صفات رسول الله الصدق والأمانة
صفات رسول الله
خَلقنا الله في هذه الدنيا لعمارة الأرضِ وعبادتهِ، ومن رحمة الله تعالى بعباده أن أرسل لهم الأنبياء؛ لينظّموا حياتهم، ويرشدوهم إلى عبادة الله تعالى بطريقةٍ سليمةٍ، ومن هؤلاء الرسل الذين بعثهم الله لعباده سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم، وحتّى يقتدي العباد برسولهم الذي بعثه الله تعالى لهم، لا بدّ من أن يكون أسوةً حسنةً لأتباعه، فالنبي محمد صلّى الله عليه وسلّم لم يعلّم الناس كيفيّة عبادة الله تعالى فحسب، بل اهتمّ بتنمية أخلاقهم وتهذيبها حتى يكونوا خير أمةٍ أُخرجت للناس، فأهم ما ركز عليه رسولنا الكريم -عليه السلام – هو الأخلاق لقوله صلّى الله عليه وسلّم: “إنّما بعثت لأتمم مكارمَ الأخلاق”، ولهذا فإنّ رسولنا الكريم محمد صلّى الله عليه وسلّم يتمتّع بصفات عديدة ميزته عن باقي أهل قريته والبشرية جمعاء، ومن هذه الصفات الخُلُقية:
الصدق والأمانة
ارتبط كل من الصدق والأمانة باسم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فكان يُلّقب قبل أن يكلفه الله تعالى بتبليغ الرسالة بمحمد الصادق، أو الصادق الأمين، رمزاً لأمانته وصدقه، وشهد له كفار قريش بذلك حتى بعد أن جهر بدعوته، فكان عليه السلام إذا علم أن أحد أفراد عائلته يكذب، يعرض عنه حتى يكّف عن الكذب.
التواضع
عُرف عن الرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم تواضعه الشديد، فهو لم يعامل الناس على أنه نبيهم وخدمته واجبةٌ عليهم، بل كان يخدم نفسه بنفسه، ويجهز أموره بنفسه، وقد وردت إلينا قصصٌ وأحاديثٌ كثيرةٌ عن تواضعه، فقد كان عليه السلام يخيط ثوبه، ويصلح حذاءه، ويعمل ما يعمل الرّجال في بيوتهم.
الرحمة
أكثر ما كان يحتاج إليه الناس في الجاهلية هو الرحمة فيما بينهم، لما عُرف عن تلك المرحلة من ظلمٍ واستبدادٍ وأكل حقوق الناس، فجاء نبيُّ الرحمة ليزيل الظلم عنهم وينشر التسامح والعدل والرأفة بينهم، وأعزُّ من شهد له بذلك هو الله تعالى في كتابه العزيز، وقد وردت آياتٌ كثيرةٌ في القرآن الكريم تبين مدى رحمة الرسول عليه السلام بالمسلمين.
الجود
عُرف عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنه أجود الناس، فمهما بلغ الكرم في الناس لن يبلغوا كرم رسولنا الكريم عليه السلام، فكان جوده وكرمه يحببان الناس بالإسلام فيقبلوا على اعتناق الإسلام من قبل معرفة ضوابطه وأحكامه، لشدةِّ إعجابهم بكرم النبي عليه السلام، ففي أحد الأيام وصل النبي عليه السلام مبلغٌ ماليٌ كهديةٍ له، فأمر بنثرها في المسجد لكي يأخذ منها المحتاجون.
وصفوة القول، كل إناءٍ بما فيه ينضح إلا حديثنا عن صفات رسولنا الكريم، فالحديث عنها لا ينتهي وصفاته الجميلة كثيرةٌ؛ لأنّ الله تعالى جمع كل الشمائل الحسنة في شخصه الكريم، ولا يمكن لأحدٍ مهما اجتهد أن يصل لمستوى صفاته عليه السلام، إلّا أننا ومع هذا يجب علينا الاقتداء بها ما استطعنا وتمثّل صفاته، كما أمرنا الله تعالى بذلك.