صفر على الشمال
كلنا نعلم أن الصفر على الشمال بالنسبة للأرقام لا يعنى شيء… فماذا يفيد وضع صفر على الشمال بجانب واحد فيظل الواحد واحدا والصفر صفرا، و لكن هل تعلم أن هناك أشخاص لا يكونوا أكثر من صفر على الشمال؟ نعم هؤلاء الأشخاص لا قيمة لهم فهم لا ينفعوا ولا يضروا ولا يهتموا، ومن الهام أن نطلع على صفاتهم لنعلم إن كنا مثلهم صفرا على الشمال أم لا…!
صفات الشخص الصفر على الشمال:
1- تعطيل العقل: إنه شخص لا يفكر ولا يهتم بقضايا الآخرين إنما فقط يهتم بما يشتهيه من طعام ورحلات وملذات.
2- الاستجابة للنفس الأمارة: إنه يستجيب لكل ما تأمره نفسه به فهو لا يشعر بالتقصير.. فبمجرد قيامه بأصول الدين من صلاة و صيام فهو أصبح في وجه نظره ملتزم، و لكن ما حقيقة هذا الالتزام و لماذا نسى صغائر الذنوب التي تراكمت عليه؟
3- التهرب من كل عمل جاد: كم من الناس إذا كلف بأمر قال أنا مشغول… و تكثر الحجج الدنيوية من عمل ودراسة و زواج و أبناء، و يبدأ في التسويف و التأجيل و تستمر الغفلة… بل أكثر من ذلك أنه ينقد العمل الإيجابي.
4- الضعف والفتور: الشخص الصفر لا تجد له نشاطا في أوقات العمل الجاد ولكن في أوقات المصائب فتجده ينشط بالتخطيط و المعرفة و تصنيف الناس.
5- التقيد بروتين الحياة: لا يتطلع إلى الجديد فقد اعتاد على نمط حياة معين ولا يريد أن يأخذ قرار حتى يتقدم أو يصبح أفضل.
6- كثرة الجلسات والدوريات وضياع الوقت: فهو يضيع وقته في الخروجات والأصحاب والانترنت و الشات والألعاب .. هذه الأشياء في حد ذاتها ليست خطرا إذا استخدمت بشكل جيد و لكن الكلام دون عمل لا يفيد.
7- عقدة المستحيل ولا أستطيع ولا أقدر: كم من المرات نضع أمامنا عراقيل وأعذار… سئل نابليون كيف استطعت أن تولد الثقة في أفراد جيشك؟ فأجاب كنت أرد على ثلاث بثلاث. من قال لا أقدر قلت له حاول، ومن قال لا أعرف قلت له تعلم، ومن قال مستحيل قلت له جرب… ولا تنسى أن لكل مجتهد نصيب.
8- الكسل و الخمول: لا يكلف نفسه القيام بشيء حتى أموره الشخصية من وظيفة ودراسة ، فكيف حاله مع العبادات و الطاعات…!
9- الرضا بالدون مع القدرة على ما هو أحسن: قال ابن الجوزى في صيد الخاطر ” من علامة كمال العقل علو الهمة و الراضي بالدون دنيء”.
10- تيئيس الآخرين: إنه لم يكتف فقط بعدم المشاركة وإيجاد الأعذار، بل إنه علي أتم الاستعداد للنقد و التجريح.
و الآن يجب أن نضع سؤال هام و هو لماذا أصبح الكثير من الناس سلبيين على هامش الحياة ؟
1- الجهل و الغفلة: الغفلة عن الغاية التي من أجلها خُلق، إنها العبودية لله… العبادة التي عرفها العلماء إنها اسم جامع لما يحبه الله و يرضاه من الأقوال و الأفعال الظاهرة والباطنة ، والغفلة عن النهاية فالموت هو نهاية الجميع و لكن شتان بين ما يموت على طاعة ومن يموت على معصية.
2- صحبة ذوى العزائم الواهنة والهمم الضعيفة: إن الإنسان سريع التأثر بمن حوله، فالأصحاب الذين يهتمون بمصالحهم و قضاء الوقت بدون فائدة لن يضيفوا لك شيئا… كما أنك عليك ألا تغتر بمصاحبة الصالحين تاركا عيوب نفسك فهي من الحيل النفسية التي يجب التنبه لها.
3- نسيان الذنوب: وذلك نتيجة إلى ضياع الوازع الديني وقلة الخوف من الله عز وجل، فالنفس إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية.
4- الزهد في الأجر: الجهل بأهمية الحسنة الواحدة ، اسأل نفسك لماذا نعمل؟ لماذا نطعم الطعام؟ لماذا نغض أبصارنا ؟ لماذا نمسك اللسان عن الكلام؟ لماذا نحبس شهواتنا؟ لماذا نكثر الخيرات؟ … ” إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا”.
5- الخوف والأوهام: الخوف يأكل القلوب ، فتارة نخاف على أنفسنا و تارة نخاف على أولادنا.. و تستمر الأوهام.قال الله تعالى: “إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه، فلا تخافوهم و خافونِ إن كنتم مؤمنين” سورة آل عمران أية 175.
6– التردد: إنه لا يدرى من يتبع فأي ريح تهب تؤثر فيه… قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ” اللهم إني أسألك الثبات في الأمر و العزيمة على الرشد”. فإن عزمت على أمر فتوكل على الله.
7- عدم الثقة في النفس: إنه دائما يعتذر عن أي عمل خوفا من الفشل وبهذا تموت الطاقات وتقتل المواهب.
8- أمراض القلب: الحسد ، سوء الظن… فلا يهتم إلا بالقيل و القال، فيفرح لحزن أخيه و يحزن لفرحه… و يرى أنه على حق…” أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا” سورة فاطر أية 8.
ووصيتي لك أن لا تضيع ساعات عمرك إلا بنفع وفائدة… فأنت مسئول أمام الله أن تعمل ما بوسعك، ولا تقلل من نفسك، و ليكن قلبك كبيرا يتسع لهموم الآخرين، أحسن النية واجعلها سباقة فإنك تؤجر عليها وليكن همك إصلاح الآخرين.
فهناك فرق كبير بين قولك “اللهم ربِ اجعلني من الصالحين” وقولك “اللهم اجعلني من الصالحين المصلحين”
و هناك فرق كبير بين قولك ” اللهم انفعني” و قولك “اللهم انفعني وانفع بي”.