طرق التغذية السليمة
الصحة
الصحة الجيّدة لا تأتي إلّا بالتزام الفرد بأسلوب تغذية جيّد، فالتغذية السليمة والصحيحة هي أنجح وسيلة للقضاء وللوقاية من الأمراض المنتشرة بشكل كبير في كل أنحاء العالم وفي محيطنا الذي نعيش به وللحصول على قسط كبير من الصحة النفسية والجسدية، فمن الضروريات أن يحتوي طبق الطعام الخاص بنا على جميع العناصر المغذية والتي تمد الجسم بما يحتاج من الطاقة ومنها الفيتامينات بأنواعها والسكريات والبروتينات والدهون، كما ويجب أن تحتوي الوجبة الغذائية في مضمونها على نسب كبيرة من الأملاح المعدنية والطريقة السليمة هي التغذية المتزنة مع عدم الاقتراب من الوجبات الجاهزة والمحفوظة وخاصة الوجبات السريعة مثل الهامبرغر والهوت دوج، فطرق حفظ مثل هذه الوجبات لها تأثير سلبي على محتواها من الفيتامينات والأملاح المعدنية كما أنّ بعض أساليب ووسائل الحفظ تستخدم مواد كيميائية تغيّر من البناء الطبيعي لهذه المواد الغذائية.
التغذية السليمة
يقصد بالتغذية السليمة تناول وجبات غذائية بالكم والنوع والذي يتناسب مع عمرك وحالتك الفسيولوجية بحيث يحصل الجسم على جميع حاجاته من المواد والعناصر الغذائية وذلك بهدف الوقاية من الإصابة بالأمراض والتمتع بصحة وعافية طوال مشوار حياتك، وذلك لا يأتي فقط بتناول الوجبات الغذائية الصحية الذي أوصى بها مختص التغذية، لكي تحافظ على صحتك من الضرر، بل يجب عليك الاهتمام بنمط حياتك من ناحية تجنب السلوكيات والأساليب غير الصحية والتي لا تعود بالفائدة على الفرد وعليك بممارسة النشاطات البدنية فالتغذية السليمة جزء مهم من الحياة الصحية ولكنها ليست كل شيء فهناك بعض الاعتبارات الأخرى التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار في حياة الفرد اليومية.
تأثيرات دمج الوجبات
قد يؤدّي النقص المتكرّر في إعطاء الجسم حاجته من الطاقة بشكل منظّم ولمدة زمنية طويلة لشعور الإنسان بالجوع بشكل تلقائي ومتواصل على مدار اليوم، الأمر الذي يضر بشكل كبير بقوة الجسد والعزيمة، ويقوم بزيادة الشعور بالهيجان والملل والتوتر والأرق والاكتئاب في بعض الحالات، وفي الغالب قد يؤدّي انخفاض نسب السكر في الدم عند بعض الحالات إلي الشعور بالإرهاق، الصداع المتكرر، واضطرابات في تركيز الإنسان وقد يؤدّي إلى اختلال توازن الجسم عند القيام بالأمور الحياتية والواجبات المنزلية التي تحتاج إلى بذل جهد.
من الممكن أن يؤدي تناول الوجبات الغذائية على فترات متفرقة ومتباعدة، وعدم تزويد الجسم بحاجته من بالطاقة بشكل متزن ومدروس، إلى تفكيك البروتينات الموجودة في عضلات الجسم، وإلى الشعور بالضعف والتعب، وتكون ردة فعل الجسم على تخفيض استهلاك الطاقة بتخفيض وتيرة العمليات. وينتج عن ذلك حدوث تراجع كبير بوتيرة انخفاض الوزن، والذي له تأثير كبير على استمرارية الانخفاض بالوزن وفقدان القدرة على التحكم بالجسم والسيطرة عليه وإضعاف قدرات الجسم.
عندما يتناول الفرد وجبة غذائية واحدة كبيرة في اليوم، ستتبقى كميات فائضة من العناصر الغذائية في الجسم، والتي تبقي دون هضمها وسرعان ما تتحول الى دهون وتظهر بعد ذلك على شكل ترهلات مزعجة، ويؤدّي ذلك الفعل من تناول وجبة كبيرة في اليوم إلى زيادة في حجم معدة الفرد، وينتج عن ذلك معدة أكبر حجماً وتتطلب قدراً أكبر من الكميات الغذائية للشعور بالشبع، ويؤدي ذلك رفع مستويات السكر والدهون في الدم، بينما عند تناول عدة وجبات صغيرة، تنخفض هذه المستويات بشكل كبير.
