى وشة غضب و هياج عجيب و الناس أتجمعت حوالية و حاولت تمسكة… لكن كل اللى يقرب منة كان يضربة بطريقة جنونية لدرجة إن الناس حست إنهم مش هيقدرو يسيطروا علية أبتدوا يطلعوا يجروا من المسجد … طلع شبيهى وراهم و فجأة وقفت (نورة) أدامة ….
أنتفض جسمة ….. حسيت برعشة رهيبة فى جسمى و فى جسم شبيهى .. ووقف لمدة خمس ثوانى وهو بيتنفس بسرعة و دمعة تنزل من عينة الحمراء … حسيت إنة عايز يدارى دمعتة فجرى من أدامها ناحية الشارع بكل جنون … و لاقيت شبيهى بيبعد وانا واقف جنب (نورة) لكن هى مش حسة بية ولا حد شايفنى … وفجأة سمعت صوت أرتطام عربية و أزاز بيتكسر … صرخت (نورة) ولاقيت الكل بيجرى ناحية الشارع وانا من ضمن الناس … ولاقيت شبيهى على الأرض غرقان فى دمة أدام عربية و الناس ملمومة حوالية …. حسيت برعشة غريبة فى جسمى …. وفجأة وقف كل شئ و رجع للثبات على المشهد دة …وظهر الرجل صاحب اللحية من بين الناس ووقف جنبى وهو بيقول بكل بساطة :
– أتجنن و مات!!
– الشريحة دى مخدرات و انا بهلوس دلوقتى صح؟
ضحك الرجل بهدؤ أعصاب خلانى أنفعل و أنا بصرخ فية:
– أنت خلتنى أهلوس .. رد عليا و بلاش تستفزنى بضحكك دة
– أهدئ يا رامز.. و أنت تفهم كل حاجة …تعالى نتمشى شوية!!!
– نتمشى فين متجننيش…
بمجرد ما صرخت بالجملة دى و مع طرفت عينى لاقيت نفسى واقف فى بلكونة شقة و (نورة) واقفة فيها و كانت بتبكى جريت عليها:
– نورة متعيطيش أنا عايش .. نورة دة مش حقيقى!!
– مش هتسمعك يا رامز … لأن كان دة اللى هيحصل بعد كدة … كانت هتحس بالتأنيب طول عمرها .. لأن بسبب أختيارها راح إنسان هى متأكدة هو أد إية بيحبها … وكانت حياتها هتبقى غير مستقرة ….
ظهر جوزها وهو على وشة الغضب و بيعاتبها و العتاب تحول لمشدة .. وكان الراجل بيتابع الكلام:
– أما جوزها فهو عايش فى عدم راحة بسبب تقلبات مراتة.. و أتخلق بينهم حاجز غير مرئى لكن محسوس
– أنت عايز تقول إن حياتها أتدمرت بسببى؟!!
– كانت هتدمر….
حرك الرجل إيدة اليمنى مرة أخرة ولاقيت نفسى رجعت للمشهد الأول وشبيهى واقف فى منتصف المسجد .. وتابع الكلام :
– لكن ربنا كان كاتبلك عمر و رايد الأحداث تمشى بصورة تانية.. فأعطاك الصبر .. وخلاك أنت بنفسك تصور كتب كتابها !!
– إنت عايز توصلى إية يا حاج؟
– إممممممم بص!!
فجأة تحول المسجد الى أوضة نومى ولاقيت شبيهى ماسك الموبيل و بيقول :
– جهزى شنطتك و أنا جايلك حااالا
أستغربت جدا و قولت :
– بس المكالمة دى محصلتش!!
أبتسم الرجل و ظهرت أسنانة البيضاء :
– تابع يا رامز الأحداث !!!
و فى طرفة عين لاقيت نورة مع شبيهى فى وقت متأخر و راكبين عربية على طريق سفر … وطرفة تانية لاقيت شبيهى واقف مع نورة فى شقة غريبة و كانت على الوشوش الغضب و سمعتها قالت:
– أنت اللى وصلتنى لكدة ياريتنى ماكنت سمعت كلامك
– نورة أحنا معملناش حاجة غلط … اليوم اللى مشيتى فية معايا أنا أتجوزتك على سنة الله و رسولة
– لكن أمى غضبانة عليا بسبب العاملة دى … إذاى أنا وافقتك و هربت وجيت معاك
– أنتى عارفة إن مكانش أدامنا غير كدة و إلا مش هنكون لبعض
– لكن أنا فقدت أهلى و كلهم بيبصولى بنظرة وحشة بسببك … حسبى الله و نعم الوكيل!!!
المشهد الغريب دة خلانى أهز رأسى بالنفى و أنا بقول :
– إية اللى بيحصل دة ؟ … لالالا دة كدب اللى بيحصل
بص لى الرجل بثقة :
– اللى أنت شايفة دة يا رامز كان ممكن يحصل يوم ما أنت عرفت إنها هتكون لغيرك
– لكن أنا عمرى ما أعمل حاجة زى كدة و هى عمرها ما كانت تقبل كدة!
