سبب تسميت فاطمة بالزهراء
فاطمة الزهراء
فاطمة الزهراء هي أصغر بنات الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي ابنة السيدة خديجة بنت خويلد أولى زوجات النبي عليه الصلاة والسلام، وقد كرّمها الله سبحانه وتعالى وجعلها سيدة نساء العالمين، فقد كانت من أحب بنات رسول الله على قلبه، وعُرفت بالفصاحة والبلاغة في اللغة العربية ولها كتابات ذُكرت في كُتب التاريخ.
اختلف الكثيرون على الوقت الذي وُلدت فيه السيدة فاطمة، فهُناك من قال إنّها وُلدت عندما كان عُمر الرسول صلى الله عليه وسلم خمسة وثلاثين عاماً، وهُناك من يقول إنّها وُلدت بعد ذلك بعشر سنين، وهاتان الروايتان محط خلاف المُسلمين السُنة والشيعة فقد أجمع أهل السُنة على أنّ ولادة السيدة فاطمة رضي الله عنها كان عندما كانت قُريش تبني البيت الحرام، أي أنّها وُلدت قبل نبوّة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بخمس سنوات.
طفولة فاطمة الزهراء
وقد كانت السيدة فاطمة منذ طفولتها ملازمة لأبيها صلى الله عليه وسلم، وكانت تُسانده إذا تعرض للأذى من أهل قُريش بسبب دعوته إلى عبادة الله، على الرغم من أنها كانت لا تزال طفلة، وقد شهدت مع أبيها مقاطعة المشركين للرسول والمُسلمين، والذي استمر لمدة ثلاث سنوات منعت فيه قُريش الطعام والشراب عن الرسول وصحابته ومن اتّبعه.
وبالرغم من صغر سنها إلا أنّها صبرت على الجوع وازدادات إيماناً بما كان يدعو إليه والدها، ولم تلبث هذه الحادثة أن تنتهي إلى أن تُوفّيت السيدة خديجة والدتها، فما كان منها إلا الصبر على الحُزن والتقرُّب أكثر من والدها الذي عاش فترة من الحُزن، خاصة وأنه فقد عمه أبا طالب في العام نفسه.
سبب تسمية فاطمة بالزهراء
أما عن تسميتها بالزهراء فاختلفت الأسباب، فمنهم من قال إنّها كانت صاحبة بشرة بيضاء ورديّة اللون، ولهذا سُمّيت بالزهراء، وهناك رأي يقول إنّ الرسول صلى الله عليه وسلم هو من سمّاها بالزهراء، ولكن لا يوجد دليل شرعيّ على هذه الحقيقة، بل إنّها سُميت بالزهراء على الأرجح بعد وفاتها كوصف للون بشرتها المُزهر، أما ما يُقال عن أن وجها كان يُزهر لأهل السماء عند وقوفها بالمحراب وما شباه فهو قول باطل عند أهل السُنة، وقد سماها علماء المُسلمين بالزهراء تكريماً ومديحاً لها.
تزوجت السيدة فاطمة رضي الله عنها بالصحابيّ علي بن أبي طالب، وأنجبت منه ولديها الحسن والحُسين، وكذلك ابنتين هما زينب وأم كلثوم، وعُرف عنها أنّها أُم حنونة على أبنائها وهي الوحيدة من بين بنات الرسول الأكرم التي أنجبت أبناء، ولم يكن للرسول عليه الصلاة والسلام أحفاد من غيرها من بناته.
ولفاطمة الزهراء رضي الله عنها مكانة عظيمة لدى المسلمين سواء أهل السُنة أو الشيعة، لأنّها تعلّقت بوالدها وظلت تُسانده منذ طفولتها، وتحمّلت معه كل ما عاناه من قُريش، كما أنّها كانت سيدة شديدة الورع والتقوى، ولهذا فقد نالت مرتبة عظيمة مثل تلك التي نالتها السيدة مريم بنت عمران وأُمنا حواء.