شعر عن السنة الهجرية , قصيدة عن العام الجديد , خواطر عن السنة الجديدة , شعر عن العام الجديد
يا هجرة المصطفى والعين باكيـةٌ
والدمـع يجـري غزيراً من مآقيها
يا هجرة المصطفى هيّجت ساكنةً
من الجوارح كــاد اليأس يطويهـا
هيجـت أشجاننا والله فانطـلقت
منا حناجرنا بالحـزن تأويهــا
هاجرت يا خير خلق الله قاطبــةً
من مكــ� �ةً بعد ما زاد الأذى فيها
هاجرت لما رأيت الناس في ظلـم
وكنت بــدرا مـــنيراً في دياجيهـا
هاجرت لما رأيت الجهل منتشـراً
والشــر والكفـــر قد عمّ بواديهـا
هاجرت لله تطوي البيد مصطحبا ً
خلاً وفـــيـاً .. كريم النفس هاديها
هــــو الإمـــام أبو بكـــر وقصتــه
رب السماوات في القرآن يرويها
يقول في الغار “لا تحزن” لصاحبه
فحســــبنا الله : ما أسمـى معــانيهـا
هاجرت لله تبغي نصـر دعوتنا
وتســأل الله نجحـاً في مباديهــا
هاجرت يا سيد الأكوان متجهاً
نحو المدينــة داراً كنت تبغـيها
هذي المدينة قد لاحت طلائعـها
والبشـر من أهلها يعلو نواصيها
أهل المدينة أنصـار الرسول لهم
في الخلد دور أُعدت في أعـاليها
قد كان موقفهم في الحق مكرمة
لا أستطيع له وصــفاً وتشبيهــا
عامٌ أهاب به الزمان فأقبلا
يُزجي المواكب بالأهلة حُفَّلا
مَلَكَ الحوادث؛ فهي مِن أجناده
تأتي وتذهب في الممالك جُوَّلا
آنًا يُهدِّبها الشعوب، وتارة
يَبني لها المُلكَ الأشمَّ الأطوَلا
يا أيها العام الوليد, أما ترى
أمَّ الكتاب حِيال مَهدِك مُثَّلا
فزعت إليك تقصُّ مِن أبنائها
ما راع راوية الدهور فأجفَلا
وتسوق بين يدَيك مِن آمالِها
ما أخلف الزمنُ العسوفُ وعطَّلا
عبثَت بها الأعوام قبلَك فانجلَت
عن لاعجٍ صدَع القلوب وما انجَلى
صُنْها عن اليأس المُميت، وكن لها
عامَ الحياة تنَلْ مراتبَها العُلى
رفعَت على آي الكِتاب بناءَها
زمنًا فهدَّ الهادِمين وزَلزَلا
أَرِنا كتابك أو فدَعْه محجَّبًا
إنا نراه على المَغيب مؤمَّلا
هيِّئ مكان النيِّرَين لأمة
أخذت أوائلها المكان الأوَّلا
لسْنا بني الخُلفاء إن لم نَبنِه
مجدًا على هام النجوم مؤثَّلا
الله علَّمنا الحياة رشيدة
وأبى علينا أن نضلَّ ونجهَلا
قل للأُولى جهلوا: اذهبوا بكتابكم
إنا لنتَّبع الكتاب المُنزَلا
الحق عِصمتُنا نصون سياجَه
بالعلم يمنع أن نُضام ونُخَذلا
أَعِدِ المناصِل في الغمود بريئة
الحق إن حاربت أَقطَع مُنصَلا
ودع المعاقل والحصون فلن ترى
كالعِلم حِصنًا للشعوب ومَعقِلا