سور الصين العظيم
أحد أهم المعالم السياحيّة و الأثريّة في العالم ، و واحد من عجائب الدنيا السبع ، و هو المعلَم الوحيد الذي يُشاهد عن سطح القمر ، لكن في دراسة علمية أكد الباحثون إستحالة رؤيته من على سطح القمر بالعين المجردة ، يبلغ طوله حوالي 8850 كم ، و في دراسةٍ أخرى لطوله سنة 2012 قدّر بحوالي 21196 كم ، و يمتد عرضه من خمسة إلى سبعة أمتار ، و أمّا إرتفاعه فيبلغ من خمسة إلى سبعة عشر كم .
تمّ بناء السور في القرن الثالث ق.م ، و أسباب بناءه لأغراضٍ عسكريّة بحتة ، و ردع أي هجوم محتمل على البلاد ، و تعرض السور للتدمير عدّة مراتٍ عبر التاريخ ، لكن كان يتم إعادة بناءه على الفور ، و قد قضى موتاً أكثر من 10000 عامل أثناء تشييده .
شيّد السور بشكلٍ يدوي ، و يعكس مدى الذكاء و الجهد المبذول في إنشائه ، فهو من أعرق و أندر الفنون المعماريّةِ على الإطلاق ، و يتميز بعظمته و حصانته و قوته .
في رحلة السور العظيم فإنه يمر من خلال تضاريس مختلفة من جبالٍ و سهولٍ و هضاب ، و يخترق الصحاري ، ماراً بالمروج و قاطعاً الأنهار ، و هذا يفسر إختلاف هيكلية بناء السور من موقع لآخر ، و اختلاف المواد المستخدمة في تشييده ، و توجد على السور قناةٌ لتصريف المياه ، و حمايته من مياه الأمطار .
و مثلما كان للسور أثراً كبيراً في صد هجوم الغزاةِ على البلاد ، أيضاً كان له أثرٌ كبير في التنميةِ الإقتصاديةِ هناك .
لم ينجح السور في كثيرٍ من الأحيان في صد هجوم الغزاة ، فقد درس المغول نقاط ضعف السور ، و استغلوها و قاموا بالهجوم على الصين بقيادة ( جنكيز خان ) ، حيث نجح في مسعاه ، و أنهى حكم سلالة ( جيان ) ، و استمر حكم المغول بعدها للبلاد زهاء القرنين ، أُهمل السور في هذه الفترة ، لذلك لم يأتِ ( ماركو بولو ) على ذكر السور في كتاباته ، برغم إسهابه في و صف عظمة الإمبراطوريّة المغوليّة و كل ما فيها ، أثناء زيارته للصين في عهد ( قوبلاي خان ) خليفة جنكيز خان .
تم طرد المغول في القرن الخامس عشر للميلاد ، ليتربع على عرش الصين أباطرة سلالةِ ( مينك ) ، و كان جُل همهم في ذلك الوقت إعادة ترميم و إكمال بناء السور المهمل لسنواتٍ طويلة ، و تميزوا باستخدامهم الآجر و القرميد في عمليات البناء و الترميم ، و هذا هو السبب بأن أغلب الأجزاء الموجودة من السور في الوقت الحالي تعود لسلالة مينك .
أما الغزاة الذين جاؤوا بعد المغول ، فدوماً ما كانوا يصطدمون بالجدار كحصنٍ منيع يردعهم عن النجاح للوصول لغاياتهم ، و لكن خيانات بعض الجنرالات الصينيين في تلك العهود كانت هي من أهم أسباب نجاح الغزاة في السيطرةِ على البلاد ، و من أبرز هؤلاء الغزاة حكام منشوريا ، و عاد إهمال السور من جديد حيث امتدت فترة حكمهم للبلاد من عام 1644 ، حتى اندلاع الحرب العالميةِ الأولى من القرن المنصرم ، و في هذه الأثناء إختفت أجزاءٌ كبيرة من السور ، سواءً كان ذلك بفعل عوامل الحت و التعرية الطبيعية ، أو بفعل الإنسان الذي يقطن إلى جانب السور ، حيث قام الفلاحون هناك بهدم أجزاء كبيرة منه بغرض الإستفادة من مواد السور في بناء منازلهم .