شعر غزل فاحش
شعر غزليّ فاحش
-امرؤ القيس.
ألا عِمْ صَبَاحاً أيّهَا الطّلَلُ البَالي
سموت إليها بعدما نام أهلها
سموّ حباب الماء حالاً على حال
فقالت سباك الله إنّك فاضحي
ألست ترى السّمار والنّاس أحوال
فقلت يمين الله أبرح قاعداً
ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي
حلفت لها بالله حلفة فاجرٍ
لناموا فما إن من حديثٍ ولا صال
فلمّا تنازعنا الحديث وأسمحت
هصرت بغصن ذي شماريخ ميّال
وصرنا إلى الحسنى ورقّ كلامنا
ورضت فذلّت صعبة أيّ إذلال
فأصبحت معشوقاً وأصبح بعلها
عليه القتام سيّء الظنّ والبال
يغطّ غطيط البكر شدّ خناقه
ليقتلني والمرء ليس بقتال
أيقتلني والمشرفي مضاجعي
ومسنونة زرقٍ كأنياب أغوال
وليس بذي رمحٍ فيطعنني به
وليس بذي سيف وليس بنبال
أيقتلني وقد شغفت فؤادها
كما شغف المهنوءة الرّجل الطالي
وقد علمت سلمى وإن كان بعلها
بأنّ الفتى يهذي وليس بفعّال
وماذا عليه إن ذكرت أوانسا
كغزلان رملٍ في محاريب أقيال.
نام على صدري وصارحني
حبيبي نام يا عمري على صدري وصارحني
وفضّ الصّمت بإحساسك، وخلّ الحبّ لي يجري
وفضفض لي بعد عمري، وعاتبني، وفهّمني
أنا أطري على بالك كثر ما أنت علي تطري
تعال قرّب من أحضاني، ترى خدّك مواعدني
يبي يلامس شغف روحي ويقطف بوحي من شعري
تعال أنثر هنا ليلك، وخلّ ويلك يولّعني
أنا أحبّك وأبي قربك، ترى منّي قضى صبري
أنا نبضك زهر أرضك، وأنت إيه تملكني
بنحل خصرك، جمّر ثغرك، وزوّد بلونك الخمري
تتوّهني تغرّقني، ومن بردك تدثّرني
وتبكي لي وتشكي لي، وله قلبك ومن سحري
أبي دموعك مع أنفاسك بصدق الودّ تحرقني
وأبي عطرك مع سحرك وآهك بالحشا تسري
أبي همسك يبعثرني غلا ولمسك يلملمني
وأبي عيونك من عيوني تذوب من الولع كثري
وأبي عهدك مع وعدك، وأبي كلّك تسلّمني
أبي إيدك تسافر بي، وزهر قدّك يلحفني
وأهيم بعالمك عاشق جنوني أنت، وأنت بي تدري
تشوف الجمر بعيوني، تشوف الشّوق جنّني
أجل تدري مثل ما أدري بأنّك حلمي يا بدري
حبيبي قوم وصارحني عن إحساسك وعلّمني
أنا أطري على بالك كثر ما أنت علي تطري.
سلام يا رمش ربّاه الخدّ
سلام يا رمش ربّاه الخدّ
سلام يا ذابح القلوب الخليّة
ما بي ظمأ لا شك بي روح عطشان
وماني عليل وإن بدا سقم حالي
يا ليت ربّي ما خلق حبّ وفراق
وإلّا خلق حبّ على غير فرقا
أنت العذاب وكيف أنا بك أعذبك
يا من جرحت القلب جرحك علاجي
كلّ يعاتب بعض الأحيان غالية
والحبّ يبقى فوق كلّ الجروحي
أبي أمتّع عيوني بشوفة عيونك
أخاف من يوم آجي فيه ما ألقاك
والله ما غيرك بقلبي يوازيك
أغلى من الدّنيا على الخدّ ما طال
إلّا العيون أبخل بها ما قدر أعطيك
وش فايدة دنياي من دون ما أشوفك
أحبّك يا بعد عمر السّنين
أحبّك يا بعد عمر السّنين اللي مضت وأهواك
أنا لولاي أحبّك ما دفيت براحت إيدينك
رحلتي والسّنين بلهفة الذّكرى تسوق خطاك
وجيتيني بلهفة ذكّرتني بأوّل سنينك
تعالي للعيون اللي حرمها الوقت من لاماك
ولك منّي وعد ما عاتبك وأقول لك وينك
أبي أضمّك لصدرٍ عاهد إنّه ما يضم سواك
ثيابي لا يبللها سحابٍ هلّ من عينك
أنا اللي في منام النّاس كنت أسهر على ذكراك
أقلب دفتر أشعاري أفتّش عن عناوينك
أحبّ من الليالي الليلة اللي تنقضي ويّاك
وأحبّ من الكلام الكلمة اللي بيني وبينك
عشقت من العسل شهد محلّى من رحيق شفاك
زهور الكون ما تشبه لزهرة من بساتينك
تربّع في ضواحي قلب لو تنساه ما ينساك
ولو هلّت مزون دماه ما تضمى شرايينك
أحبّك وآمر الخافق يطيعك غصب ما يعصاك
أنا والقلب لو حكمك علينا ظلم راضينك
وإذا إنّك تحسبه ضعف منّي يوم أقول أهواك
عليّ بالطّلاق إنّي لهين القلب وأهينك.
