شعر عن الشمس , قصائد عن جمال ضوء الشمس , خواطر عن اشعة الشمس , كلام عن جميل عن الشمس
شَمْسُ النَّهَارِ تَقُوْلُ لِلْإِنْسَانِ
بِجَوَارِحٍ وَمَشَاعِرٍ وَبَيَانِ
فِي كُلِّ صُبْحٍ أَرْسَلَتْ أَنْوَارَهَا
جَمْرًا تَوَقَّدَ مِنْ لَظَى النِّيرَانِ
أَوْ لَمْلَمَتْ أَذْيَالَهَا عِنْدَ الْمِسَا
فَإِذَا الظَّلَامُ يَسُودُ فِي الْأَكْوَانِ
إِنَّ الْحَيَاةَ – كَمَا تَرَانِي – تَنْطَوِي
عُمْرِي كَعُمْرِكَ يَا بَنِي الْإِنْسَانِ
لَمْحٌ كَطَرْفِ الْعَيْنِ يَمْضِي عَابِرًا
وَالْكُلُّ يُطْوَى فِي دُجَى النِّسْيَانِ
أَوْشَكْتُ أَسْمَعُهَا تَصِيحُ بِلَا وَنًى:
إِنَّ الْحَيَاةَ دَقَائِقٌ وَثَوَانِ
وَالعُمْرُ زَوْرَةُ زَائِرٍ أَوْ مِثْلُهَا
أَوْ مَرُّ ضَيْفٍ عَابِرٍ عَجْلَانِ
الْكُلُّ فِي كَفِّ الفَنَاءِ وَلَا يُرَى
مِنْ خَالِدٍ فِيهَا سِوَى الدَّيَّانِ
فَالْأَمْرُ قَبْضَتُهُ وَمِلْكُ يَمِينِهِ
وَهُوَ المُصَرِّفُ دَوْرَةَ الْأَكْوَانِ
إِنَّ الْحَيَاةَ، وَإِنْ تَطَاوَلَ عَهْدُهَا
تَمْضِي بِأَسْرَعَ مِنْ رُؤَى نَعْسَانِ
وَلَأَنْتَ قَائِلُ سَاعَةٍ أَوْ بَعْضِهَا
فِي ظِلِّ دَوْحٍ وَارِفِ الْأَغْصَانِ
بَلْ أَنْتَ ضَيْفٌ إِنْ أَقَمْتَ فَسَاعَةً
ثُمَّ ارْتِحَالٌ لَا رُجُوعٌ ثَانِ
لَا عَوْدَةٌ تُرْجَى وَلَوْ فِي غَفْوَةٍ
أَوْ زَوْرَةٍ لِلْأَهْلِ وَالْإِخْوَانِ
قَدْ كَانَ مَا يَبْنِي الْجَمِيعُ خُرَافَةً
وَصِرَاعُهُمْ ضَرْبًا مِنَ الْهَذَيَانِ
عَمَرُوا الْبِلَادَ وَشَيَّدُوا جَنَبَاتِهَا
وَتَفَيَّؤُوا فِي شَاهِقِ البُنْيَانِ
لَكِنَّهُمْ عَبَرُوا كَمِثْلِ سَحَابَةٍ
وَأَتَتْ عَلَيْهِمْ ضَرْبَةُ الْحَدَثَانِ
تَرَكُوا وَرَاءَهُمُ الْأَمَانِي وَالْغِنَى
وَتُرَاثَهُمْ مِنْ غَابِرِ الْأَزْمَانِ
مَا أَرْسَلَتْ شَمْسُ النَّهَارِ شُعَاعَهَا
إِلَّا وَعُمْرُ الْمَرْءِ فِي نُقْصَانِ
فَهِيَ النَّذِيرُ بِأَنَّ أَيَّامًا مَضَتْ
مِنْ عُمْرِ سَاهٍ غَافِلٍ حَيْرَانِ
كُتِبَ الرَّحِيلُ عَلى الجَمِيعِ وَحُكْمُهُ
حُكْمُ الْقَوِيِّ، وَنَحْنُ فِي إِذْعَانِ
إنَّ السَّماءَ جَمِيلةٌ لا تُحجَبُ
وَالشَّمسُ تُشرِقُ في السَّماءِ وَتَغرُبُ
وَالبازُ يَخفِقُ في السَّماءِ مُحَلِّقاً
رَغْمَ الحَمَائمِ قَدْ تَطيرُ وَتَلعَبُ
لا يُنْقَصُ الذَّهبُ العَتِيقُ بأنَّهُ
وَسْطَ الدَّفائنِ قدْ حَوَتهُ الأَترُبُ
وَالذِّئبُ يَرفُضُ أنْ يَكُونَ مُقيَّداً
رَغمَ الجِراحِ تَراهُ يَركُضُ، يَلعَبُ
وَالخَيلُ إنْ جَمَحتْ حَلالٌ بَيعُهَا
وَالطَّبعُ تَحتَ الرُّوحِ دَوماً يَغلِبُ
عَبَثاً تُحاوِلُ أنْ تُدِيرَ مِزاجَها
وَالوَقتُ يَمضِي، وَالزَّمانُ مُقَلَّبُ
لِلصَّبرِ حَدٌّ، إنْ تَمادَى فَاحذَرُوا
صَبْرُ الكِرامِ يَطُولُ لكِنْ يَغْلِبُ
يا وَيحَ شَعبٍ قدْ تَغِيبُ أُسُودُهُ
وَيَجُورُ في حُكمِ الكِرامِ الأَرنَبُ
وَالحُرُّ يَحيَا فِي الشَّقاءِ بِعزَّةٍ
وَيَتيهُ في العَيشِ الكَرِيمِ الثَّعلَبُ
إنْ ضَاقَتِ الدُّنيَا بِظُلمٍ جَائرٍ
سَأَعِيشُ في وَسْطِ القِفَارِ وأَحْطِبُ
يَكْفِينِي أَنِّي قدْ وَجَدتُ حَبِيبَتي
سَأَعِيشُ معْ أَمَلِي الوَحِيدِ وأَطرَبُ
اللَّيلُ يُرخِي بِالظَّلامِ سُدُولَهُ
وَالفَجرُ آتٍ لا مَحَالةَ يَغلِبُ