الأدعية والأذكار
سيدنا يوسف
اصطفى الله سبحانه وتعالى من بين البشر رسلًا وأنبياء اكتملت فيهم الأخلاق حتّى كان كلّ واحدٍ منهم في أقواله وأفعاله ومعاملاته مع النّاس ترجمةً حقيقيّة صادقة للقيم النّبيلة، والمثل الرّفيعة، وقد كانت صفاتهم بحقّ قدوة للنّاس الذي يسعون إلى الكمال والرّقي والصّلاح.
صفات نبي الله يوسف عليه السّلام
من بين هؤلاء الأنبياء كان نبيّ الله يوسف عليه الصّلاة والسّلام الذي ذكر الله سبحانه وتعالى قصّته في سورة يوسف التي سمّيت باسمه، فما هي أبرز صفات هذا النّبي العظيم؟
- الصّبر على البلاء، فقد جرت سنّة الله في الصّالحين والأنبياء أن يتعرّضوا للابتلاءات والفتن التي تمحّص قلوبهم، وتغفر ذنوبهم، وترفع من شأنهم ودرجاتهم عند الله، وقد نال نبيّنا يوسف عليه السّلام حظًا من هذا الابتلاء حينما ألقاه إخوته في البئر أوّل مرّة نتيجة الغيرة والحسد التي أضمروها في نفوسهم اتجاهه، كما تعرّض للابتلاء وهو في بيت العزيز حين جاءته امرأة العزيز وهو في عزّ الشّهوة وأوج اضطرامها لتراوده عن نفسه وتزيّن له عمل الفاحشة، كما تعرّض للابتلاء أيضًا حينما زجّه الظّالمون في السّجن فلبث فيه بضع سنين، وقد قابل عليه الصّلاة والسّلام كل تلك الابتلاءات بالصّبر والثّبات على عقيدته ودعوته.
- الهمّة العالية في الدّعوة إلى دين الله تعالى، ففي أشدّ اللّحظات شدّة لم ينسَ يوسف عليه السّلام الدّعوة إلى الله؛ ففي السّجن اجتمع رفقاء السّجن حوله يتعلّمون منه حينما توسّموا فيه الصّلاح والتّقوى، وحينما سألوه عن تعبير الرّؤى ابتدأ يوسف عليه السّلام حديثه معهم بتذكيرهم بحقّ الله تعالى على العباد ووجوب توحيده وعبادته قبل أن يعبّر لهم رؤاهم وهذا يدلّ على أنّ أمر الدّعوة إلى دين الله لم يغب عن يوسف عليه السّلام في أي لحظةٍ من لحظات حياته .
- الصّدق وقوّة البصيرة، فالله سبحانه وتعالى لا يعطي تعبير الرّؤى إلاّ لمن تميّز بصفاء السّريرة وطهارتها، ونفاذ البصيرة وقوّتها، وصدق الحديث وهذه علامات المفسّرين ومعبري الرّؤى من النّاس فما بالك بالأنبياء الذين هم أولى بتلك الصّفات وأجدر بالتّحلي بها .
- العفو والتّسامح؛ فعلى الرّغم من الأذى الكبير الذي تعرّض له يوسف عليه السّلام على يد إخوته، والكيد والحسد الذي ملأ قلوبهم اتجاهه، إلا أنّه في لحظات القوّة والتّمكين لم يعاملهم بمثل ما عاملوه به وإنّما عفا عنهم وسامحهم على فعلتهم بأخلاق النّبي الكريم صاحب الخلق الرّفيع
- اليقين بالله، فقد كان يوسف عليه السلام مثالًا في اليقين بأمر الله وموعوده، ولقد أدرك مبكرًا أنّ الله سبحانه وتعالى لن يخذله أو يسلمه وقد كان حفظه في البئر حينما رموه إخوته أوّل مرّة أولى علامات الحفظ الربّاني والعناية الإلهيّة.