زيد بن حارثة رضي الله عنه
زيد بن حارثة رضي الله عنه
ليوم موعدنا مع صحابي جليل وهو حِبُ رسول الله وهو الصحابي الجليل زيد بن حارثة رضي الله عنه …و قد تبناه النبي محمد صلي الله عليه وسلم قبل بعثته ولما جاء الاسلام وحرم الله التبني اصبح زيد مولى رسول الله … ولقد نزلت في زيد آيات قرآنية وذكر اسمه في القرآن فيا له من شرف فهنيئا لك يا زيد .
واليكم السيرة الذاتية للصحابي الجليل زيد بن حارثة رضي الله عنه
اسمه و التعريف به : هو زيد بن حارثة بن شراحيل بن عبد العزى بن امرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عامر بن عبد ود بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحافِ بن قضاعة …. من قبيلة بني كلب …و أمه هي سعدى بنت ثعلبة … وهو صحابي جليل ومولى النبي محمد صلي الله عليه وسلم كان النبي قد تبناه قبل بعثته فكان يُدعى بـ زيد بن محمد … ولقب بحِب رسول الله لشدة حب النبي له … و زوجاته هن أم كلثوم بنت عقبة و بركة بنت ثعلبة و زينب بنت جحش اما ابنائه هم أسامة بن زيد بن حارثة .
مولده و نشأته و قصة التبني : لقد ولد زيد بن حارثة في السنة الخامسة والثلاثون قبل الهجرة و تبدأ قصة الصحابي الجليل زيد بن حارثة رضي الله عنه عندما كان بصحبة أمه وهو صغير وكانت في زيارة لأهلها فخطف وبيع زيد في سوق عكاظ وكان غلاماً صغيراً واشتراه حكيم بن حزام لعمته السيدة خديجة بنت خويلد”رضي الله عنها” فلما تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهبته له … وتمضي الأيام وفي موسم الحج ذات مرة رآه بعض أقاربه فتعرفوا عليه وعادوا إلى ديارهم فأخبروا أباه الذي أسرع ليفتدي ابنه ويحرره … و كان زيد يحظى عند النبي صلى الله عليه وسلم بمكانة عظيمة، لدرجة أنه كان يقال عنه: زيد بن محمد … وجاء اباه وعمه الى النبي صلى الله عليه وسلم وطلبوه منه ، فقال له النبي: ” إخترني أو اخترهما “. فقال زيد: ” ما أنا بالذي أختار عليك أحداً، أنت مني مكان الأب والعم “. فقالا له اباه وعمه : ” ويحك! أتختار العبودية على الحرية، وعلى أبيك وعمك وأهل بيتك؟ ” فقال لهما: ” ما أنا بالذي أختار عليه أحداً. وإني يا أبي رأيت من ذلك الرجل الشيء الحسن فما أنا بمفارقه “. فحينها فرح الرسول ووقف على صخرة أمام الكعبة وقال: ” يا أهل قريش اشهدوا، هذا زيد ابني يرثني وأرثه “. فلما رأى ذلك أبوه وعمه طابت نفوسهما و انصرفا …. ولكن الله انزل قرآن بعد ذلك بتحريم التبني وهي الاية ” ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آَبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ” … من سورة الاحزاب … فدعي منذ ذلك الحين بزيد بن حارثة … و بعد نزول هذه الاية وبعد تحريم التبني نُسب كل من تبنى رجل من قريش إلى أبيه.
جهاده : لقد شهد الصحابي الجليل زيد بن حارثة رضي الله عنه بدراً و أحداً و الخندق و الحديبية و خيبر، و كان من الرماة المعروفين … كما أرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية إلى مكان يُسمى الفَردة و هي أول سرية خرج فيها زيد أميراً … ثم أرسله في سرايا أخرى كانت الأولى إلى (الجَموم)، و الثانية إلى (العيص)، و الثالثة إلى (الطَّرَف) و الرابعة إلى (حشِمي) و الخامسة إلى (الفضافض) و غيرهن من السرايا الكثير … و كان الصحابي الجليل زيد بن حارثة رضي الله عنه برفقة النبي صلى الله عليه وسلم في رحلته الى الطائف حيث ضيق عليه اهلها و رموه بالحجارة و كان زيد رضي الله عنه يقي النبي بنفسه حتى جرح في رأسه .
زواج زيد رضي الله عنه من زينب بنت جحش :
كان النبي صلي الله عليه وسلم متبنيا زيد قبل الاسلام وزوج النبي صلي الله عليه وسلم زيد الى زيد من زينب بنت جحش بنت عم النبي صلي الله عليه وسلم … وبعد فترة طلقها زيد و كان العرب يعتقدون أن آثار التبني هو نفس آثار البنوة الحقيقية، فيحل له، ويحرم عليه، ويرث ويعامل كالابن الحقيقي تماماً من دون فرق … فأمر الله نبيه بالزواج من زوجة ابنه بالتبني لقلع هذا المفهوم الخاطئ من أذهانهم وانزل ذلك التشريع في ايات قرآنية وذكر اسم الحابي الجليل زيد فيها في قرآن يتلى الى يوم القيامة ( فيا له من شرف حظي به زيد رضي الله عنه ) وهذه الايات هي ” وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا ” . فهنيئا لك يا زيد.
استشهاده : لقد استشهد الصحابي الجليل زيد بن حارثة رضي الله عنه في غزوة مؤتة في السنة الثامنة للهجرة الموافق سنة 629 ميلاديا … ولما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر استشهاد زيد بن حارثة مع جعفر بن أبي طالب، وعبد الله بن رواحة رضي الله عنهم اجمعين قام وذكر شأنهم فبدأ بزيد فقال: ” اللهم اغفر لزيد، اللهم اغفر لزيد، اللهم اغفر لزيد “. وقال له أصحابه: ” يارسول الله مارأيناك تبكي شهيدا مثله ” فقال: ” هو فراق الحبيب لحبيبه “