احتياجات الجسم من الطعام
إنّ الإنسان بحاجة إلى أكثر من 40 عُنصراً غذائياً للحفاظ على صحته ومقاومته الأمراض المنتشرة في المحيط الذي يعيش به ولا يوجد غذاء واحد ومحدد يحتوي على كل هذه العناصر والمواد، لذا فمن المهم على الفرد تناول أنواع عديدة من الأغذية التي تضمن للفرد الحصول على هذه العناصر وهذا يجب أن يتم على مدار ساعات اليوم فمثلاً يتناول الفرد أنواع معينة من الأغذية على الفطور وأنواع أخرى، في وجبة الغذاء ونوعيات غذائية أخرى في وجبة العشاء ولا نغفل عن الأكل بين الوجبات الرئيسية وفي اليوم التالي يمكن أن تقوم باستكمال الأغذية التي لم تستطع تناولها في اليوم السابق، فمثلاً إذا تناولت السمك في اليوم السابق تستطيع تناول اللحم في اليوم التالي وهذا المبدأ يطبق على بقية الأغذية مثل منتجات الألبان والخضروات والفواكه والبقوليات وغيرها بحيث عليك تناولها على مدار أيام الأسبوع.
تناول السوائل بكثرة
إنّ الفرد البالغ بحاجة يومية إلى لتر ونصف من السوائل على أقل تقدير في اليوم الواحد في الجو الطبيعي، وترتفع نسب هذه الكميات حسب الحاجة وقد تصل إلى ضعف تللك الكمية أو أكثر في الأجواء الحارة الرطبة، لما يفقده الجسم من سوائل بشكل كبير، أو إذا كنت تمارس أنشطة رياضية بشكل مكثّف، فالماء من أسهل أنواع السوائل وأسرعها امتصاصا وهو لا يسبب السمنة المفرطة إطلاقاً، ويمكن للفرد تناوله في أي وقت يريد وهذا بالإضافة إلى أن الشاي وعصائر الفاكهة بأنواعها، والحليب والقهوة والشوربة توفّر كميات كبيرة من السوائل التي يحتاجها الجسم على مدار مراحل حياته.
الكربوهيدرات والتغذية السليمة
إنّ الأغلب في مجتمعنا لا يتناولون الكميات الكافية من الأغذية لتى تحتوي على الكربوهيدرات مثل الخبز والأرز والبطاطس وغيرها ومن المعروف أنّ أكثر من 65% من الطاقة التي يجب أن نحصل عليها تكون من المواد الكربوهيدراتية، فحاول أيها القارئ أن تركّز على الأغذية المكونة من الحبوب الكاملة بخاصة الخبز والبسكويت والمعجنات بكافة أنواعها الأخرى، ومن المتعارف عليه أن الشباب والأشخاص الذين يبذلون نشاطاً مكثفاً في اليوم هم بحاجة إلى كميات كبيرة من المواد الكربوهيدراتية لكي يستطيعوا أن يعوّضوا الطاقة التي بذلوها طوال فترات اليوم.
الفواكه والخضروات وعلاقتها بالتغذية السليمة
حسب دراسات علمية كثيرة كانت خلاصتها أن الكثير من الناس لا يتناولون حاجتهم من الخضروات والفواكه وبخاصة الشباب وكبار السن، وللعلم إنّ الفواكه والخضروات تحتوي على مجموعة كبيرة جداً من المغذّيات المفيدة لجسم الإنسان بالإضافة إلى أنها تحتوي على الألياف الغذائية التي تساعد في الوقاية من العديد من الأمراض المزمنة كأمراض السكري والقلب وارتفاع ضغط الدم والسمنة، كما وجد أن الفواكه والخضروات تضم في تكوينها على مواد مضادة للتأكسد التي تساعد في الوقاية من أمراض لسرطان، فعليك أخي القارئ تناول كل من الفواكه والخضروات على أقل تقدير خمس مرات في اليوم وذلك على أشكال متعددة مثل السلطات أو الفواكه الطازجة أو كخضروات مطبوخة في الوجبات الغذائية اليومية.
المشروبات والأغذية الغنية بالسكريات
السكر هو من المواد كربوهيدراتية الهامة، وهي مصدر أساسي للطاقة الحرارية وبشكلٍ عام، فإنّ جميع المواد الكربوهيدراتية ما عدا الألياف الغذائية تتحوّل إلى سكريات وتوجد السكريات في عدد غير قليل من الأغذية مثل: الحليب والفواكه وبعض الخضروات والحبوب بأنواعها والأغذية السكرية بخاصة الحلويات والشوكولاتة.
الأطعمة المالحة والتغذية السليمة
الإنسان في الغالب بحاجة إلى الصوديوم والذي نجده في الملح بكميات قليلة ولكننا نتناول كميات كبيرة من الصوديوم في وجباتنا الغذائية، أما كثرة تناول الصوديوم فتسبب ارتفاع بضغط الدم والذي أصبح مشكلة كبيرة في العديد من البلدان، ومن المعروف لدينا أنّ العديد من الأطعمة الشعبية والتراثية يكون في محتواها نسب عالية من الملح وكذلك معظم الأطعمة السريعة والمعلبات، فعليك أخي القارئ الاعتدال في تناول هذه الوجبات اليومية.