– عشان كدة يا رامز كان أختيار ربنا ليكم إنكم تبعدوا عن بعض .. لكن .. متفقدوش بعض
– منفقدش بعض؟!!!
– أة … متفقدوش الثقة و الشئ الطاهر اللى بينكم و الأحترام و تفضلوا أدام بعض كبار
– طيب يا حاج بدل كل دة لية ربنا مخترش إننا نكون لبعض بصورة طبيعية ومكناش نتفارق؟!!
– أستغفر الله العظيم … اللهم لا أعتراض… يا أبنى الدنيا دى عبارة عن سلسلة من الأسباب مرتبطة ببعضها … و لما بنقول إن كل شئ أسمة و نصيب لأن أختيار ربنا هو الصح لأنة هو اللى منظم السلسة دى ترتبط ببعضها إزاى … الحكاية أكبر من مجرد إنك تكون ليها وهى تكون ليك … لأن كل حدث بيترتب علية سلسلة كبيرة من الأحداث …. يكفى يا رامز إنكم بتفتكروا بعض بالخير و بالأحترام ، و الله أعلم .. إية اللى مكتوب!!!
طرفة عين و تحولت الشقة الى المكتب و الرجل قاعد أدامى بإبتسامتة المريحة وهو يقول :
– حمد الله على السلامة يا نورة!!!
– بس أنا………!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
حسيت إنى الدنيا لفت بيا و قلبى زادات دقاتة و نفسى وقف لما سمعت صوتى ….. صوتى هو صوت نورة!!!!
حسيت بإحساس غريب و بصيت لجسمى لاقيتة جسم نورة بلبسها… قولت بصوت نورة :
– مش ممكن !!!!!!!!!
سألنى متجاهل تعجبى :
– إية رأيك يا نورة فى رامز؟
وكانت المفاجأة إنى لاقيت نفسى بجاوب رغما عنى بصوت نورة:
– رامز أنا بعزة أوى أوى و اللى بينا كبير.. الحمد الله على النصيب … بس ربنا يوفقة فى حياتة أنا بتمنالة الخير
و فى طرفة عين حسيت برعشة ملكت جسمى و أنا بصرخ :
– إية اللى بيحصل دة؟
لكن الصرخة دى سمعتها بصوتى و بصيت على نفسى لاقيتنى أنا .. بصيت للرجل و انا فى قمة الرعب لكن تجاهل أنفعلاتى و قال:
– إية رأيك يا رامز فى نورة؟
– ربنا يعلم هى بالنسبة لى إية .. و رغم إن مفيش نصيب بس مازالت ليها معزة جوايا و كل أحترام .. الحمد الله .. ربنا يوفقها فى حياتها…..
فجأة حسيت بإحساس غريب من جوابى … لا إرادى وسعت عنيا من المفاجأة و أنا ببص للراجل و أنا بقول إستنتاج رهيب :
– اللى أنا قولتة دة معناة إن نورة كانت….
قبل ما أكمل جملتى أتسعت عين الرجل و أبتسم أبتسامة عريضة و عينة مليانة فرح و خبط كفة الأيمن على الأيسر بكل قوة و سمعت صوت فرقعة رهيبة و حسيت بضغط هواء فى ودنى غمضت عينى من قوة الضوء الأبيض اللى ملت المكان لحظة الفرقعة ……
فجأة سمعت صوت سامو زين فى ودنى و نسمة هواء حاملة رائحة التراب … فتحت عينى بتقل رهيب .. لاقيت نفسى ممدد على الأرض فى المكان (المطرف) اللى فية المبنى … لكن المفاجأة إن المبنى ملوش أى أثر … قمت منتفض من على الأرض و لا إرادى أتجهت جرى ناحية الملاهى و رجلى لوحدها دلتنى للمكان اللى فية (وهران) وكان قاعد هايم مع البنت اللى يعرفها … هجمت على (الترابيزة) اللى قاعدين عليها … بحركة مفاجأة أتنقل توترى لـ (وهران) :
– مالك يا أبنى إية اللى عمل فيك كدة؟!!
– هناك … هناك يا وهران
– طيب تعالى بس أقعد و أهدى أشرب مية و فهمنى فية إية!!
و فجأة سمعت واحد فى (الترابيزة) اللى ورايا بيقول :
– طب بس أهدى و فهمينى إية اللى حصل!!!
و سمعت صوت واحدة بتبكى …. حسيت إحساس غريب جدا جدا إن اللحظات اللى جاية دى لازم أتمالك فيها نفسى و إلا هتجنن …
بصيت للترابيزة اللى ورايا ببطئ شديد …. ولاقيت واحد قاعد مدينى ظهرة و أدامة ……و احدة جت عينى .. فى عنيها (البنية) … و فضلنا بصين لبعض متجاهلين اللى حوالينا مع صمت قد يطول زمنة !!!
يتبع …