هو الحبّ فاسلم
-ابن فارض.
هو الحبّ فاسلم بالحشا ما الهوى سهلُ
فما اختاره مضنـىً به، ولـه عقـلُ
وعش خالياً، فالحبّ راحتـه عنـا
ًوأولـهُ سـقـم واخــرهُ قـتـلُ
ولكن الذي المـوت فيـه، صبابـةً
حياةٌ لمن أهوى، عليّ بها الفضـلُ
نصحتك علماً بالهوى، والـذي أرى
مخالفتي، فاختر لنفسِكَ مـا يخلـو
فإن شئتَ أن تحيا سعيداً، فمت بـه
شهيـداً، وإلا فالغـرامُ لـه أهـلُ
فمن لم يمت في حبّهُ لم يعـش بـه
ودون اجنتاءِ النّحلِ ما جنتِ النّحـلُ
وقل لقتيـل الحـبّ، وفيـتَ حقـهُ
وللمدّعي: هيهات ما الكحلُ الكحلُ
تبّـاً لقومـي، إذ رأونـي متيّـمـاً
وقالوا: بمن هذا الفتى مسّهُ الخبـلُ.
ألام على حبّي
-عمر بن أبي ربيعة.
أُلامُ على حُبّي، وكأنّـي سننتـهُ
وقد سُنّ هذا الحبُّ من قَبلِ جُرهُـم
فقلت: اسمعي، يا هندُ، ثمّ تفهمي
مقالـةَ محـزونٍ بحُبِّـكِ مٌغـرمِ
لقد مات سرّي واستقامت مودّتـي
ولم ينشرح بالقولِ يا حبّي فمـي
فإن تقتلي في غير ذنبٍ، أقل لكـم
مقالـةَ مظلـومٍ مشـوقٍ متـيّـمِ
هنيئاً لكم قتلي، وصفـو مودّتـي
فقد خطّ من لحمى هواك ومن مديِ.
إذا خطرت
-جميل بثينة.
إذا خطرت من ذكر بثينة خطـرة
عصتني شؤون العين فانهال ماؤهـا
فإن لم أزرها عادني الشّوق والهوى
وعاود قلبـي مـن بثينـة داؤهـا
وكيف بنفس أنت هيّجـت سقمهـا
ويمنـع منهـا يا بثيـن شفـاؤهـا
فأحيي، هداك الله نفسـاً مريضـةً
طويـلاً بكـم تهيامهـا وعناؤهـا
أصلّي فأبكي في الصّلاةِ لذِكرِها
لي الويلُ مما يكتُـبُ المَلَكـانِ
ضَمِنتُ لها أن لا أهيمَ بغيرِهـا
وقد وثِقَت منّي بغيـرِ ضمـانِ
وألثم فاها كي تزولَ حرارتـي
فيشتدّ ما ألقـى مـن الهيمـانِ.
دع الوشاة
-زهير بن محمد علي المهلبي.
دع الوشاة وما قالوا ومـا نقلـو
أبينـي وبينكـم مـا سينفـصـلُ
لكم سرائـر فـي قلبـي مخبّـأةٌ
لا الكتب تنفعني فيها ولا الرّسـلُ
رسائل الشّوق عندي لو بعثت بها
إليكم لم تسعها الطّـرق والسّبـلُ
واستلـذّ نسيمهـا مـن دياركـمُ
كأن أنفاسهُ مـن نشركـم قبـلُ
وارحمتاهُ لصـبّ قـلّ ناصـرهُ
فيكم وضاق عليه السّهل والجبـلُ
يزداد شعري حسناً حين أذكركـم
إنّ المليحة فيها يحسـن الغـزلُ
يا غائبين وفي قلبـي أشاهدهـم
وكلما انفصلوا عن ناظري اتصلوا