شمع العسل
ما يمدّنا به النحل من مواد مفيدة يجعله أحد أهمّ الحشرات على الأرض رغم صغرها وقد ورد ذكر النحل في القرآن الكريم، يقول الله تعالى: ” وأوحى ربك إلى النحل أن اتّخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر وممّا يعرشون ” النحل (٦٨). النحل مصدر صناعة العسل، والغذاء الملكي، وحبوب اللقاح، ووسم النحل، والعكبر، وشمع العسل، ويستخدم العسل مع المنتجات الأخرى في علاج الأمراض وتغذية البشرة، والعديد من الاستعمالات الأخرى التي سنأتي على ذكرها.
شمع العسل
هو أحد المواد التي يقوم النحل بتصنيعها، وأصله آتٍ من الإفرازات التي تنتج من غدة الأسترنات عند الشغالات التي تحتاج إلى تسعة كيلو من العسل وكميّةً من حبوب اللقاح لتستطيع إنتاج كمية قليلة من شمع النحل. يتميّز شمع النحل بلونه الأبيض الشفاف وبرائحته الزكية، ويمكن أن يتغيّر هذا اللون حسب حبوب اللقاح ومكوّنات الشمع، كما أنّه يتميز بثمنه المرتفع وهشاشته وسهولة كسره.
يتكوّن شمع النحل من هيدروكربونات، وكحولات أحاديّة وثنائية، وأحماض طويلة السلسلة مثل البالمتيك، وأحماض هيدروكسية، ومواد غير معروفة للآن. وشمع النحل هو أحد المواد المهملة غير المدروسة جيّداً رغم فوائدها العظيمة.
فوائد شمع النحل
منذ زمن عرف شمع النحل بفوائده الكثيرة والمتعدّدة في العلاج والغذاء والصناعة والتجميل، فقد استخدم في دفن الموتى والتحنيط، وللإضاءة في الكنائس والمعابد وصنع التماثيل، وحديثاً في مواد التجميل والمواد الطبية وأساسات الشموع، وفي العلاج يستخدم للتخلّص من الالتهابات ونزلات البرد والزكام والحمّى، كما يستخدم لتقليل الحساسية، وللحروق، وتخفيف آلام الجروح، وشمع النحل يعدّ مطهّراً ومانعاً لتكوّن البكتيريا، ومعالجاً لآلم الأسنان إذا ما خلط مع العسل، وهو مليّن للمعدة.
أمّا جماليّاً فهو يرطّب البشرة ويحميها ويزيد من نعومتها ونضارتها، ويذيب الدهون، كما تحّسن رائحته من المزاج، ويعتبر أفضل مزيل للشعر خصوصاً في منطقة الوجه؛ حيث إنّه يعمل على إزالة الشعر من جذوره، ويترك بشرتك ناعمة بشكلٍ لا يصدّق، ولكن حديثاً تتمّ محاولة البحث عن بدائل لهذه المادة العظيمة بسبب غلاء ثمنها. وفي الصناعة يستخدم في صناعة الجلود، وإطارات السيارات، والشموع والقناديل.
أكل شمع العسل
على عكس ما هو شائع فإنّ شمع العسل يؤكل ولا مضار منه، كما وأنّ المعدة تقوم بهضمه دون أيّة مشاكل، ويؤكل حسب الرغبة؛ حيث يمكن مضغه على شكل أقراص لا يتجاوز حجم الواحد منها حجم قطعة العلكة، أو يخلط مع العسل بعد تحطيمه وهذا الشائع. في النهاية يوصى بالتوقّف عن تناول شمع النحل في حالة ملاحظة أيّ أعراض جانبية ومراجعة الطبيب المختص.