متفرقات

صحراء كلهاري

تقع (صحراء كلهاري) في القارّة الأفريقيّة، وهي تمتدّ على مساحات واسعة لثلاثة بلدان، حيث نجد أجزاء كبيرة منها في بتسوانا، وأيضاً ممتدّة إلى أجزاء من دولة ناميبيا، لتصل حتّى دولة جنوب أفريقيا، حيث تقدّر مساحتها بـ 900.000 كيلو متراً مربّعاً، وتحيط فيها المنخفضات التي تعرف بـ (منخفضات كالهاري) على مساحة تتجاوز الـ 2.5 مليون كيلو متراً مربّعاً، حيث نجد هذه المنخفضات في الجزء الأكبر من أراضي دولة بتسوانا، إلاّ أنّها تتجاوزها لتضمّ بعض أراضي دولة جنوب أفريقيا، وأيضاً دولة ناميبيا، وأيضاً جزءاً من أراضي دولة أنجولا، وبعض أراضي دولة زيمبابوي ودولة زاميبيا.
يمرّ من هذه الصحراء نهراً رئيسيّاً، والذي يعرف باسم (نهر أوكفانجو)، حيث نجده نهراً متدفّقاً من الدلتا التي في الجزء الشمالي الغربي لهذه الصحراء، والذي بدوره يشكّل مستنقعات عديدة، تزخر فيها الحياة الغنيّة البريّة، وعلى الرّغم من المساحات الواسعة والكبيرة التي تمتدّ عليها هذه الصحراء والتي تمتاز برمالها ذات اللون الأحمر، وبالرّغم من قلّة الماء وشحّها وعدم وجود مصادر للمياه فيها، إلاّ أن بعض الجغرافيين لا يعتبرونها صحراءً، والسبب إلى أنّ الهطولات المطرية التي تحصل في أجزاء واسعة منها، تصل سنوياً إلى ما يقدّر بـ 250 مم، إلاّ أنّ الجزء الجنوبي الغربي منها أمطاره قليلة فقد لا تصل سنوياً إلى أكثر من 175 مم. أمّا درجات الحرارة فيها، فإنها تتراوح بين 20 درجة مئوية و40 درجة مئوية في فصل الصّيف، أما في فصل الشتاء، فإنّ جوّها يغلب عليه الجفاف، والبردة المنخفضة جداً، حتى لتصل إلى درجة الصقيع في الليل، وبانخفاض في الدرجات تصل إلى الصفر في بعض الأحيان.
إنّ اللغة التي ينطق فيها سكّان هذه الصحراء هي لغة محليّة خاصة بدولة بتسوانا، وجاءت تسمية صحراء كاليهاري من اسم keir والتي معناها (العطش العظيم)، ويوجد في صحراء كلهاري مناجم عديدة، كمناجم الفحم الحجري، وأيضاً النحاس، ونجد مناجم اليورانيوم، وأيضا النيكل، وفيها منجم ألماس، ويعتبر هذا من أغنى وأعظم المناجم في العالم، حيث يقع في المنطقة الشماليّة الشرقية للصحراء في منطقة أورابا.
يتبع لهذه الصحراء مقاطعات عدّة، وأهمها يأتي مقاطعة كجالاجادي، إضافة إلى مقاطعة غانزي، وأيضاً مقاطعة كوينينج، ونجد أيضاً المقاطعة الجنوبيّة، والمقاطعة المركزيّة، وهنالك أيضاً مقاطعة الشمال الغربية، وهي جميعها تقع ضمن دولة بتسوانا، أمّا مقاطعة ناميبيا فإنّها موجودة ضمن دولة ناميبيا.
سكّان هذه الصحراء هم عبارة عن قبائل (البوشمن)، وهم قبائل مازالت بدائيّة، ويطلق عليهم اسم (باساروا) وأيضاً (سان)، إلاّ أنّهم لا يفضلون هذه الألقاب وهي بالنسبة لهم بمثابة إهانة، ومعظمهم من عبدة أرواح الأموات، وفي الوقت ذاته فهم يؤمنون بوجود إله كبير هو إله الخير، وإله أصغر هو إله الشر.

زر الذهاب إلى الأعلى