طول وهيبة !!
*وامرأة تطلب الطلاق من زوجها لقصر قامته..
*بعد عشرة خمس سنوات اكتشفت – فجأة – أن بعلها لا (يملأ العين)..
*أو لعله كان طويلاً…. ثم كشَّ على حين غرة..
*أو كش تدريجياً كملاية قطنية ؛ من كثرة ما غسلته… وكوته… وفرشته… ودعكته..
*ثم لنفترض إنه قصير… كما زعمت أم الطفلين هذه..
*فهل هذا سبب كافٍ – إن لم توجد عيوب أخرى – لطلب الطلاق؟!..
*نُحيل السؤال لعلماء الدين… والنفس… والعلاقات الزوجية..
*ولكن يبدو أن عامل الطول عند الرجل مهم لدى غالب النساء..
*والكبيرات من نساء عائلتنا – زمان – كن يُعجبن بجمال عبد الناصر جداً..
*كنا نسمع منهن – ونحن صغار – عبارة (طول وهيبة)..
*وخالتي – فتحية محمود – يحكي عنها ابنها الدكتور حاتم قصة غريبة..
*كان هو طبيب امتياز ؛ ووالدته تشكو علةً ما..
*فأخذها إلى اختصاصي شهير – وأستاذه بجامعة الخرطوم في الوقت ذاته – لفحصها..
*وبينما هما في الانتظار دخل رجل قصير مكتب الطبيب..
*فصاحت خالتي في ابنها بصوت سمعه كل المنتظرين (نعلُّو ده الدكتور؟!)..
*فلما أجابها بالإيجاب – هامِساً وخجِلاً – انتفضت واقفة..
*ثم صاحت صيحة أشد (ده دكتور شنو السجمان ده؟!… وحاة الله ما يكشف علي)..
*وعبثاً حاول حاتم إقناعها بأنه من أشطر الأطباء في مجاله..
*فما دام ليس طويلاً – وذا هيبة – فلا يمكن أن يكون شاطراً ؛ هذه قناعتها الراسخة..
*والقوات النظامية تشترط الطول أيضاً… من بين شروط الانتساب..
*أو هكذا كان الأمر فيما مضى… ولا أدري عن الحاضر شيئاً..
*وحين أكمل أخي كمال ، وابن خالي سيف ، امتحان الشهادة أرادا الالتحاق بالشرطة..
*فذهب بهما الوالد إلى مدير شرطة الولاية الشمالية..
*فوعد بمساعدتهما على شرط أن يكونا طويلين ؛ وكانا يقفان تحت شجرة بالخارج..
*فأشار إليهما الوالد عبر نافذة مكتب المدير… وهو مطمئن..
*وما أن رآهما سعادته حتى قال ضاحكاً (ديل مفروض يتعينوا لواءات على طول)..
*ولكن الأول اختار دراسة القانون… والآخر هندسة الطيران..
*ولا أدري لماذا يكون الطول شرطاً للمرأة – والقوات النظامية – دون السياسة..
*وذلك إذا أخذنا – جدلاً – بنظرية الطول والهيبة هذه..
*فيُفترض في هذه الحالة أن يكون القائد – بالذات – في طول وهيبة عبد ناصر..
*والآن فقط نظر صاحب هذه الزاوية إلى نفسه من هذه (الزاوية)..
*فوجد طولاً والحمد لله… ولكن ماذا عن هيبةٍ (ضاعت مع الإهمال يا قسيم الريد)؟..
*أقصد…. (مع الأحوال !!!).